نقيب المحامين يترأس اليوم جلسة حلف اليمين للأعضاء الجدد    الريال العماني يواصل استقراره أمام الجنيه في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21-10-2025    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني صباح اليوم الثلاثاء    وزير الاستثمار: الحكومة تركز على تعزيز مساهمة القطاع الخاص باعتباره المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي    السيسي يتوجه لبروكسل لرئاسة وفد مصر في القمة المصرية الأوروبية الأولى    وزيرة التخطيط تشهد توقيع بروتوكول تعاون بين القومي للحوكمة والتنمية المستدامة وجامعة القاهرة لتعزيز التعاون المشترك    مسئولون أمريكيون: إدارة ترامب تحاول منع نتنياهو من إلغاء اتفاق غزة    تأجيل محتمل ل اللقاء المنتظر بين ترامب وبوتين في المجر.. تفاصيل    ترامب: تم تحقيق السلام في الشرق الأوسط للمرة الأولى ولن نرسل جنودا إلى غزة    فكر خارج الصندوق، بشارة بحبح يوجه رسالة مؤثرة إلى أهالي قطاع غزة    الاتحاد المغربي: أسعار لاعبي مصر مبالغ فيها، والزمالك سبب استبعاد معالي من مونديال الشباب    ارتفاع كبير بالقاهرة والصعيد في المنطقة الآمنة، درجات الحرارة اليوم في مصر    القبض على شاب انتحل صفة ضابط شرطة ونصب على طالبة بالجيزة    استعجال التقرير المروري لحريق سيارة ملاكي بالتجمع الأول    14 عاما على رحيل المطربة المحامية فايدة كامل.. أول فنانة تدخل البرلمان.. دخلت موسوعة "جينيس" باعتبارها أقدم نائبة تحت القبة.. وأشهر المطربات اللاتي قدمن الأغنية الوطنية    تامر أمين عن سرقة مجوهرات نابليون من اللوفر: اللي يشوف بلاوي غيره يحمد ربنا على نعمة مصر    مخاطر تقديم الكافيين للأطفال الأقل من 12 عاما    رئيس البرلمان العربي يطالب بتشكيل مجموعة عمل برلمانية لدعم تثبيت وقف إطلاق النار في غزة    أمينة خليل: أنا وسط البنات اللي في جيلي تأخرت شوية في الجواز    تاريخ مواجهات برشلونة وأولمبياكوس.. فوز وحيد    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظتي القاهرة وكفر الشيخ    الثلاثاء 21 أكتوبر 2025.. نشرة أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    شريف فتحي: تعزيز التعاون السياحي بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة    «التضامن» تعلن فتح باب التقديم لحج الجمعيات الأهلية.. غدًا    أمريكا وأستراليا توقعان إطارا للمعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة    فرنسا.. ساركوزي يصل إلى سجن بباريس لبدء قضاء عقوبة سجنه لمدة 5 أعوام    تصريحات ذكرتنا بالحقائق    مصر وفرنسا تبحثان خطة إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة    الصحة تعلن أهداف النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    "تأهيل وتوعية الطلاب بدور المشروعات المتوسطة والصغيرة فى تعزيز الاقتصاد".. ندوة ب"طب بيطري بنها"    ياسين منصور: لا ديكتاتورية في الأهلي.. وهذه تفاصيل جلستي مع الخطيب    مصرع فتاة سقطت من الطابق الرابع أثناء تعليق ستارة فى بولاق الدكرور    إصابة 13 شخصا إثر انقلاب ميكروباص فى العياط    بسبب 200 جنيه.. مقتل فكهاني طعنا على يد سباك في الوراق    محاكمة 68 متهمًا في قضية خلية قصر النيل بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية    وليد عبداللطيف: الأهواء الشخصية تسيطر على اختيارات مدربي المنتخبات الوطنية    ميدو: كنا نسبق الكرة