د.حسن: هناك 400 الف طفل "غلطة" سنوياً أكدت الدكتورة مي ثابت أستاذة النساء والولادة والمتحدث الطبي باسم الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، أن السيدات يعتقدن أنهن محميات من الإنجاب طوال فترة الرضاعة الطبيعية بسبب نشاط هرمون "البرولاكتين" الذي يعمل علي انخفاض الهرمون المسؤول على تنشيط عملية التبويض، ويعمل هذا الهرمون عندما ترضع السيدة طفلها بمعدل مرة كل 3 ساعات، 10 دقائق من كل ثدي على حدى. ومع انخاض كميات الحليب في ثدي الأم أو عندما تبدأ السيدة في تقليل عدد مرات الرضاعة بعد الثلاثة أشهر الاولى، لأن طفلها بدأ في تناول وجبات غذائية مع الرضاعة تكون أكثر عرضة للحمل، لأن هذا الهرمون يقل إفرازه مما ينشط عملية التبويض. وأوضحت ثابت أن أحد أهدف حملة "أمان" هو محاربة المفاهيم الخاطئه لدى النساء عن طرق استخدام وسائل منع الحمل والعوامل المؤثرة على كفاءتها فهناك العديد من الوسائل قد تكون غير مناسبة للبعض ولها آثار جانبية، ولهذا فعلي السيدة آن تستشير الطبيب في البداية لتعرف أي وسيلة مناسبة لصحتها. لذا أطلقت عدد من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، وجمعية صبايا مصرية للتنمية والتوعية والتنوير بالتعاون مع مؤسسة "دي كيه تي"، حملة " أمان " لدعم وتوعية الامهات بأهمية التخطيط لحياتهن وخاصة التخطيط للإنجاب، ومحاولة توضيح تأثير الانجاب بدون تخطيط على صحة المرأة واستقرار الاسرة، والتعريف بالوسائل الحديثة لتنظيم الاسرة، وكيفية تفادى فشل الوسيلة، وذلك استجابة لمطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد لقائه وزيرة الدولة للسكان وبالتزامن مع الاستراتيجية العامة لوزارتى السكان والصحة بضرورة توعية المجتمع بأخطار معدلات الإنجاب المرتفعة والمتكررة على صحة الأم والطفل.وضرورة التزام الدولة بإدماج المكون السكانى في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية،لتشجيع تبنى مفهوم الأسرة الصغيرة لتحسين احوال الفقراء والتخفيف من حدة الفقر. وتقول ثابت أن وسيلة" اللولب النحاسي" على سبيل المثال آمنة بنسبة 99% و لكن في بعض الأحيان يتردد مصطلح "انا حملت علي اللولب"، ولهذا فعلي السيدات أن تراعي شروط الاستخدام الآمن ألا وهى التأكد من وجود خيط اللولب في مكانه وأنه لم يتحرك أو انقطع، وإذا شعرت السيدة بالآم في أسفل البطن وأسفل الظهر فهذا يعني أن اللولب تحرك من مكانه، وإذا حدث تساقط دماء في موعد غير الدورة الشهرية أو حدوث آلام أثناء الجماع، فجميعها أعراض لتلف اللولب أو تحركه من مكانه. "حملت على نضيف"! وفسرت ثابت مقولة السيدات الشائعة " حملت على نضيف"؟! أي أنها حملت بعد الشهر الثالث من الرضاعة. وذلك لاعتقادهن بان نقاط الدم المصحوبه بالآم الدورة تعني بداية موعد الدورة الشهرية، ولكنها تكون في حقيقة الأمر نتيجة حدوث تكسير فى بطانة الرحم ثم تساقط قطرات دم، وهذا يعني أن الدورة الشهريه حدثت منذ 28 يوماً و ليست بداية الدورة كما يعتقد 90% من النساء، و في حالة أن التلقيح تم في اليوم 14 من ال28 يحدث حمل ولهذا يتم ترديد عبارة " انا حملت على نظيف". ويقول دكتور محمود حسن المتحدث الإعلامي لحملة أمان، أنه حسب المسح السكاني والديموجرافي المصري لسنة 2014 الصادر عن وزارة الصحة والسكان وهيئة الأممالمتحدة واليونيسيف هناك خطورة على 60 ٪ من السيدات المصريات للحمل بدون تخطيط بعد الولادة بأربعة أو خمسة أشهر، وحوالي 75٪ منهن عرضة لذلك أيضاً بعد الولادة بثمانية أو تسعة أشهر وذلك لاعتقادهن أن الرضاعة الطبيعية كافية وحدها كوسيلة آمنة لمنع الحمل في تلك الفترة مما يؤدي للحمل الغلطة، كما يقول البعض وهو ما يترتب عليه سنويا اكثر من " 400 الف طفل "أو غلطة !. وأضاف حسن أن الحمل اثناء الرضاعة يشكل خطراً على صحة الأم ويقلل من فترة الرضاعة الطبيعية للطفل الحالى مما يؤثر على مناعته الطبيعية و نموه ويجعله عرضة للعدوى البكتيرية والفيروسية اكثر من غيره من الاطفال الذين يتمتعون بالرضاعة الطبيعية لفترة أطول ، بالإضافة إلى الأعباء المادية الاضافية التى من الممكن ان تؤثر على استقرار الاسرة و مستقبلها. ولذلك ينصح المتخصصون كل الأمهات اللاتي يعتمدن على الرضاعة الطبيعية لمنع الحمل بالانتظام التام في مواعيد الرضاعة حتى لا تنخفض مستويات هرمون البرولاكتين في الدم، كما أنه من الضرورى استعمال حبوب منع الحمل للطوارئ التى تستخدم لمرة واحدة فقط بعد العلاقة الزوجية، وذلك في حالة الشك أن الرضاعة لطبيعية اصبحت غير كافية وحدها كوسيلة آمنة لمنع الحمل. ونوه حسن على خطورة الإحصائيات الأخيرة المذكورة بالمسح السكاني 2014، والذي أشار إلى أن 40% من السيدات المصريات المتزوجات لا يستخدمن وسيلة لمنع الحمل و93% من السيدات لا يعرفن عن وجود وسيلة حبوب منع الحمل للطوارئ. وهو ما شجعنا على إطلاق حملة "أمان" لتوعية المرأة المصرية المتزوجة وحثها على استشارة الطبيب في حال حدوث خلل في الوسيلة المستخدمة مثل، انقطاع الواقي الذكري، نسيان الحبوب، او انقطاع خيط اللولب"، وذلك للتأكيد علي ان المرأة هى العمود الفقري للبيت، وبالتالي للمجتمع, لذلك يجب أن تهتم بصحتها التى ستؤثر فى كل الاحوال على الزوج والاطفال.