شهدت الجزائر مساء أمس الجمعة، انطلاق الأسبوع الثقافي للمملكة المغربية في إطار سلسلة الأسابيع الثقافية التي تندرج ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. واقتصر الحضور المغربي في البرنامج الخاص بالأسبوع الثقافي للمغرب، على فرقة غنائية تتكون من مجموعة من الشباب مختصة في الفن الأندلسي ( فن غنائي) قدمت بعض الوصلات الغنائية في حفل الافتتاح، إلى جانب معرض صغير للصور الورقية تظهر فيها بعض المناطق الأثرية المغربية، بحسب مراسل الأناضول. وأشرف ممثل عن وزارة الثقافة المغربية، وممثل عن والي محافظة قسنطينة ومحافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بن الشيخ الحسين، على حفل انطلاق الاسبوع الثقافي بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة (430 كلم شرق الجزائر العاصمة). وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على حفل الافتتاح قال رئيس الوفد المغربي "نفالي الحاسن" :"نحن سعداء جدا بتواجدنا اليوم في قسنطينة وهي عاصمة للثقافة العربية ونحن كشعب مغربي تجمعنا صلة وثيقة بأشقائنا الجزائريين ونكن لهم كل الحب والاحترام ". وفي تصريح صحفي على هامش حفل الافتتاح قال "الحاسن" بأن :"مشاركة المملكة المغربية في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لا تحمل أي خلفيات بل بالعكس هو يؤكد العلاقة الوطيدة والمتميزة بين الجزائر والمغرب خاصة في جانبها الثقافي الذي يعتبر قاسما مشتركا بين شعبي البلدين". وأضاف "الحاسن" قائلا :"اقتصار برنامج المملكة المغربية في التظاهرة على مجموعة من الصور وحفل فني، لا توجد أن نية سيئة وراءه والدليل على ذلك هو أننا سنشارك السنة القادمة 2016 في الأيام المغربية في الجزائر وسنسجل حضورنا بقوة". هذا وتعرف العلاقات الدبلوماسية الجزائرية المغربية توتراً يعود إلى أزيد من 50 عاما، وبدأ بما يعرف بحرب الرمال (هو صراع مسلح وحرب اندلعت بين المغرب والجزائر في أكتوبر من عام 1963 بسبب مشاكل حدودية وانتهت المعارك بعد وساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ). يضاف لذلك دعم الجزائر لقضية استقلال الصحراء الغربية وهو ما ترفضه المملكة المغربية وتعتبرها تدخلا في شؤونها الداخلية. وما زاد من حدة التوتر بين البلدين التفجير الإرهابي الذي وقع فوق التراب المغربي في 24 أغسطس/آب من عام 1994، وهو الحادث الذي دفع بالمغرب حينها إلى اتهام المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء الهجوم، ومن ثم فرضت الرباط التأشيرة على الرعايا الجزائريين، لترد عليه لحكومة الجزائرية بإغلاق الحدود البرية بين البلدين وهو القرار الذي ما زال مستمرا إلى اليوم. ومقارنة بباقي الأسابيع الثقافية العربية التي جاءت ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فإن الأسبوع الثقافي المغربي الحالي جاء محتشما جدا، بحسب الإعلامي الجزائري "ناصر حناشي". وأوضح "حناشي" في حديثه لوكالة الأناضول أن :"الحضور المغربي يكاد يكون منعدما حيث جاء فاترا جدا واقتصر على مجموعة من الصور فقط وحفل فني يضاف لذلك غياب مسؤولين سامين كما جرت العادة مع الأسابيع الثقافية العربية التي مرت على قسنطينة وبالنظر للتراث المغربي كنا ننتظر حضورا ضخما يكتشف فيه سكان قسنطينة وضيوفها من مختلف الدول العربية التراث المادي واللامادي العريق والمتنوع للمغرب سواء مع الحرفيين أو الفنانين". وكانت فلسطين أول دولة افتتحت الأسابيع الثقافية العربية في إطار تظاهرة الثقافة العربية تبعتها دولتا مصر والعراق والمملكة العربية السعودية . وانطلقت تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية بشكل رسمي بتاريخ 16 أبريل/ نيسان 2015 وذلك بعد اختيار المدينة في ديسمبر/ كانون الأول 2012 لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 من طرف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" .