«هات لي واسطة وأنا مروحش»

أكل العيش" مر"وإيه اللي رماك علي المر؟ رد وقال الأمر منه.
حال المصريين المغتربين في كل مكان، لما تيجي تسئل المصري يتغرب ويسيبب أهله ليه ؟.يقولك لو لقيت "اللي" يكفيني في بلدي "مكنتش" روحت لبلاد الجحيم .
وهي فعلا بلاد جحيم ، من وقت قريب كنت قاعد مع احد أقاربي اللي بيسافروا "ليبيا" وبالمناسبة ،هو موجود هناك الأيام دي، فلما سألته عن الأحوال هناك؟ ، قال لي ببساطة.. الفوضى ،والسلاح في يد الجميع، الشعار الرسمي في "ليبيا " ،والمصري ارخص عملة ، واقل جنسية .
فقلت ليه ؟،قال ببساطة علشان لو رفعت حجرف ي أي مكان هتلاقي تحته مصري ،والعرض كثير،والمصريين حتى انك ممكن تمشي في شوارع وأماكن تعتقد انك في مصر ،من كثافة المصريين هناك.
وتابع قريبي : أنا متخرج بقالي خمس سنوات وحتى ألان لم استطيع تكوين أسرة كغيري ممن سافر إلي الخارج ،وغيري كثير من الشباب.
الكلام ده كان قبل ما يسافر.من شهرين تلاتة تقريبا ،وحاولت أقنعة بعدم السفر إلي" ليبيا " في ظل الظروف دي ،ولكني فشلت في اقناعة، وكانت حجته اقوي من حجتي.
وفي النهاية، قال لي: "جيب لي واسطة " تشغلني، وأنا مش هسافر" ليبيا" ولا غيرها ،فطبعا أنا مش عارف أجيب واسطة لنفسي فكان الرد صعب
واليوم، وبعد الأحداث الأخيرة وبعدما تبين للجميع أن المصريين في" ليبيا" هدف، وصيد ثمين للجماعات المسلحة، والأطراف المتصارعة علي السلطة.
تهفو قلوب أهالي المصريين جميعا ،هناك إلي رؤية أولادهم مرة أخري في اقرب وقت ،وخصوصا بعد المذبحة اللاإنسانية، التي نفذتها كائنات ليست ببشر.
فهم ابعد ما يكون عن الآدمية، فقد تجردت قلوبهم من أي زره رحمة بالعزل ، والضعفاء المصريين، الذين ليسوا طرفا ،ولا خصما في أي نزاع محلي ،أو دولي ، ولا عزاء حتى يتم القصاص العادل من كل من استهان بدم مصري في الداخل، أو الخارج .
ونرجع للمصريين اللي لسه عايشين ،وموجودين هناك عندي أسئلة كثيرة ولكن هختصرها .
كل المؤشرات بتقول إن المصريين اللي في "ليبيا " أعداد مهولة ،فيا تري يا هل تري ممكن نمنع أي حادثة تحصل من النوع دة تاني ؟
طيب الناس دي لو فكرنا نجيبهم من هناك، هل فيه خطة مدروسة ومحسوبة لإجلائهم سالمين غانمين ؟
وحاجة ثانية، وإحنا بنتكلم علي البطالة، ومحاربتها، والقضاء عليها هو إحنا ممكن يكون عندنا مشروع قومي بجد لتشغيل، واحتواء العمالة وغيرها من المصريين اللي يبرموا نفسهم في الجحيم علشان لقمة العيش؟
وعاوزاوجة رسالة لكل مسئول في بلدنا.
المصريين في الداخل، والخارج أمانة في أعناقكم إلي يوم الدين، وباريت منخليش حد فيهم يدور علي واسطة.
خليكم انتو الواسطة للغلابة علشان حالهم لا يصر" عدو"، ولا" حبيب."....