واشنطن: اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي اية" بارتكاب أخطاء سمحت بوقوع تفجير انتحاري نفذه الأردني خليل البلوي وقتل فيه سبعة من ضباط الوكالة في اجتماع في قاعدة نائية بشرقي افغانستان في يناير/ كانون الثاني الماضي. وأكد مدير وكالة الاستخبارات ليون بانيتا في رسالة وجهها الى موظفيه ارجع اقتراب البلوي من هؤلاء الضباط الى سلسلة اخفاقات كشف عنها التحقيق في التفجير الذي نفذه همام خليل البلوي ضد قاعدة تستعملها وكالة الاستخبارات المركزية في خوست قرب الحدود مع باكستان. واشار بانيتا الى ان أحد أهم الأخطاء "تقصير ضابط الاستخبارات الأمريكية في الأردن في إبلاغ الوكالة بشكوك أبدتها الاستخبارات الأردنية فيما يخص البلوي وصلاته بالقاعدة". وقال بانيتا إن البلوي كان يملك "صلات مؤكدة مع الدوائر المتشددة كان من المحتمل أن تجعل من علاقة سرية معه –لو كان مخلصا- مثمرة جدا". ورغم أن التحقيق الداخلي للوكالة خلص إلى أن الهجوم كان بالإمكان تحاشيه، فقد ارتأى بانيتا أن "المسؤولية لا يمكن إلقاؤها على عاتق شخص معين أو جماعة بعينها"، واعتبر ما حدث جزءا من الأخطار التي تحملها حرب ضد الإرهاب تحتاج إلى العمل مع "أشخاص خطرين". وكان البلوي، وهو طبيب اردني من اصل فلسطيني متعاطف مع تنظيم القاعدة، قد فجر نفسه في قاعدة استخبارية أمريكية، اسفرت عن مقتل سبعة من ضباط ال سي آي ايه إضافة إلى ضابط أردني. وقد فجر البلوي، الذي قيل انه عميل ثلاثي بين الامريكيين والاردنيين والقاعدة، نفسه في القاعدة الامريكية بمنطقة خوست قرب الحدود الباكستانية. وكانت الانباء قد ذكرت أن المخابرات الأردنية اعتقلت همام البلوى قبل سنة ثم جندته وسلمته إلى سي آي ايه ، الا ان انباء اخرى تحدثت عن ان البلوي لم يتخل أبدا عن ولائه لتنظيم القاعدة التي كان يتلقى منها الأوامر. يذكر ان اسوأ حادث تعرض له ضباط الوكالة كان في تفجيرات مكتبها في بيروت في عام 1983، والذي اسفر عن مقتل 17 ضابط استخبارات. وكان البلوي قد ظهر في شريط فيديو يعتقد انه سجل له قبل تنفيذ العملية الانتحارية وهو يروي نجاح المخابرات الأردنية على مدى سنوات في مواجهة المسلحين الاسلاميين المتشددين. كما زعم البلوي في الشريط ان الأردن زود الأمريكيين بمعلومات قادت إلى قتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاري عام 2006. وقال ايضا ان الأردن وفر معلومات تتعلق بالقائد العسكري في حزب الله اللبناني عماد مغنية، الذي قتل في تفجير سيارة بدمشق عام 2008. وكشفت عملية خوست الانتحارية حجم وطبيعة التعاون بين المخابرات الأردنية والأمريكية.