مارس الغرب بربرية بكل طقوسها تجاه الإنسان العربى والمسلم تحت ذريعة التخويف من الدين الإسلامى باعتباره دين دموى ولا ينصف المرأة منذ زمن بعيد وخاصة بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابى الذى صنعه الغرب لينشر خوف المسلم من ابن ملته، حول هذا الموضوع دارت ندورة بعنوان "الإسلاموفوبيا وإشكاليات الحضارة العربية " بملتقى الشباب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة . نشأ مصطلح "الإسلاموفوبيا" والذى لم يكن سوى فزاعة حشد لها الإعلام الغربى "المأجور" كل أدواته لتقبيح دين وأهله، واستباح قتل معتنقيه وتشريدهم تحت مظلة إعلامية قذرة تبرر الأفعال البربرية وتكتم أصوات الإنصاف لدين نادى بالمساواة وتحرير العبيد وقضى على الفقر بالتكافل المجتمعى وكرم المرأة وأنصفها من العبودية. الدكتور عبد الحكيم الطحاوى عميد معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق قال أن المقصود بمصطلح الإسلاموفوبيا أى الخوف الأسطورى أو الخوف غير المبرر من الإسلام وهو بدأ فى الغرب لحمل الكراهية للدين الإسلامى والمنتمين إليه، وظهر اللفظ فى عام 1976، ثم اختفى عام 1987 وكان أول تعريف له عام 1997 وعرفه جان روست بالخوف والكراهية للمسلمين، وبعد أحداث سبتمبر 2011 أخذ المصطلح منحنا جديدا وأضافوا عليه الإرهاب وبكل تأكيد الاسلام برئ من كل ما ألصقه الغرب به من أباطيل. وأضاف: هناك عداء بين الغرب والإسلام منذ صراع الفرس والروم وسقوط امراطوريتهما على يد المسلمين ، وما ساعد على الخوف من الدين الإسلامى هو عدم وجود مسلم قدوة يدعو بسلوكه للدين الحنيف بالإضافة لعدم وجود نوافذ إعلامية غربية منصفة بعيده عن العداء للإسلام . ورأى الطحاوى أن إصلاح ذلك يكون بخطاب دينى معتدل يوضح تعاليم الإسلام الحقيقية والتى شوهها بعض المنتمين إليه وفى نفس الوقت لايحمل نبرة عداء للغرب. الدكتور ابراهيم امبابى خبير التطوير السياسى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا قال إنه قبل طرح حلول وعلاج يجب أن نعرف أسباب انتشار الإسلاموفوبيا فى الغرب ونفس المصطلح بين المسلمين أنفسهم والغرب استعار المصطلح من مرض الإضطرابات النفسية، واستطاعوا بتحريك شعور اللاوعى تعرية أمور تساعد فى زيادة عداءهم بتعرية ماض قديم كغزو العالم الإسلامى لأوروبا، فاستعان الغرب بهذه المخاوف ووصل بها أعمال لمتطرفين اللإسلام برئ منها مثل ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابى وربط بينهما ونجح بأدواته الإعلامية فى تضليل محكم لصورة الإسلام الصحيح . وأوضح امبابى أن دور الإعلام للوبى الصهيونى لايتوقف طوال الوقت عن بث كل ماهو ميئ للإسلام وتشويه صورة المسلمين عبر كل وسائله وعلى مستوى العالم لأنه يعد أقوى جهاز اعلامى فى العالم ويتحكم فى مجريات الكثير من الأمور إعلاميا .. ساعده فى ذلك جهل الغرب بتعاليم الإسلام الحقيقية وعدم وجود القدوة الحسنة، التى تنشر الإسلام بالسوك الذى يعكس تعاليمه السمحة . وأشار امبابى إلى أن أسباب انتشار الظاهرة يرجع لتضارب مصالح الغرب ولمقاومتها يجب مواجهة الفكر