اسلام أباد: شددت السلطات الباكستانية الأربعاء الاجراءات الأمنية اثناء تشييع جنازة سلمان تازير حاكم البنجاب الذي تم اغتياله في العاصمة اسلام آباد الثلاثاء ، وسط توقعات بمشاركة الآلاف في جنازة رسمية في مدينة لاهور. وأعلن رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني الحداد لثلاثة ايام وطالب باجراء تحقيق فوري في الحادث ، كما طالب المواطنين بالتزام الهدوء. وكان تازير قد لقى مصرعه على يدي احد حراسه الذي كان غاضبا من معارضة الحاكم القتيل لقوانين التجديف (الكفر) السارية في باكستان ، بعد أن اغضب الاسلاميين مؤخرا بمطالبته بالعفو عن اسيا بيبي وهي امراة مسيحية اتهمت بالكفر وحكم عليها بالاعدام ومنذ صدور قرار المحكمة دعم تازير بشدة فكرة ادخال تغييرات على قانون الكفر في باكستان. وأثار اغتيال تازير حملة ادانات قوية عن شخصيات وجهات دولية فقد عبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن اسفها لمقتل تازير الذي وصفته باحد اقوى انصار التسامح في باكستان. وقالت كلينتون "سنحت لي الفرصة للقاء الحاكم تازير في باكستان، وقد اعجبت بعمله الهادف الى نشر روح التسامح والارتقاء بتعليم الاجيال الباكستانية الصاعدة". ومن جانبه ، وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اغتيال تازير بأنه "خسارة لباكستان." وقال وزير الخارجية البريطانية وليم هيج إنه "صدم" بنبأ اغتيال تسيير. في المقابل ، حذر 500 من رجال الدين المسلمين في باكستان من التعبير عن الحزن لاغتيال حاكم إقليم البنجاب . وقالت جماعة أهل السنة في باكستان في بيان "يحذر أكثر من 500 رجل دين في جماعة أهل السنة المسلمين من تقديم واجب العزاء في سلمان تازير حاكم البنجاب وينصحونهم بعدم الصلاة عليه. وكذلك لا يجب أن يكون هناك أي تعبير عن الحزن أو التعاطف مع مقتل الحاكم لان من يدعمون الاساءة للنبي يتورطون أنفسهم في الهرطقة". وأشارت جماعة أهل السنة إلى الشجاعة والحماسة الدينية لقاتل تازير وقالت إنه جعل المسلمين في العالم يشعرون بالفخر. وذكر شهود ان تازير البالغ من العمر 66 عاما اصيب بعدة عيارات نارية من بندقية آلية لدى عودته الى سيارته في سوق كوسار في العاصمة اسلام آباد. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إن الحارس الشخصي لتسيير ، ويدعى مالك ممتاز حسين قدري ، قد اعترف بالجريمة. وقال مالك للصحفيين: "قال القاتل إنه فعل ذلك لأن تسيير كان يؤيد التعديلات المزمع ادخالها على قانون التجديف. هذا ما قاله للشرطة بعد ان سلم نفسه. ولكننا نحقق لنرى ما اذا كانت هناك جهات اخرى متورطة في العملية". وأثارت عملية تازير مخاوف بين مختلف فئات المجتمع الباكستاني ازاء سبل التعامل مع خطر التطرف والتعصب الديني المتنامي في باكستان.