المغربية.. والعدل في الدوري سبب التفوق    سيمفونية وجدانية.. عمر خيرت يحيي حفلا استثنائيا في الأوبرا    ناهد السباعي: «السادة الأفاضل» ليس فيلم ممثل واحد.. ولم أشعر بصغر مساحة الدور    مع اقتراب دخول الشتاء.. أبراج تبحث عن الدفء العاطفي وأخرى تجد راحتها في العزلة    بعد 11 يوما.. الملك الذهبي يطل على العالم بكنوزه كاملة لأول مرة من أمام إحدى عجائب الدنيا السبع    الحكومة: تنظيم مهرجان شتوى فى تلال الفسطاط على غرار فعاليات العلمين    نجلاء بدر وروجينا بإطلالتين ملفتتين على السجادة الحمراء فى مهرجان الجونة    ما حكم الاحتفال بالموالد مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب؟ وما حكم أفعال بعض الناس خلال الموالد من الذبح والنذور وغيرها من الطقوس ومظاهر الاحتفال؟ وما حكم تشبيه بعض الأفعال الخاصة فى الاحتفالية بمناسك الحج؟    المشرف على رواق الأزهر عن جدل مولد السيد البدوي: يجب الترحم عليهم لا الرقص عند قبورهم    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    جامعة الأقصر: دمج ذوي الهمم في الأنشطة الجامعية خلال العام الجامعي الجديد وتسهيل التواصل الرقمي    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ الدكتورة فاتن العليمي بمناسبة صدور القرار الجمهوري بتعيينها عميدا لكلية السياحة والفنادق    وزير الصحة يتابع نتائج زيارته إلى الصين لتعزيز التعاون في الصناعات الدوائية والتحول الرقمي    كيف تميز بين نزلة البرد العادية والتهاب الجيوب الأنفية؟    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة السد في دوري أبطال آسيا    القائد العام للقوات المسلحة يستقبل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية للتهنئة بذكرى انتصارات أكتوبر    بيان عاجل لوزارة العمل حول زيادة الحد الأدنى للأجور    متحدث «الشباب والرياضة» يكشف أزمة الإسماعيلي بالتفاصيل    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها؟.. دار الإفتاء تحسم الأمر    اتحاد "شباب يدير شباب" (YLY) ينظم جلسة تدريبية حول مهارات التواصل الفعّال ضمن برنامج "تماسك"    مواقيت الصلاة في أسيوط اليوم الثلاثاء 21102025    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوائم الأثرياء والفقراء... من يكسر ميراث الهيمنة والظلم الاجتماعى؟
نشر في محيط يوم 29 - 12 - 2014

من بين عالم يبلغ عدد سكانه نحو 7150 مليون نسمة هناك 0.7% هم أغنى سكان العالم ممن يملكون مليون دولار فأكثر. وهم يملكون ثروات قيمتها 115.9 تريليون دولار تعادل 44% من الثروة العالمية، تاركين 56% من مجموع ثروات العالم لنحو 99.3% من سكان العالم. ولو أخذنا شريحة أوسع من الأثرياء تشكل 8,6% من أغنى سكان العالم سنجد أنهم يمتلكون ثروات قيمتها نحو 224.5 تريليون دولار تعادل 85.3% من ثروات العالم.
وعلى الجانب الآخر فإن 69.8% من أفقر سكان العالم ممن تتراوح ثرواتهم بين صفر و 10 آلاف دولار، وهم لا يملكون سوى 7.6 تريليون دولار تعادل نحو 2.9% من الثروة العالمية. وفى المساحة بين الأثرياء والفقراء، تقع فئة وسطى تشكل 21.6% من سكان العالم ممن يملك كل منهم ما يتراوح بين عشرة آلاف ومائة ألف دولار. وهذه الفئة تملك نحو 31.1 تريليون دولار تشكل نحو 11.8% من الثروة العالمية. ولو جمعنا الفقراء والمتوسطين معا سيصبح مجموعهم 91.4% من سكان العالم لديهم 38.7 تريليون دولار تشكل نحو 14.7% فقط من مجموع ثروات العالم.
إنه عالم ينطوى على سوء توزيع للثروات بصورة مروعة كما يوضحه تقرير الثروات العالمى الصادر عن بنك الائتمان والاستثمار المصرفى السويسرى (Credit Suisse Invesment Banking). وفى مثل هذا العالم الذى تغيب فيه قيم العدل والتكافل والنهوض المشترك، من الطبيعى أن نتوقع تصاعد العنف الاجتماعى والجنائى والسياسى والطائفى والعنصرى فى داخل البلدان المنقسمة طبقيا بحدة وغلاظة، وبين البلدان المختلفة فى مستويات معيشتها وفى حصتها من الاستحواذ على ثروات العالم.
وداخل كل بلد تنتج الثروات المتراكمة من ناتج العلم والعمل والاحتشاد الادخارى والاستثمارى لتسريع نمو الثروة المستقبلية على حساب الاستهلاك فى الحاضر. كما تنتج الثروات أيضا من قدرة البعض على استغلال قوة العمل والاستئثار بالموارد العامة فى تكوين جبال الأموال والثروات عبر السيطرة على الأصول والأراضى العامة والاتجار فيها.
أما التباين فى الثروات بين البلدان فقد ولده عصر الاستعمار والنهب واستغلال دول مهيمنة لبلدان وشعوب أخري، فضلا عن العمل والعلم والتقدم التكنولوجى والاحتشاد الادخارى والاستثماري، وكذلك من خلال تقييم أسعار السلع المختلفة بما يفضى بتقييم مبالغ فيه للسلع التى تنتجها الدول المهيمنة وشركاتها، مقارنة بالدول النامية.
وقبل كل ذلك هناك استغلال الدول الكبرى فى الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية لوضعية عملتها كعملة احتياط دولية فى نهب دول أخرى أو العالم بأسره.
والحقيقة أن صدور هذا التقرير مؤخرا يشكل مناسبة لمتابعة التطور فى خريطة الاستحواذ على الثروات فى العالم. وهذه الخريطة تنقسم أفقيا ورأسيا، فهناك دول فقيرة وأخرى متوسطة الدخل وثالثة غنية.
وداخل كل بلد هناك أثرياء وفقراء ومتوسطو الدخل. وهناك فارق كبير بين حصة الدول من الناتج العالمى وحصتها من الثروات، لأن الناتج يكون عن عام واحد، بينما تتكون الثروات كحصيلة لتراكم الأصول والممتلكات عبر سنوات طويلة من وجود فائض من الدخل عن الحاجات الاستهلاكية الجارية يتم تكديسه فى صورة أصول وممتلكات.
وبداية لابد من الإشارة إلى أن تقديرات تقرير الثروات العالمى هى تقديرات استدلالية وليست بيانات دقيقة كليا، حيث إن هناك ثروات غير مشروعة تكونت فى الاقتصاد الأسود ومن الفساد، وهى بطبيعتها ثروات مخفية يصعب حصرها ووضعها فى الحسبان.
وهناك سرية الحسابات وجزر الأوفشور للتهرب الضريبى ولإخفاء الثروات المنهوبة من البلدان النامية. ومن المؤكد أن حساب الثروات التى تكونت فى الاقتصاد الأسود والفساد سيزيد قتامة صورة الفوارق فى الدخل أكثر من القتامة التى يرصدها التقرير.
كما أن قيمة الثروات الكامنة المتمثلة فى احتياطيات الموارد الطبيعية لا يتم حسابها حتى ولو كانت مؤكدة ومُكتَشفة فعليا.
توزيع الثروات العالمية: الاختلال المروع
تتصدر الولايات المتحدة دول العالم بثروة قيمتها 83,7 تريليون دولار، وبعدد 14,2 مليون مليونير. ومن بين أغنى 10% من الأشخاص الراشدين فى العالم أى نحو 470 مليون شخص (يبلغ إجمالى عدد الراشدين فى العالم 4700 مليون نسمة)، هناك 104.6 مليون أمريكى يشكلون نحو 31.9% من مجموع السكان البالغ 328 مليون نسمة. ومن بين أغنى 1% فى العالم هناك 18 مليون أمريكي.
وإذا كانت الولايات المتحدة فى السابق متخمة بالموارد الطبيعية التى شكلت منذ اغتصابها من السكان الأصليين أساساً لثرائها عبر استخدام العلم والعمل والاستعباد الإجرامى لعشرات الملايين من الأفارقة فى استغلال تلك الثروة، فإن الوضع يختلف تماما فى الوقت الراهن.
ويتم الاعتماد حاليا على الحصول على أسعار بالغة الارتفاع للمكونات التقنية فى السلع عالية التقنية التى تحتكرها الولايات المتحدة.
وكذلك الأمر بالنسبة لمنظومات الأسلحة التى تنتجها. كما يتم الاعتماد فى تحقيق الثراء الأمريكى حاليا على نزح الثروات الطبيعية من العالم عبر عقود المشاركة فى الإنتاج فى قطاع النفط والغاز، وعقود استكشاف واستخراج الموارد المعدنية.
لكن العنصر الأكثر أهمية فى هذا الثراء هو استغلال وضعية الدولار كعملة احتياط دولية تهيمن على أكثر من 60% من سلة الاحتياطيات الرسمية لكل دول العالم.
فاستنادا لهذه الوضعية أفرطت الولايات المتحدة فى الإصدار النقدى بصورة لا علاقة لها بأى غطاء إنتاجى أو ذهبى منذ أن تم فك الارتباط بين الدولار والذهب فى أغسطس عام 1971.
والواقع أن الولايات المتحدة بإفراطها فى إصدار دولارات تهيم فى أسواق العالم حيث تسوى بها الدول معاملاتها، تشترى فى التحليل الأخير سلع وخدمات العالم مقابل مجرد أوراق.
ولو تحولت مختلف دول العالم إلى تسوية التزاماتها الدولية بعملاتها المحلية أو بسلة عملات غير الدولار بما يعيد جبال الدولارات الهائمة فى الأسواق الأخرى إلى الولايات المتحدة، فإن ذلك سيؤدى لانفجار تضخم جامح وأسطورى فى الولايات المتحدة، وسينتهى الأمر بكارثة اقتصادية أمريكية مدمرة ستمتد آثارها للكثير من الدول وللاقتصاد العالمى عموما.
ولذا تقاوم الولايات المتحدة بضراوة أى محاولة لإنهاء وضعية الدولار كعملة احتياط دولية.
لكن لو تم هذا التحول عن الدولار بصورة تدريجية كما يجرى ببطء شديد فى الواقع حاليا، فإن الإمبراطورية الأمريكية ستفقد تدريجيا جزءا مهما من موارد قوتها الاقتصادية وهو الجزء المزيف المبنى على نزح موارد الآخرين عبر استغلال وضعية عملتها كعملة احتياط دولية.
وما ينطبق على الولايات المتحدة فى هذا الشأن ينطبق على الدول الرأسمالية الكبرى بنسب متفاوتة. ومن الضرورى الإشارة إلى أن الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا كونت جزءا مهما من ثرائها التاريخى من ثروات ودماء أبناء الشعوب والدول التى خضعت لها.
أما اليابان فتبلغ ثروتها 23,2 تريليون دولار، ولديها 2.73 مليون مليونير. ومن بين أغنى 10% من سكان العالم هناك 62.6 مليون ياباني. ومن بين أغنى 1% فى العالم هناك 4 ملايين ياباني.
ويبلغ عدد المليونيرات نحو 2.4، 2، 1.9، 1.2، 1.1 مليون نسمة فى فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وكندا بالترتيب. ويبلغ العدد 333 ألفا فى كوريا الجنوبية، و 225 ألفا فى البرازيل، و 182 ألفا فى الهند، و 172 ألفا فى المكسيك، و 158 ألفا فى روسيا.
