لهن : الأخت الفاضلة.. تحياتي لك قد يكون غريبا أن يبعث رجل برسالة لك لكنني أطمع في النصح والإرشاد إذ أنني رجل متزوج ولدي أولاد لكنني وبكل أسف قد وقعت في حب امرأة متزوجة دون إرادة وحبست مشاعري نحوها ما يقرب من عامين كاملين وخلال هذه الفترة كنت ألتقي بها في مكان عملي وأتحدث إليها وكانت المفاجأة التي وقعت علي كالصاعقة عندما أحسست بأنها تبادلني المشاعر ، وفي أحدي المرات كنا نتحدث عن مشاكل لها قد حدثت مع زوجها ووجدت نفسي دون أن أشعر أعترف لها بحبي الذي أعلم تمام العلم أنه لا يجوز ولا يصح مطلقاً أن أفكر مجرد التفكير في امرأة متزوجة ولديها أولاد ، وأعلم تماماً أن هذا الأمر حرام ويرفضه الشرع والقانون والدنيا كلها وبعد فترة من الزمن وقعت مفاجأة لم تخطر علي بال أي إنسان في الوجود وهي قيام علاقة بين زوج هذه المرأة مع أعز صديقاتها سراً وتطورت العلاقة إلي زواج وكانت الصدمة شديدة عليها عندما علمت بزواج زوجها من صديقتها وكأننا نشاهد فيلم عربي علي شاشة السينما ، وفوجئت بها تحكي لي ما حدث والدموع تتساقط منها ليس لزواج زوجها ولكن لخيانة صديقتها لها علي حد قولها . وللعلم فقد كنت أعرف صديقة هذه المرأة جيداً ومدي العلاقة الحميمة التي كانت تربطهما ، وذات يوم ألمحت هذه الصديقة لي بأنني أهتم بهذه المرأة دون أن أشعر وقالت لي خذ بالك فالكل يشعر بطريقة معاملتك لها واحذر كلام الناس لأنها متزوجة وبعد فترة من الوقت طلبت هذه المرأة مقابلتي في مكتبي وحكت لي ما حدث بالضبط ، وطلبت نصيحتي وكيف تتصرف فقلت لها بالتأكيد هذه نزوة واتركيها تمر دون خسائر لك وأنا متأكد أنه سيعود إلي بيته والتزمت بالفعل وعملت بنصيحتي ولم تتخذ أي رد فعل من أجل المحافظة علي بيتها وأولادها لكن المفاجأة الأكبر عندما قام زوجها بإرسال ورقة الطلاق لها وهنا فقدت هذه المرأة صوابها وحاولت القيام بأي رد فعل لكنني نصحتها بالهدوء. وللحق فقد التزمت تماماً لكنني الآن أعيش في حيرة شديدة فأنا أحبها بعنف وأريدها زوجة لي ووجدت الشجاعة في أن أبوح لها برغبتي ، والغريب أنها وافقت علي الزواج مني وأفصحت لي بحبها منذ زمن طويل لكنها لم تستطع البوح به خوفاً من أمور كثيرة قد تحدث وتعكر صفو حياتي وحياتها ، ويا عزيزتي أن لي ظروف خاصة لا أستطيع معها الزواج منها في العلن وطلبت أن يكون سرا لكنها رفضت تماماً وقالت لي أنها لا يمكن أن تتزوج دون علم أهلها وأولادها ولكن يمكن أن يكون الموضوع سرياً بالنسبة إلي أسرتي وأهلي فقط وهي علي استعداد للعيش معي في أي مكان بعيد عنهم وهذا الأمر صعب جدا لظروف خاصة بي لا يمكن أن أقولها هنا وفي الوقت نفسه فأنا أتمناها بجواري في كل لحظة ولا أستطيع فراقها فبماذا تنصحيني مع فائق احترامي وتقديري لك وللقراء الأعزاء. أحمد - مصر أشكرك أخي العزيز ، قصتك غريبة نوعاً لكنها برغم الارتباك الذي تحتويه تشير إلي معني واحد وهو أن دور الزوج والزوجة هام جداً في الحفاظ علي الحياة المشتركة بينهما فالزواج شراكة لكل من الزوجين دوره في الحفاظ عليها ، فزوج صديقتك لم يحافظ علي زوجته ولم يحفظها فلم تحفظه وكذلك هذه الزوجة لم تحفظ زوجها فتركها وتزوج بصديقتها ، وكما فعل هو فعلت هي أيضاً ، وأنت تحبها ولا تريد الزواج بها لأن هناك ظروف تمنعك من ذلك وأين كانت تلك الظروف حين صارحتها بحبك وهي زوجة لرجل آخر ، فما الذي تسمح به ظروفك إذن أن تحبها بلا زواج . فلماذا إذن تصر علي دوام العلاقة معها ، إن كنت لا تري نفسك جديراً بالزواج بها أو غير قادر علي هذه الخطوة فاقطع علاقتك بها فوراً لأن زوجها بذلك رغم نذالته معها كان أشجع منك فقد تزوج ممن ارتأى إنها تصلح له زوجة ولم يماطلها أو يسوفها ، صحيح أنه لم يرعي مشاعر زوجها ولم يخيرها بين الإطلاق أو الاستمرار معه وطلقها دون ذنب جنته ، لكنه في النهاية كان واضحاً أمام نفسه والجميع فتزوجها ، لكن ماذا عنك أنت . أنت لست بالمراهق أو الشاب الغر الساذج كي يقف عاجزاً أمام اتخاذ قرارات مصيرية كهذه ، أنت تعرف جيداً الحرام والحلال ، اترك هذه السيدة حتى تقرر مصيرك ومصيرها كي لا تزيد في ذنوبك أكثر وأكثر ، ولا تكن ككل الرجال تلك آفاتهم فهم يريدون الجمع بين كل شيء دون أن يخسروا ي شيء ، جل الرجال يتمني أن تكون له بدل الزوجة أربعة دون أن يكون في حاجة إلي ذلك لكن فقط طمع بن آدم الذي لو كان له جبل من ذهب بتمني أن يكون له اثنين ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب كما علمنا الحديث الشريف ، وأنت الآن تريد هذه المرأة لكنك لا تريد أن تخسر بسببها أي شيء فأنت تخشي غضب الزوجة ونظرة المجتمع وسخط الأهل ، لذا تريد زواجاً في السر . ألا تري معي أنها أنانية منك لأنك لا تقدر موقفها ولا بهمك أن تكون محترمة بين الناس أو لا ، لكن المهم هو استحواذك علي كل شيء وعدم التنازل أو التخلي عن أي شيء ، فهل علمت أن هناك شخص استحوذ علي كل شيء وهل أعطت الدنيا رجلاً أو امرأة كل شيء ، إنما تعطينا الحياة شيئاً وتأخذ مقابله أشياء ، والسعيد الحق هو من قنع بما أعطاه الله له وعاش يشكر نعمته فلا يتطلع إلي مالا يملك ، أقول لك هذا الكلام لتفكر ملياً في أمرك لتعرف ماذا تريد هل تشعر أنك مع زوجتك ينقصك الكثير الذي تجده في هذه المرأة أم أنك تميل للأخرى بدافع من الحب فقط . إن كنت تحبها فقط فاعلم أن الحب حالة مؤقتة مرهونة بتمسك الطرفين والظروف المحيطة، أما إن كانت هناك أسباب أخري فلا عليك سوي الزواج منها ، أما أن تحبها فقط دون تتزوجها فذاك هو الحرام بعينه وهو لا يزيد كثيراً علي حبك لها واعترافك بهذا الحب وهي في عصمة رجل آخر ، فكر فيما يرضي ضميرك فقط ويرضي ربك قبله وإن كان الاثنين لن يتعارضا ، فرضاك لربك سيرضي ضميرك بصرف النظر عن من تغضب من البشر الأولي أم الثانية المهم أن تختار لنفسك ما تراه مناسباً وتلك قدرات وقناعات أنت وحدك تعلمها ولا يعلمها غيرك ، لا يهم أن كنت تتزوجها أم تتركها لحالها المهم أن تكون مقتنعاً وراضياً عما تفعله. عواطف عبد الحميد رئيس تحرير لهنّ نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك