شكك ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فى قدرة الولاياتالمتحدة على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد فشل جهودها بإلزام إسرائيل بتجميد مؤقت للاستيطان من أجل العودة إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وقال عبد ربه لإذاعة "صوت فلسطين" تعقيبا على توجه الإدارة الأمريكية للعودة إلى المفاوضات غير المباشرة، "من لا يستطيع أن يقنع أو يجعل إسرائيل تتوقف عن الاستيطان لفترة محدودة من أجل إجراء مفاوضات جادة؟، كيف سيكون بمقدوره جعل إسرائيل تقبل بحل متوازن على أساس الشرعية الدولية؟.. حل الدولتين على قاعدة أو انطلاقا من حدود 67". وكانت واشنطن قد تخلت عن سعيها لإقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة، لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وباتت تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال التركيز على "المشكلات المركزية" للنزاع، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى، إن النهج الجديد سيناقش الأسبوع المقبل فى وزارة الخارجية فى واشنطن بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال كراولى، "سعينا إلى الحصول على تجميد "الاستيطان" لإيجاد الظروف للعودة إلى مفاوضات ملموسة ومستمرة، ولكن بعد بذل جهود كبيرة، توصلنا إلى استنتاج أن هذا لن يخلق أساساً قوياً لتحقيق الهدف المشترك فى التوصل إلى اتفاق إطار"، مؤكدا على أن الأمر لا يتعلق "بتغيير الاستراتيجية"، و"إنما يمكن القول إنه تغيير فى التكتيك". وتابع عبد ربه، "من الواضح أن هذا إعلان عن فشل الجهود الأمريكية مع إسرائيل، وأن الحكومة الإسرائيلية قد رفضت رفضا تاما أن تلتزم بالوقف ولو الجزئى للاستيطان والمؤقت فى ذات الوقت"، مشيرا إلى أن "هذه دلالة كبيرة أنه كان هناك إخفاق وهنالك تصميم من ناحية أخرى من قبل حكومة إسرائيل على تعطيل الجهود الدولية والأمريكية للسير فى العملية السياسية إلى نهايتها المطلوبة إلى إنهاء الاحتلال وإلى تطبيق حل الدولتين من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 بما فيها القدسالشرقية". وأضاف عبد ربه، "هذا التعطيل الآن قاد الإدارة الأمريكية كما سمعتم أن تختار أسلوبا أخر بأن تعود إلى التفاوض مع الطرفين، كل على حده، حول كيفية إخراج العملية السياسية من هذا المأزق والدخول فى بحث قضايا الوضع النهائى"، موضحا "نحن استلمنا رسالة متأخرة يوم أمس والرسالة شفوية بهذا المضمون بأن الولاياتالمتحدة تريد إجراء مشاورات منفردة مع الجانب الفلسطينى، وستقوم كذلك بمشاورات منفردة مع الجانب الإسرائيلى حول كيفية السير إلى الأمام على قاعدة الدخول فى بحث قضايا الوضع النهائى، وأن جهود الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالوصول إلى ما أسموه وقف للاستيطان لفترة محدودة يتم خلالها بحث قضايا الحدود والأمن هذه الجهود قد فشلت وإسرائيل قد رفضت وعطلت". وقال عبد ربه، "هذا الأمر سنبحثه فى إطار القيادة الفلسطينية.. وهذا التغير فى السياسية الأمريكية بالذات نتيجة التعنت والرفض الإسرائيلى سوف نأخذه فى الحساب وعلى أساسه سوف نقدر ما إذا كان بمقدور الولاياتالمتحدة بعد أن فشلت فى جهودها أن تحقق نجاحا فى جهودها المقبلة"، مبديا استغرابه من أن الولاياتالمتحدة فى الوقت الذى تعلن فيه فشل مساعيها مع هذه الحكومة الإسرائيلية لا تلجأ إلى إدانة سياسة الحكومة الإسرائيلية، بل تلجأ إلى التعبير عن عدم رضاها عن قيام دول أخرى مثل البرازيل والأرجنتين إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 67".