اثينا: قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأربعاء إن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية دخلت أزمة صعبة بعد قرار واشنطن العدول عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة ، فيما حملت تل أبيب الفلسطينيين مسئولية فشل المحادثات مع أمريكا حول الاستيطان. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن عباس قوله إثر لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو "لا شك أن هناك أزمة .. أزمة صعبة". وأمل عباس في مشاركة الاتحاد الاوروبي في عملية السلام لاتاحة استئناف المفاوضات. وقال "نأمل أن يحين قريبا الوقت الذي يضطلع فيه الاتحاد الاوروبي بدور مع الولاياتالمتحدة" . ومن جانبه، شكك أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الأربعاء في قدرة واشنطن على التأثير على إسرائيل التي تسبب رفضها في تجميد الاستيطان في فشل الجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات المباشرة. واعتبر عبد ربه في حديث لاذاعة فلسطين الحكومية أن سياسة الادارة الامريكية فشلت بسبب اللطمة التي تلقتها من حكومة إسرائيل، وأن هذا دفعها إلى اختيار العودة إلى المفاوضات غير المباشرة. واعتبر أن تغيير السياسة الأمريكية نتيجة التعنت الإسرائيلي سنأخذه بالحسبان وعلى أساسه سنقيم إذا كان بمقدور الادارة التي فشلت في جهودها الاولى أن تحقق شيئا في جهودها المقبلة. وشكك عبد ربه في امكانية نجاح جهود الادارة الامريكية متسائلا "من لا يستطيع أن يقنع إسرائيل أن تتوقف ولو لفترة محدودة لمفاوضات جادة، كيف سيكون بمقدوره الزام إسرائيل بحل متوازن على أساس الشرعية الدولية، ويكون حل الدولتين قاعدة منطلقة من انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967؟". واضاف: هذا الفشل يدعونا مرة أخرى إلى التوجه إلى الاطار الدولي الأوسع. وأعرب عبد ربه عن استغرابه من الموقف الأمريكي الرافض لاعتراف البرازيل والارجنتين بالدولة الفلسطينية. وقال "في الوقت الذي تعلن فيه الادارة عن فشل جهودها تلجا الى التعبير عن عدم رضاها على اعتراف البرازيل والارجنتين مع ان من افشل المساعي الامريكية هو اسرائيل". وأعلنت الولاياتالمتحدة الثلاثاء انها تخلت عن فكرة السعي لاقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. من جهتها حمّلت الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين مسئولية فشل المفاوضات حول تجميد البناء الاستيطاني من أجل استئناف المفاوضات المباشرة ورجح مسئول إسرائيلي أن المفاوضات ستنتقل إلى مسار غير مباشر. وقال سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسفي هاوزر للإذاعة العامة الإسرائيلية الأربعاء، في أعقاب إعلان الولاياتالمتحدة عن فشل المحادثات حول تجميد الاستيطان، "إن المشكلة ليست في الجانب الإسرائيلي وان على الفلسطينيين أن يدركوا أنه لا يمكن وضع شروط مسبقة للمفاوضات" في إشارة لمطلب تجميد الاستيطان. وأضاف هاوزر من الواضح للجميع أن المسار الحالي قد استنفذ نفسه وسوف يستمر البحث عن مسار آخر يقود إلى اتفاق وعلى ما يبدو من خلال محادثة غير مباشرة. ومن جانبه ، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إنه لا يوجد شك لدى إسرائيل بأن الولايات ستواصل الدفع باتجاه حل سياسي، فهذه مصلحة أمريكية تماما مثلما هي مصلحة إسرائيلية. كذلك قال رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعداد أكيد لعدم المماطلة ومحاولة كسب الوقت والأمريكيين يعرفون ذلك.