ويبلغ عدد المليونيرات فى المملكة العربية نحو 48 ألف شخص راشد، وتأتى خلفها دولة الإمارات العربية بنحو 46 ألف شخص راشد. لكن تركيا هى التى تتصدر دول المنطقة فى هذا الشأن بنحو 79 ألف مليونير.
وتبلغ قيمة الثروات فى الصين وفرنسا وبريطانيا وكندا والهند وسويسرا والبرازيل وروسيا بالترتيب نحو 21,4، 15.3، 14.2، 7.5، 3.2، 2.2 تريليون دولار.
ولو نظرنا للأثرياء فى كل العالم على أساس حجم الدخل بغض النظر عن الدول التى ينتمون إليها سنجد أن من يملكون ثروة تتراوح بين 1 و 5 ملايين دولار يبلغ عددهم 30.8 مليون شخص راشد، ويدور مجموع ثرواتهم حول 77 تريليون دولار لو أخذنا قيمة وسطية لحجم ثروة كل منهم.
ويبلغ عدد من يملكون ثروات تتراوح بين 5، و 10 ملايين دولار نحو 2,5 مليون راشد. ولو أخذنا قيمة وسطية لثروة كل منهم فإن ثرواتهم يمكن أن تبلغ نحو 19 تريليون دولار.
ويبلغ من يملكون ثروات تتراوح قيمتها بين 10 ، و 50 مليون دولار نحو 1,4 مليون راشد. ولو أخذنا قيمة وسطية لثروة كل منهم فإن مجموع ثرواتهم يمكن أن يبلغ نحو 42 تريليون دولار.
أما من يملكون ثروات تبلغ قيمتها أكثر من 50 مليون دولار فإن عددهم يبلغ 128 ألف شخص راشد، وهم حفنة صغيرة بالمقارنة مع مجموع سكان العالم لا تزيد على 0,002% منهم، لكنهم يملكون جبالا من الثروات.
توزيع الناتج يؤسس لفوارق الثروات
إذا انتقلنا من الثروات المتراكمة إلى الناتج القومى السنوى الذى تتكون الثروات من تراكم المدخرات والاستثمارات منه عاما بعد عام، سنجد أنه فى الماضى القريب فى عام 2000، كانت قيمة الناتج العالمى المحسوب بالدولار طبقا لأسعار الصرف السائدة نحو 31,3 تريليون دولار، وكان عدد سكان العالم نحو 6057 مليون نسمة. وبلغ نصيب الدول الفقيرة التى شكل سكانها 40,6% من سكان العالم آنذاك (كانت الهند من بينها)، نحو 3,2% فقط من ذلك الناتج. وبلغ نصيب دول الدخل المتوسط التى بلغ عدد سكانها 44,5% من سكان العالم نحو 17% فقط من ذلك الناتج. أى أن مجموع سكان الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل قد شكل 85,1% من سكان العالم، بينما بلغ نصيبهم من الناتج العالمى نحو 20,2% فقط.
وبالمقابل بلغ نصيب الدول الغنية التى شكل سكانها نحو 14,9% فقط من سكان العالم، نحو 79,8% من الناتج العالمى فى ذلك العام. وبلغ نصيب الصين بسكانها الذين شكلوا نحو 20,8% من سكان العالم آنذاك، نحو 3,4% فقط من الناتج العالمي.
وفى عام 2012 بلغ الناتج العالمى المحسوب بالدولار بنفس الطريقة نحو 71,7 تريليون دولار موزعين على عدد سكان العالم الذى بلغ 7044 مليون نسمة فى ذلك العام. وبلغ عدد سكان الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل معا نحو 5744 مليون نسمة تعادل 81,5% من عدد سكان العالم. وبلغت حصتهم من الناتج العالمى نحو 30,6%، أى أن هذه الدول رفعت حصتها من الناتج العالمى بمقدار 10,4 نقطة مئوية. وبلغ الناتج الصينى وحده نحو 10,8% من الناتج العالمى المحسوب بهذه الطريقة بزيادة 7,4 نقطة مئوية على عام 2000.
