"إذا أردنا بناء عالم أفضل، فعلينا أن نمنح الأطفال فرصة لتحسين حياتهم "... هكذا أظهرت الفنانة الكولومبية شاكيرا الوجه الآخر الخيري في شخصيتها، فيبدو أن شهرتها العالمية ليست مصدر احترافها للغناء فقط. بل لأنها ناشطة بارزة من أجل الأطفال ولها إسهامات هائلة في وضع الصغار منهم في قلب أولويات السياسة العامة في أمريكا اللاتينية، وهى ذات قناعة بأن التعليم الجيد هو الوسيلة الوحيدة التي تساعد الأطفال على تحقيق طموحاتهم وأحلامهم في الكبر. وبعد اختيارها من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما كمستشارة للشئون التربوية للسكان الأمريكيين ذوي الأصول اللاتينية حصلت هذه الأيام على لقب الشخصية اللاتينية المفضلة عام 2011. فهى لا تضيع دقيقة من وقتها إلا وتقوم بزيارة الأطفال في دول كثيرة من العالم الفقير، وآخر هذه الزيارات كانت في زيارة إلى البرازيل. لمحات من حياتها شاكيرا إيزابيل مبارك ريبول، ولدت في الثاني من فبراير عام 1977 في برنكويلا برنكويلا بكولومبيا، والدها من أصل لبناني كاثوليكي ولد في نيويورك، أمها نيديا ديل كارمن ريبول تورودو ولدت في كولومبيا وهي من أصول إيطالية. وتعد شاكيرا ابنتها الوحيدة من زوجها دون ويليام مبارك، والذي لديه ثمانية أطفال من طليقته الأولى ، وولدت شاكيرا في برنكويلا (Barranquilla) وفي عمر الثالثة عشرة انتقلت إلى بوجوتا، بعد سنة أصدرت ألبومها الأول Magia ثم أصدرت ألبومها الثاني Peligro. بعد ذلك اتجهت إلى التمثيل وحصلت لها على دور في رواية تلفزيونية كولومبية، و في عام 1995 عادت إلى الغناء بألبومها Pies Descalzos و كان له دور كبير في نجاحها. إسهامات خيرية كانت للفنانة العالمية شاكيرا إسهامات واضحة في مجال العمل الإنساني، فقد تركت بصمات تحدث عنها العالم أجمع في مجال التعليم ودعم المؤسسات الخيرية المعنية برعاية الأطفال، فهي صاحبة مؤسسة ALAS، وهو ائتلاف من الفنانين وقادة الأعمال في أمريكا اللاتينية يشجع على تنفيذ برامج شاملة لتنمية الطفولة المبكرة في المنطقة. وقد قدمت أول إصداراتها من كتب الأطفال بعنوان “Dora Adventure” في مسقط رأسها، ويعد الكتاب هو أول ما تؤلفه شاكيرا في أدب الطفل، و الهدف من كتابها هو إيصال رسالة للأطفال بأن العلم والدراسة قد يفتحان الباب أمامهم لخوض العديد من المغامرات المثيرة وتم توجيه عائدات الكتاب إلى مؤسسة شاكيرا الخيرية المعنية برعاية أطفال العالم وتمويل عدد من المشروعات الإنسانية. وفي الثاني والعشرين من فبراير عام 2010 أطلقت شاكيرا ورئيس مجموعة البنك الدولي روبرت ب. زوليك مبادرة مشتركة قيمتها 300 مليون دولار أمريكي تستهدف توسيع نطاق برامج التنمية الخاصة بالأطفال الصغار في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. كما ستوسع نطاق مجتمع التعلم الذي يضم ممارسي تنمية الطفولة المبكرة من أجل تبادل المعارف والخبرات وتقدم المبادرة في شكل قروض ومنح وموارد صناديق استئمانية، وكذلك مساندة فنية. أسست شاكيرا ‘Fundaci n Pies Descalzos' (مؤسسة الأقدام الحافية) في عام 1995، و تساند المؤسسة 6 مدارس في كولومبيا وأكثر من 6,000 طالب وأسرهم بوجبات مغذية، وتعليم، وخدمات مساندة سيكولوجية، وجميعهم ممن تأثروا بالفقر ونزوح السكان عن مواطنهم الأصلية، وفي يناير 2010، أعلنت مؤسسة الأقدام الحافية وعضو مجلس الإدارة Howard Buffett عن خطط لبناء مدرسة تابعة لمؤسسة الأقدام الحافية في هايتي لمساندة جهود الإنعاش. وكانت قد خصصت شاكيرا عائد إعلان لمشروب تنتجه إحدى الشركات الأسبانية البالغ قيمته 500 ألف يورو لصالح الأعمال الخيرية التي تقوم بها مؤسستها الخيرية التي تتولى العناية بالأطفال المحتاجين وبناء مدرستين في هايتي وأخرى في كولومبيا. جائزة غرامي حصلت خلال مسيرتها الفنية على جوائز عدة، ففي عام 2010 منحتها منظمة العمل الدولية التابعة لهيئة الأممالمتحدة ميدالية تقديرا لنشاطها، وفي عام 2003 عندما كانت تبلغ من العمر 26 عاما عينت كأصغر سفيرة للنوايا الحسنة في الأممالمتحدة. وقد حصلت أيضاً على جائزتي غرامي وسبع جوائز لاتينية منها 4 جوائز في ليلة واحدة مما جعلها أكثر فنانة تحصد جوائز في نفس الليلة، وقد حازت على 3 جوائز AMA، وهي جوائز خاصة بالموسيقى الأمريكية. ** نشر بالتعاون مع مركز الدراسات