أكدت الصحف العربية في افتتاحياتها اليوم "الثلاثاء" ضرورة الوقوف في وجه الاستيطان الإسرائيلي بالقدس ، وذلك تعليقا على المخطط الجديد لسلطات الاحتلال لبناء أكثر من 50 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدسالمحتلة في مستوطنات قائمة وآخرى جديدة. واستنكرت الصحف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة مع اقتراب التصويت على عضوية فلسطين في الأممالمتحدة. المخطط الجديد ففي دولة قطر ، أكدت صحيفة (الراية) أن المخطط الجديد لسلطات الاحتلال يشكل جزءا من مسلسل إسرائيلي لا ينتهي للسيطرة الكاملة على المدينة المقدسة وتهويدها نهائيا .. وقالت الصحيفة تحت عنوان "الاستيطان مستمر في القدس" ، "سبق لحكومة الاحتلال وفي إطار سعيها المحموم لتهويد المدينة المقدسة أن قامت قبل أشهر قليلة بتجريف جزء كبير من مقبرة /مأمن الله/ التي تعد أكبر وأقدم مقبرة إسلامية في القدس ، وكانت تقدر مساحتها ب 200 دونم حيث شقت الشوارع وبنت الفنادق ومواقف المركبات على أجزاء آخرى منها ، ولم يتبق منها إلا نحو 24 دونما ، في تغيير عملي لطابع المدينةالمحتلة". حجم المستوطنات ونبهت إلى أن إسرائيل ماضية في توسيع حجم المستوطنات القريبة من القدس لتشكل مجموعة من المدن مستقبلا وهى تسعى لمحاصرة المدينة من الجهتين الشمالية والغربية من خلال جسور وأنفاق وطرق التفافية وهو ما يعد تهويدا شبه كامل للمدينة المقدسة التي تغيرت العديد من معالمها بفعل التهويد والاستيطان، كما تغيرت جغرافيتها من خلال الأسماء العبرية التي أطلقتها سلطات الاحتلال على العديد من أحيائها وهو ما يؤكد أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تؤمن بالسلام ولا تسعى لتحقيقه وأن تهويد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة إستراتيجية ثابتة في أجندتها. تحرير القدس ولفتت صحيفة (الراية) القطرية إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تدعي أنها تريد تحقيق السلام مع الشعب الفلسطيني تخطىء لو اعتقدت ولو للحظة أن الشعب الفلسطيني ومن ورائه العالم العربي والإسلامي يمكن أن يقبل بسلام لا تستعيد القدس فيه حريتها كعاصمة للدولة الفلسطينية وحاضرة مقدسة من حواضر العالم العربي والإسلامي. وأكدت أن القدس الحاضرة دوما في عقول وقلوب ملايين العرب والمسلمين كانت وستظل مفتاح السلام والبوصلة التي تحدد مسار واتجاه الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته واستقلاله وكرامته. الواقع المرير وخلصت (الراية) إلى القول "إن الواقع المرير الذي باتت تعيشه القدس يستدعي من منظمة التعاون الإسلامي ومن الجامعة العربية تدخلا فوريا لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف تهويد مدينة القدس والأراضي الفلسطينيةالمحتلة تحت طائلة العقوبات الدولية ، والسعي الفوري لتوفير الدعم المالي لأهالي المدينة المقدسة من مختلف الشرائح لتعزيز صمودهم في وجه مخططات الاحتلال الاستيطانية والتوسعية الرامية إلى تفريغ المدينة من أهلها وتحويل القدس إلى مدينة يهودية الطابع وعاصمة "إسرائيل" الأبدية
الهوس وفي دولة الإمارات العربية المتحدة ، رأت صحيفة (البيان) أن إسرائيل مصابة بحالة أقرب ما تكون إلى الهوس ، مع اقتراب موعد تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، لا سيما بعد أن انضمت إلى عضوية منظمة الثقافة والعلوم "اليونيسكو". توسع استيطاني وفيما يحبس العالم أنفاسه في انتظار 11 نوفمبر الجاري ، عند تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن عضوية دولة فلسطين الكاملة في الأممالمتحدة، استبقت إسرائيل ذلك بتوسع استيطاني يلتهم أراضي الضفة، إثر إعلانها عن بناء 62 ألف وحدة جديدة في غضون أقل من عشرة أيام، ووقف تحويل مستحقات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية. وأكدت الصحيفة الاماراتية أن إسرائيل ماضية في سياستها العدوانية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي