واجه صحفيون عراقيون اعتداءات بالغة وضربا مبرحا من قبل عناصر حماية مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، مما أسفر عن تعرض مصور قناة السومرية سنان السبع، لكسر في اليد، وتم نقل مصور قناة الغدير أحمد الزيدي في حالة حرجة إلى المستشفى بإصابات في الرأس والكلية. ووقعت الحادثة الأربعاء في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية التابع لمستشارية الأمن الوطني، والواقع داخل المنطقة الخضراء. وفي اتصال تليفوني مع "العر بية.نت"، قال الصحفي الذي تعرض لاعتداء، سنان السبع، إن مشادة صغيرة حصلت بين مصور تليفزيوني وعناصر الحماية، ثم تطورت إلى اعتدءات بالغة من قبل أفراد الحماية على جموع الإعلاميين والصحفيين. وقال إنه تعرض إلى كدمات بالغة في يده اليسرى، وسيخضع الخميس إلى فحوص لاحقة لاحتمال وجود كسر، موضحا أنه غادر المستشفى. وأكد ان زميله الزيدي وهو مراسل حربي سابق يرقد في حالة حرجة للغاية في العناية المركزة بإحدى المستشفيات من جراء الاعتداءات. وأشار إلى أن عناصر الحماية نفذت الاعتداءت على الصحافيين في ممر ضيق بعيدا عن قاعة المؤتمر الرئيسية التي شهدت جلسة مخصصة بين وزارة الداخلية والمحافظين حول بطاقة الهوية الجديدة. وأفاد بأن مسئولين أمنيين أكدوا اعتقال عناصر الحماية المشاركين في الاعتداءات تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة. وأكدت مصادر موثوقة وشهود عيان وإعلاميون أن معظم الصحافيين المتواجدين بالمؤتمر تعرضوا للضرب أو الإهانات اللفظية بحضور مستشار الأمن الوطني الفياض. وبدأت المشادات بعد اعتراض أحد الصحافيين على مغادرتهم المؤتمر بعد انتهاء الوقت المخصص لهم، حتى تدخل الشخصيات الحاضرة فيه إلى جلسة غير معلنة، ومن تلك الشخصيات وزير الداخلية محمد الغبان، والمتحدث باسم الداخلية سعد معن، إضافة إلى الفياض، ومع اعتراض الصحافي على طلب الخروج بصوت مرتفع، بدأت عناصر الحماية بعمليات ضرب وسب لكل الصحافيين المتواجدين. هذا وأفاد بيان صادر عن وزارة الداخلية العراقية بأن رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، شدد على التزام وزارات ومؤسسات الدولة كافة باحترام عمل الصحافيين والمراسلين لأنهم يؤدون واجبا وطنيا ومهنيا، وضرورة محاسبة أي مقصر أو متسبب بالاعتداء عليهم. وقال اتحاد المراسلين العراقيين في بيان: في الوقت الذي نتطلع فيه لاحترام الحريات الصحافية في التعبير والحصول على المعلومة في ظل استهانة واستهزاء سياسي بكل مفاصل الصحافة والصحفيين، تعود اليوم إلى الواجهة من جديد عمليات الاعتداء على السلطة الرابعة والعاملين بها ومن يؤمن بوجوب حريتها، لكن على ما يبدو فإن حمايات الوزراء والشخصيات السياسية تنظر من وجهة أخرى تناسبها هي فقط، واليوم يعودون بالاعتداء على المراسلين والمصورين العراقيين". واستنكر اتحاد المراسلين بشدة هكذا أعمال تهين المهنة وأصحابها، وطالب الرئاسات الثلاث بتوقيف الحمايات المعتدية فورا، وفتح تحقيق بالحادث ومعاقبة المعتدين. كما دعا الاتحاد جميع وسائل الإعلام إلى المشاركة غدا الخميس الساعة العاشرة صباحا في الوقفة الاحتجاجة التي ينظمها الاتحاد ردا على الانتهاكات. وفي سياق ردود الأفعال، حث مرصد الحريات الصحافية، الأربعاء، على تسليم المعتدين على الصحافيين إلى أقرب مركز للشرطة، مؤكداً ضرورة أن تتوقف الحمايات عن هذه الممارسات. وقال مدير المرصد، زياد العجيلي، في حديث لقناة "السومرية نيوز" إنه "لا توجد مبررات تستدعي أن تقوم هذه الحمايات بضرب الصحفيين بشكل مبرح"، مبيناً أن "الإصابات التي تعرض لها بعضهم بالغة". وأشار إلى أن "هذا يعطي دلالة على أن هناك استهتارا واضحا باستخدام النفوذ من قبل هذه الحمايات".