بالرغم من تخصصه التاريخي، آثر د. عماد هلال أن يناقش عبر صفحته ب"فيس بوك" خبر اكتشاف أكبر حقل غاز طبيعي في العالم والذي يبلغ احتياطيه ثلاثين ترليون قدم مكعبة. وقال أستاذ التاريخ الحديث والذي يعمل بجامعة فيصل حاليا، أن الثلاثين ترليون قدم مكعبة الاحتياطي المكتشف ثمنها ستين مليار دولار. لكن أي حقل غاز طبيعي لا يستخرج سوى 50 % من احتياطيه، خصوصا في الحقول البحرية العميقة، ثم إن الشركة الإيطالية المكتشفة هي التي ستقوم بالإنتاج وسوف تكون حصتها 50% من إجمالي الإنتاج، وبذا لا يبقى لنا سوى خمسة عشر مليار دولار من الستين، لكنه على أية حال يعادل إيراد قناة السويس القديمة في سنتين ونصف. بالطبع الخبر يظل مفرحا، خاصة لو علمنا أن احتياطي مصر المؤكد من الغاز الطبيعي قبل اكتشاف هذا الحقل هو خمسة وسبعون ترليون قدم مكعبة. وبذلك يصبح احتياطينا أكثر من مئة وخمسة ترليونات قدم مكعبة. ولكن الخبر السيء- يواصل هلال- أن هذا الاحتياطي الضخم لم تظهر له أية آثار على اقتصاد مصر أو على المصريين من قبل، فعندما كنا ننتج كميات كبيرة من هذا الاحتياطي كنا نصدره بسعر التراب لإسرائيل، والآن نستورده من إسرائيل بأضعاف السعر الذي كنا نصدر به. كما أننا لن نصدر غاز أصلا لأن كل ما اكتشف يكفي بالكاد الاستهلاك المحلي، وبالتالي تكون الخمسة عشر مليار الأخيرة قد أخذها الغراب وطار!