بالفكر والحجة بمثلها على أساس حوار طويل النفس حتى يصل بمضمونه إلى المتلقين مع وجود مسلم قدوة يؤكد تعاليم هذا الدين بالفعل ويسد الفجوة بين الدين وتطبيقه . ورأى أن الغرب اتخذ من الإسلاموفوبيا ذريعة لبث الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط وانشاء مازعموا بالشرق الأوسط الكبير وتقسيم المنطقة إلى دويلات وهو ماتم فى السودان وسوريا واليمن ولم يبق معهم سوى مصر التى تؤمن وشعبها أنها فى راط إلى يوم الدين، وهى رمانة ميزان المنطقة ويبذل الغرب كل ما فى وسعه لتفتيت مصر وهو ماقالته صراحة هيلارى كلينتون فى مذكراتها بأن مصر بثورة 30 يونيو قلبت موازين كل المخططات الأمريكية فى المنطقة وانهيار مصر يعنى تحقيق 80 % من أطماع الغرب بصفة عامة وأمريكا على وجه الخصوص . والغرب حارب كل أشكال الوحدة العربية والإسلامية وكان يجهض مجرد الفكرة بإقامة سوق عربية مشتركة أو أى مشروع يجمع العرب تحت كلمة واحدة أو مظلة توحدهم. ومن أجل ذلك زرعوا حاجز بشرى لإفساد أى محاولة وهو إسرائيل الشرطى المعتم لهم واتى تعتبرها أمريكا الولاية 51 وأمنها أهم من أمن كل دول الشرق الأوسط ورأينا مايقترفه الإجرام الصهيونى من مذابح فى فلسطين بدم بارد ، وتسارع أمريكا بدم أبرد باعتباره دفاعا عن النفس بينما حال رد فلسطين أى عدوان تندد به وتعتبره ارهاب واعتبروا الإعتداء على اسرائيل مبررا لدخول المنطقة فى أى وقت . الدكتور جمال شقرة أستاذ ورئيس قسم التاريخ بمركز بحوث الشرق الأوسط أكد على عدم وجود صراع بين الأديان وكل ماتشهده الساحة حاليا هو صراع سياسى اقتصادى بعيدا عن الدين ومفصطلح "الاإسلاموفوبيا " بعد انهيار الاتحاد السوفيتى التى كانت تقاسم الولاياتالمتحدة فى حكم العالم وتحديد انتماءات الدول السياسية منذ الحرب العالمية الثانية . وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى عاشت أمريكا كقطب أحادى حتى نهاية الحرب الباردة لذا فكرت فى خلق عدو يجعل حالة الصراع مستمر وأرادوا بسط الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط وفرقوا دولها واحتلت أمريكاالعراق وقسمت السودان وفتت سوريا وليبيا وأججت الصراعات فى اليمن ولم يبق معها كعقبة سوى مصر بجيشها العظيم وشعبها الرائع . وصدرت كتابات عديدة تفند نظرية نهاية التاريخ واستحدثوا نظرية صراع الحضارات واخترعت أمريكا عدوا بديلا لروسيا حتى تسود العالم واعتبرت اسرائل شرطى المنطقة وهى أحد مفردات الأمن القومى الأمريكى والإبنة المدللة وخططت أمريكا للهيمنة على كل شبر فى العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط لوجود النفط بها سيما بعدما بدأ مخزونها منه فى الدخول على مراحل خطرة بعد سنوات معدودة . وتابع شقرة: وتعتبر نظرية صراع الحضارات هشة وتظهر فيها بوضوح وجه أمريكا القبيح حتى تكون مسوغا لاستمرار أمريكا فى الصراع بسبب ولو شكلى وبجوار هذه الحجة الواهية تظهر الإسلام كدين "دموى " لا يعرف المساواة ولا العدل ويضطهد الأقليات ولايعرف حقوق الإنسان مدعمين أكاذيبهم بإعلام مضلل يخدم مصالحهم فى ظل جهل تام من الغرب بالإسلام الحقيقى.