ذكر مسئول أمريكي رفيع المستوى أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو السبت في بنما، كان بمثابة تقييم لما تم إحرازه من تقدم على مسار إعادة تطبيع العلاقات بين بلديهما، مشيرا إلى أن الرئيس الكوبي بم يوجه لنظيره الأمريكي، دعوة لزيارة بلاده. والتقى الرئيسان أمس، وجها لوجه لأول مرة منذ نصف قرن من الزمان شهد انقطاعا في العلاقات بين بلديهما، وذلك على هامش قمة الدول الأمريكية التي بدأت أعمالها أمس في بنما. وأوضح المسئول الأمريكي الذي تطرق إلى تفاصيل الموضوعات التي تمحور حولها اللقاء اثنائي، أن "أوباما" و"كاستروا" تناولا مسألة إعادة فتح السفارات بين بلديهما بشكل متبادل، وأن الرئيس الأمريكي تعهد بإتمام هذا الأمر، وطلب من المسئولين الأمريكيين الذين حضروا اللقاء تزليل كافة العقبات في هذا الشأن. كما قيم الرئيسان طلب كوبا الخاص برفع إسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بحسب المسئول الأمريكي الذي لفت إلى أن الرئيس "أوباما" قال لنظيره الكوبي إنه سيتخذ قراراً في هذا الشأن خلال الأيام المقبلة. ولفت المسئول إلى أن الزعيمين تعهدا ببدء عهد جديد في العلاقات بين بلديهما، وبعمل أشياء مختلفة في هذا السياق، موضحا أن اللقاء بينهما جرى في أجواء ودية للغاية، ولم يشهد أي نوع من أنواع التوتر. كما تناول اللقاء قضايا التهريب بين البلدين، فضلا عن أن الرئيس الكوبي طلب من نظيره الأمريكي رفع الحظر الذي تفرضه واشنطن على بلاده. وفي وقت سابق أمس، صافح الرئيسان بعضهما البعض، قبل هذا اللقاء الثنائي، وتبادلا بعض الكلمات أيضًا خلال وجودهما بين مجموعة من القادة المشاركين في القمة قبيل انطلاقها. جدير بالذكر أن هذه تعد المرة الأولى التي تشارك فيها كوبا بقمة الدول الأمريكية، وتحمل القمة الحالية بنسختها السابعة، في بنما ميزة كونها أول قمة للدول الأمريكية التي يشارك فيها 35 دولة. وكانت إدارة أوباما أقدمت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على الخطوة الأولى في طريق تطبيع العلاقات مع كوبا، وخففت من بعض العقوبات في المجالين السياحي والمالي، وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض قال أوباما - في 17 من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي: "إن الولاياتالمتحدة ستطبع علاقاتها مع كوبا"، وسننهي سياسة عفا عليها الزمن في العلاقات بين البلدين، وسيتم افتتاح سفارة في هافانا". وتابع "أوباما" في خطابه: "سيكون هناك تعاون بين أمريكاوكوبا في مجالات مختلفة، بينها مكافحة الإرهاب والمخدرات". من جانبه، أعلن الزعيم الكوبي السابق "فيدل كاسترو" (88 عامًا)، عن دعمه لمفاوضات تطبيع العلاقات، إلا أنه أعرب في الوقت ذاته عن "عدم ثقته" بسياسات واشنطن. وبدأت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوبا تتدهور عقب وصول فيدل كاسترو للسلطة في كوبا، بعد إطاحته بنظام "فولغينسيو باتيستا" المدعوم من واشنطن عام 1959، وانقطعت العلاقات عام 1961 بشكل كامل، بعد اتخاذ الولاياتالمتحدة قرارًا بفرض عقوبات تجارية على كوبا.