لا يملك سوى قوة الحق الذي نوره أسطع من ضوء الشمس في وضح النهار، وطموحه في وطن تكون له السيادة الكاملة عليه وعلى ترابه. غطرسة إسرائيل وقالت إن على إسرائيل أن تدرك أن الشعب الفلسطيني لم يكن ماضيا في نيل حقوقه في أي يوم مثل ما هو اليوم ، والعالم بأسره شاهد عيان على غطرسة إسرائيل وتماديها في القتل والتعذيب والتشريد والتهويد، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته ويمضي قدما في دعم حق الشعب الفلسطيني في دولة كاملة، استنادا إلى القرار الأممي رقم 194 الصادر عن الأممالمتحدة عام 1947، والذي نص على دولتين في فلسطين، الأولى تحققت وهى قيام دولة إسرائيل، فيما الثانية لم تبصر النور بعد، وهى دولة فلسطين. مسافة واحدة ودعت صحيفة (البيان) المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة كما دعت واشنطن حليفة إسرائيل الأولى وداعمها الرئيسي للوقوف على مسافة واحدة حيال حق الشعوب في نيل حريتها وكرامتها، وأن تجعل العدل والسلام قيمتين لسياستها تجاه الشرق الأوسط، فالربيع العربي أعاد للمنطقة رياح التغيير التي لن يبقى الشعب الفلسطيني محروما منها، وستهب على حقوقه لتقيم له دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه المغتصبة، في يوم لعله يكون قريبا. ونبهت الصحيفة الاماراتية فى ختام مقالها الى أن وحدة الصف العربي ودعمه للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وتقرير مصيره، أمر بالغ الأهمية في هذه الأجواء، التي تشهد حربا دبلوماسية حقيقية وعلى كافة الصعد. لا تريد أية تسوية ومن جانبها ، قالت صحيفة (الخليج) الاماراتية "ان إسرائيل لا تترك فرصة إلا وتؤكد فيها أنها لا تريد أية تسوية مع الفلسطينيين، وأي كلام غير ذلك هراء ونفاق وتسويف في إطار "بروباجندا" إعلامية لإخفاء حقيقتها والتغطية على ممارساتها العدوانية التوسعية، وعلى حقيقة كونها "دولة مارقة" لا تلتزم بقوانين أو شرعية دولية. وقالت الصحيفة "تمعن (إسرائيل) في تحديها للفلسطينيين والعرب والعالم، وتمضي قدما في مصادرة الأرض الفلسطينية وتوسيع الاستيطان وصولا إلى تهويد القدس بالكامل، وآخر "إنجازاتها" على هذا الصعيد الإعلان عن مخطط لبلدية الاحتلال في المدينة لتنفيذ أعمال بناء أكثر من ستين ألف وحدة استيطانية خلال السنوات المقبلة، عدا آلاف الوحدات الاستيطانية التي أعلن عنها خلال الأشهر الأخيرة في المدينة". العالم يتفرج وأعربت (الخليج)عن الأسف لأن ذلك يتم تنفيذه بينما العالم يكتفي بالتفرج، أو يبدي أسفه لهذه الممارسات باعتبارها "لا تخدم عملية السلام" .. هذا هو الحد الأقصى من المواقف والأكثر تطرفا، وهى مواقف لا تعبر عن عدم اكتراث فحسب، إنما عن تأييد ضمني للمضي في عملية التهويد وقضم الأراضي وإنكار الحقوق الفلسطينية. وأضافت أنه من البديهي أن تضع هذه الممارسات السلطة الفلسطينية أمام خيارات ترفض فيها جرها عنوة إلى مفاوضات عقيمة جربتها على مدى عقدين، أو قبولها بإملاءات من جانب اللجنة الرباعية والوسيط الأمريكي لا تحقق إلا المصلحة "الإسرائيلية" .. فالتوجه إلى الأممالمتحدة طلبا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإلى المنظمات
إنكار حقوقه والوكالات الدولية للانضمام إليها، هو حق طبيعي للشعب الفلسطيني في مواجهة إنكار حقوقه من خلال المفاوضات، واتخاذ السلطة الفلسطينية خطوات متصاعدة مثل قرار حلها، والعودة إلى الشعب الفلسطيني كي يقرر ما يراه مناسبا على طريق امتلاك قراره وتحديد مسار وأشكال مقاومته، هى أيضا خطوة تتوافق مع حقوق الشعوب في تقرير مصيرها الذي يضمنه ميثاق الأممالمتحدة وشرعة حقوق الإنسان. القرار الأمريكي وتابعت الصحيفة الاماراتية قائلة أن القرار الأمريكي بتجميد المساعدات للسلطة الفلسطينية، وقرار "إسرائيل" بتجميد دفع أموال مستحقة لها يؤكدان ضرورة خروج هذه السلطة من كل المسارات العقيمة الماضية، وسلوك طريق آخر يقلب الطاولة على من يجلسون عليها.