"العميل الثالث"، هو عنوان الكتاب الذى صدر لجوبي واريك مراسل المخابرات المخضرم والذى يفضح فيه كيف استخدمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آي إيه) الطبيب الاردنى همام البلوي لاختراق القاعدة، ثم انقلب عليها في النهاية وفجر نفسه وسط مجموعة من رجالها. وأكدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، نقلاً عن الكتاب، أن المخابرات الأمريكية وشركاءها في المخابرات الأردنية زرعوا البلوى داخل تنظيم القاعدة. ووصفته بأنه شخص متناقض، فهو طبيب معسول الكلام، وزوج، وأب لطفلين. وهو على الانترنت أبو دجانة الخرسانى، الذى اشتهر بنشر أشرطة الفيديو الجهادية. مثل شريط قل رجال السي آي إيه. ويقول الكاتب: "إن البلوى اعتقل فى عام 2008، وبعد انتهاء التحقيقات وعودته للمنزل، أصبح السؤال المطروح على المخابرات العامة الأردنية هو: ما الذي يجب عمله مع هذا الطبيب الضعيف الجسد وشديد التعصب على الإنترنت؟". وأوضحت المجلة أن الرجل الذى كان مكلفاً بذلك فى المخابرات الأردنية هو علي بن زيد بن عم الملك عبدالله عاهل الاردن والرجل الذى له اعتبار كبير نظرا لذكائه وأخلاقيات عمله. والذى فكر ما إذا كان هناك شىء مفيد يمكن القيام به مع البلوي. ومنذ البداية وجد زيد ان علاقات البلوي مع الدوائر المتطرفة مغريا جدا بحيث لا يمكن تجاهله ولكن تضخيم التوقعات يمكن ان يؤدى الى خيبة الأمل والأخطاء". خاصة مع الضغوط التى سيضعها الأمريكيون على رؤسائه لكى يتم التصرف بسرعة، وكان زيد يرى ان هناك عيبا واحدا للعمل مع الامريكيين هو عدم الصبر في مهنة تتطلب وقتا . وكان القرار قد زرع البلوي لاختراق المتشددين في المناطق القبلية في باكستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان . ويتحدث الكتاب عن كيف تم تجنيد البلوى وكيف استطاع فى فترة قصيرة ان يصبح من المقربين من زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود (ثم خلفه حكيم الله) . ثم يشير الكتاب الى كيف حاولت المخابرات الامريكية الحصول على المعلومات التى لدى البلوى والتخطيط لموعد في معسكر تشابمان الذى تديره السي آي إيه في أفغانستان لاستخلاص المعلومات من البلوي، الذي تغلغل فى تنظيم القاعدة بسرعة مذهلة. الا انه بدلا من نقل المعلومات المنتظرة، قام البلوي بتفجير حزامه الناسف وسط رجال السي.آي.ايه في قاعدة خوست مما ادى الى مقتل سبعة منهم اضافة الى ضابط اردني . ويحاول الكاتب توضيح صورة همام البلوي الذى تعاون فى البداية بدون راغبة مع دائرة المخابرات العامة الأردنية، والسى آي اية وكان من ابرز العملاء الذين مدوهم بالمعلومات وفيما بعد قام بواحدة من اكبر العمليات التى استهدفت رجال المخابرات الامريكية . وتقول المجلة إن اريك يضع الوقائع بعناية ويترك للقارئ الحرية إلى حد كبير للحكم عليها ويقول كاتب المقال وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية أن الإغراء الذى مثله البلوي كان كبير جدا بحيث لا يمكن تجاهله تماما. وكان لابد ان يلتقى به احد رجال المخابرات المركزية للتحقق من ادعاءاته . ولكن هناك من يقول إن عدد الاصابات والوفيات في تفجير خوست كان أعلى بكثير مما كان ينبغي أن يكون. ويؤكد الكاتب ان سبب ارتفاع العدد هو الاخطاء التى ارتكبتها المخابرات الامريكية والاجراءات التى قامت بها قبل .