قال "ديفيد ميليباند" وزير الخارجية البريطاني السابق أن أمران يخطران بباله عندما علم أن تنظيم "داعش" أحرز تقدما في العراقوسوريا .. الأول: هو رأي الأكراد الذين أخبروه أثناء زيارته إلى العراق أن السنة لا يجدون خيارا أمامهم إلا تنظيم "داعش" وحزب البعث السابق وعدم تمثيل السنة في الحكومة يعتبر عنصر هدم في الحرب ضد "داعش" والأمر الثاني هو صعوبة الحلول كلما استمرت الحرب في سوريا ووضوح الخيار العسكري أكثر فأكثر. وأضاف ميليباند الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "GPS" على قناة "CNN International" الأمريكية في حلقة اليوم أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تجني ثمار الريادة الدولية بدون أن تدفع ثمنا لهذا وإن انسحبت من الساحة الدولية فهذا سيتسبب في فراغ يؤدي إلى كثير من المخاطر وسيؤثر بالضرورة على القيم والمصالح الأمريكية. ومن جانبه قال "جيديون روز" المحرر الأمريكي في جريدة "Foreign Policy" أن نجاح تنظيم "داعش" لا يرجع فقط إلى قدراته وإنما لاستغلاله لعثرات النظام المحصن في العراقوسوريا والمشكلة الحقيقة في العراقوسوريا ليست تنظيم "داعش" وإنما في الأنظمة السياسية التي تهيء الظروف لنمو التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم "داعش" والسؤال الآن: هل يتمكن الغرب من حل المشكلة الأكبر في العراقوسوريا؟ وتابعت "دانييل بليتكا" النائبة لرئيس معهد العمل الأمريكي مؤكدة أنه من غير المنصف أن نقول أن الولاياتالمتحدة فشلت في العراق لأنها لم تفشل حينما انسحب من العراق في عام 2011 ورواية الصراع بين السنة والشيعة تعتبر رواية حديثة لأن السنة والشيعة عاشوا سنين جنبا إلى جنب بدون نزاع وكلما ضغطت السعودية على العامل السني وضغطت إيران على العامل الشيعي كلما استمر الصراع الحالي وأشارت إلى أن الأمريكيون إن لم يهتموا بأمر الذين يتعرضون للقتل والاغتصاب والتعذيب في المنقطة، فعليهم أن يهتموا بأمر تنظيم "داعش" وتنظيم القاعدة وخاصة في اليمن وجبهة النصرة التي تحقق انتصارات في سوريا لأن تلك التنظيمات ستتوجه إلى الولاياتالمتحدة لاحقا. وفي ذات السياق أيضا أشار "ايان بريمر" رئيس مجموعة "يوراسيا" الأمريكية إلى وجود جدال بين الأمريكيين .. بين نشر القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم وبين انسحاب الدور الأمريكي والتسبب في فراغ دولي وكثير من المرشحين لانتخابات الرئاسة 2016 يرون وجوب التدخل ولكنهم في نفس الوقت يرفضون إرسال قوات برية إلى العراق وأكد أن تنظيم "داعش" يشكل خطرا لأوروبا بشكل أكبر من الخطر الذي يمثله للولايات المتحدة فمشكلة اللاجئين لا تؤثر على الولاياتالمتحدة وإنما تؤثر على تركيا والأردن ولبنان وأوروبا كما أن السعودية عليها أن تعمل على وقف تمويل العلماء الذين يدرسون "الإسلام الأصولي". وفي سياق مختلف متعلق بالانتخابات البريطانية قال "ديفيد ميليباند" أن أخاه "إد ميليباند" زعيم حزب العمال راهن على أن تكون هذه الانتخابات انتخابات يكون فيها الاقتصاد والأمن هما العاملان المؤثران ولكن في النهاية كان الامان الاقتصادي هو العامل المؤثر وفشل حزب العمال في التماشي مع هذا التحدي. وأضاف "ميليباند" أن الصينيون درسوا أسباب قيام وانهيار الأمم وهم قلقون مما قد ينتج عن انهيار الدور الريادي للولايات المتحدة. وعن الانتخابات الأمريكية قالت "دانييل بليتكا" النائبة لرئيس معهد العمل الأمريكي أن "هيلاري كلينتون" تتجه نحو اليسار وتتبنى سياسات مختلفة عن سياساتها في العام الماضي وربما يشكل ذلك خطرا عليها لأن الناخبون يقدرون عامل الأمن في شخص المرشح.