أكدت الدكتورة مي ثابت أستاذة النساء والتوليد والمتحدث الطبي بأسم الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، أن العادات والتقاليد المصرية تؤكد على أن المتزوجين حديثاً هدفهم الإنجاب السريع تحت شعارات "عوزين نفرح ، مفيش حاجة جاية في السكة"، ومن لا تحمل بعد الزواج مباشرة تبدأ في آخذ المنشطات والمحفزات الهرمونية لتعجل من فرص الحمل مبكراً، ومن هنا تبدأ المعاناة للمرأة المصرية، حيث أن هذه المنشطات إذا آخذت بطريقة عشوائية فإن أعراضها تكون قاسية على صحة المرأ، ولهذا ننصح الزوجة بعمل فحص دوري عبر اختبارات التبويض في البداية وهى متوفرة في كافة الصيدليات، وبعد ذلك إذا كانت حالتها تستدعي آخذ هذه المنشطات نبدأ بوصفها لها عن طريق طبيب متخصص. وأوضحت مي عبر لقائها على إذاعة الشرق الأوسط ببرنامج "اهلا يا دكتور"، أن التخطيط للأسرة هو الاتجاه السائد الآن في مصر وتناشد به الدكتورة هالة يوسف –وزيرة السكان- من أجل أسرة و اطفال وامهات اصحاء ..وبالتالي نرتقي بمجتعنا وشددت على دور وأهمية الدعاوى والحملات التى اطلقتها الجمعية بالتعاون مع بعض المؤسسات المعنية بتنظيم الأسرة من أجل تحسين صحة المرأة والتخطيط السليم للأسرة. ولاحظت ثابت أنه في الآونة الاخيرة، انخفضت عدد المترددات علي وحدات تنظيم الاسرة ، وذلك بسبب عدم وجود الوعي الثقافي من الاسرة مع اعتقاد السيدات بان هناك وسيلة وحيدة هي المنظمة للحمل ولا يمكنها استخدام أي وسيلة اخري وهذا اتجاه شائع وخاطىء.. فلكل سيدة وسيلتها الخاصة التي تناسب ظروفها الاجتماعية والنفسية وبالطبع الصحية, وإذا تم اخذ وسيلة لا تتناسب مع حالتها فقد يصل الامر الى الاصابة بالعقم في حالات كثيرة قامت بالاستخدامات الخاطئة لوسائل منع الحمل . استخدامات خاطئة هناك بعض من السيدات اللاتي يعانين من التهابات أو زيادة تدفق الدم الذي يؤدي لبعض حالات النزيف بسبب بعض الاستخدامات الخاطئة للولب الطبي، ولهذا تقول د.ثابت في هذه الحالة ضروري الذهاب للطبيب وأن تستبدل اللولب بوسيلة أخرى ولو لفترة مؤقتة يمكن أن تصل من شهر لشهرين، وخلال هذه الفترة نفضل أن يلجأ الزوج إلى وسيلة "الواقي الذكري" حتي لا يتم إرهاق الزوجة بتعدد الوسائل، وهناك أيضاً وسيلة لا يعلم عنها الكثير إلا وهى"الأقراص المؤقتة" وهى من وسائل منع الحمل بعد العلاقة الحميمية بين الزوجين وهى تحمى الاسرة من الحمل غير المخطط له حتى بعد العلاقة بمدة تصل إلى 3 ايام وأشارت أن وسيلة منع حمل الطوارىء غير شائعة كثيرا بين النساء بالرغم من ضروريتها وأهميتها لبعض الأزواج. وتنصح د.ثابت المقبلات علي الزواج بضرورة المتابعة مع طبيب متخصص أو الذهاب للوحدة الصحية وعمل موجات صوتية على الرحم للتأكد من عدم وجود أية أمراض أو تكييسات، خاصةً وأن الكثير من الفتيات يتزوجن حالياً فوق سن ال30. وطالبت ثابت بضرورة وضع حد لمقولات شائعة بيننا مثل، زيادة عدد الأولاد لربط الزوج، والرغبة في إنجاب الذكور، والرغبة في تكوين عزوة بكثرة الإنجاب، وزيادة الإنجاب للمساعدة في العمل بالمجتمعات الزراعية، وشيوع معتقدات دينية خاطئة عند بعض الفئات من المجتمع ..مع ضرورة تفعيل مشروع "تنظيم الاسرة" بالدستور. وأشارت إلى أن عودة القطاع الخاص للمساهمة في حل المشكلة السكانية أصبحت ضرورة ملحة، ممثلا في قطاع رجال الأعمال والشركات الكبرى وصولا إلى المساجد والكنائس، والتركيز على فئة الشباب في المرحلة المقبلة لترسيخ مفاهيم الأسرة الصغيرة والتخطيط الإنجابي والمساواة بين الجنسين، وزيادة الاهتمام بصعيد مصر. وقد قامت عدد من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ومن بينها الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، وجمعية صبايا مصرية للتنمية والتوعية والتنوير بالتعاون مع مؤسسة "دي كيه تي"، بإطلاق حملات تدعم الاسرة المصرية وتوعية الامهات بأهمية التخطيط لحياتهن وخاصة التخطيط للإنجاب، ومحاولة توضيح تأثير الانجاب بدون تخطيط على صحة المرأة واستقرار الاسرة، والتعريف بالوسائل الحديثة لتنظيم الاسرة، وكيفية تفادى فشل الوسيلة، وذلك استجابة لمطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي.