قال أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري إن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون محورية في تاريخ مصر وخاصة أنها تأتي بعد ثورتين وإقرار دستور جديد وفي ظل حرب ضروس ومشكلات جمة تواجه المجتمع المصري. وأوضح خلال الندوة التي عقدتها جريدة المسائية اليوم بدار أخبار اليوم عن الانتخابات البرلمانية ومقاطعة الشباب لها أن المستقبل للشباب ولا يمكن صياغته في ظل غيابهم وعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، مضيفا أن الشباب لهم أسباب منطقية لفكرة مقاطعة الانتخابات بعد أن أهدر حلمهم في الثورة وعادت القوى القديمة لتقفز على حلمهم في التغيير ما أصابهم بخيبة أمل. رموز النظام تطل من جديد وتابع شعبان "رموز النظام القديم عادت لدورها أبرزهم أحمد عز الذي أفسد الحياة السياسية في مصر قبل الثورة بالإضافة إلى اتهام الثورة بأنها مؤامرة والتشهير بها عبر وسائل الإعلام التي يمتلكها رجال النظام القديم"، مشيرا إلى أنه رغم ذلك فالرد بمقاطعة الانتخابات هو قرار خاطئ " . وأوضح القيادي بالحزب الاشتراكي المصري أن كل الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها الانتخابات هي في الأساس قائمة على الشباب منهم حزب الدستور والتيار الشعبي والتحالف الشعبي الاشتراكي معتبرا أن الأخير له مبرر في قراره بعد اتهام نائب رئيس الحزب بقتل الشهيدة شيماء الصباغ. وأكد أنه ليس من مصلحة الأحزاب المقاطعة لأن الأساس لدى الأحزاب السياسية هو خوض المعارك الانتخابية والاستفادة منها حتى إن لم تسفر عن فوز في البرلمان، مضيفا أن جزء من المقاطعين هي تيارات لصيقة الصلة بجماعة الإخوان المسلمين منها أحزاب الوسط ومصر القوية وغيرهم من الأحزاب التي وصفها ب"المتطرفة". مبررات المقاطعة غير موضوعية واعتبر أن مبررات حزب مصر القوية التي قالها في بيان مقاطعته الانتخابات بعض منها موضوعي وبعضها متحامل لم يتطرق للسبب الذي أوصل الوضع إلى ما هو عليه في البلاد، قائلا "لم يتطرق الحزب لقضية الإرهاب التي جعلت الأمن يحكم قبضته وينعكس بشكل سلبي على قضايا الحريات العامة والخاصة". وأكد بهاء الدين شعبان أن الوضع الحالي ومبررات المقاطعة تحتم دخول المعركة الانتخابية لتعديل القوانين التي تم سنها منها قانون التظاهر، قائلا إن عدم خوض الانتخابات يفرغ المجال لقوى بعينها تصل للبرلمان بأيسر السبل. وأشار إلى أن عدم وجود قاعدة شعبية للتيار الإسلامي هو ما جعلهم يقررون المقاطعة لأنهم لن يحققوا أي نجاح، مضيفا "هم أدركوا أن المزاج العام تحول ضدهم والمواطن الآن يحتاج إلى الاستقرار والبناء ومواجهة الإرهاب". وفيما يخص شكل البرلمان المقبل قال إنه لن يضم شباب أو عمال وفلاحين أو أقباط، مضيفا أن قانون الانتخابات كان يجب أن يصاغ بروح جديدة وهو ما يجعل البرلمان المقبل يواجه مصاعب شديدة ولا يعبر عن روح الثورة، موضحا أنه سيواجه احتمال الحل بنسبة كبيرة. "تليفون كان كافي لمنع أحمد عز من الترشح في الانتخابات" هذا ما قاله في تعليقه على ترشح عز، مستنكرا "كيف يترشح عضو لحزب منحل بحكم قضائي فما قيمة أحكام القضاء إذا؟." المقاطعة هي لإنقاذ ماء الوجه من جانبه قال الدكتور فكري سعيد نائب رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر أن المقاطعة هي إنقاذ ماء وجه البعض لأنهم سيخسرون أو خدمة للمناوئين للنظام، مضيفا أن هناك تباطؤ في اتخاذ القرار وأن فكرة عقد مؤتمر لسماع الشباب وأفكاره تأخرت كثيرا". وأوضح أن الدولة تراجع دورها في الجامعات فاهتمت بالتأمين والتفتيش والتواجد الأمني أكثر من عقد الأنشطة بكافة أنواعها، مطالبا بوضع خطة ورؤية استراتيجية قابلة للتطبيق، مؤكدا "الأمور الآن في غاية الضبابية والبرلمان القادم لن يكمل مدته ومشاركة الشباب ستكون ضعيفة". وقال مصطفى يوسف عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة إن ما يقرب من 90% من الشباب يحلمون بالهجرة إلى أي مكان في العالم وأن السبب في ذلك ليس اقتصادي فقط وإنما أيضا بسبب الظروف السياسية والممارسات وعودة وزارة الداخلية إلى سابق عهدها. وأوضح أن الدولة أو جهازها الأمني تحديدا خلط الأوراق في التعامل بين الثوار والإخوان، مضيفا "رصيد السيسي في قلوب الناس هو ما يجعلهم يتحملون حتى الآن لكن هناك حدود"، مؤكدا أن المقاطعة هي سلاح في يد القوي وسكين يلوح بها الضعيف.