وبالمقابل شكل عدد سكان الدول الغنية نحو 18,5% من عدد سكان العالم، وبلغت حصتهم من الناتج العالمى نحو 69,4%. أى فقدوا نحو 10,4 نقطة مئوية من حصتهم من الناتج العالمى مقارنة بعام 2000.
وهناك طريقة أخرى لحساب الناتج القومى للدول ومجموع الناتج العالمى بالدولار وهى التى تقوم على تعادل القوى الشرائية بين الدولار والعملات الأخري. ووفقا لهذه الطريقة فى الحساب بلغ الناتج العالمى عام 2012 نحو 86 تريليون دولار. وبلغ نصيب الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل منه نحو 42%، بينما بلغ نصيب الدول الغنية نحو 58% منه.
ويعتبر الفارق بين نصيب الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل والغنية من الناتج العالمى المحسوب بالدولار وفقا لهذه الطريقة، والناتج المحسوب طبقا لأسعار الصرف السائدة، تعبيرا عن انحرافات تقييم أسعار العملات فى الأسواق عن السعر المثالى القائم على تعادل القوى الشرائية بين العملات.
ونتيجة لأن عملات الدول النامية فى غالبيتها الساحقة إن لم يكن كلها تقريبا مقدرة بأقل من قيمتها الحقيقية مقابل الدولار بسبب ضغوط الرأسمالية العالمية ووكلائها المحليين فى هذا الاتجاه، فإن قيمة الناتج لتلك الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل تخسر نحو 10.6 نقطة مئوية من حصتها من الناتج العالمي.
ونتيجة لهذا الانخفاض فى تقدير قيمة عملات الدول النامية عن قيمتها الحقيقية مقابل الدولار والعملات الحرة الرئيسية، فإن المستثمر الغربى عموما والأمريكى خصوصا يمكنه أن يشترى بأمواله أصولا تتجاوز قيمتها الحقيقية، قيمة تلك الأموال وقدرتها على شراء الأصول فى بلدها الأصلي.
كما أن السائح الغربى يمكنه بالعملات الغربية وعلى رأسها الدولار أن يشترى سلعا وخدمات فى الدول النامية، أكبر كثيرا من تلك التى يمكنه شراؤها فى بلده بنفس الكمية من النقود.
وفى حالة اتجاه أسعار صرف عملات الدول النامية نحو مستويات تقترب من قيمتها الحقيقية فإن قدرة العملات الغربية على شراء السلع والخدمات والأصول فى الدول النامية سوف تتراجع بحدة، وسوف يتغير ميزان توزيع الناتج والثروات فى العالم. والحقيقة أن كسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمى سيشكل المفتاح لإعادة توزيع الناتج والثروات فى العالم.
وقد نجحت الصين بامتياز فى شق هذا الطريق وسوف يسير على دربها دول أخرى لإنهاء بقايا عصر الهيمنة عندما تمتلك شعوب الدول النامية مصائرها وتنتصر لاستقلالها الوطنى وتعاملها فى العلاقات الاقتصادية الدولية على قواعد العدالة والتكافؤ.
اختلال توزيع الثروة فى مصر والحاجة للإصلاح
تشير بيانات التقرير إلى أن أغنى 10% من السكان فى مصر كانوا يملكون نحو 61% من الثروة فى مصر عام 2000. وارتفعت حصتهم إلى 65.3% عام 2007.
وفى عام 2014 ارتفعت حصتهم من الثروة إلى 73,3% من إجمالى الثروة. وهذا يعنى أن سوء توزيع الثروة يتزايد حتى بعد الثورة، وأن نمط الاستحواذ على الثروات وتقسيمها بصورة غير عادلة لم يتغير بعد.
وهذا الواقع يضع مسئولية جسيمة على الرئيس والبرلمان القادم لوضع القواعد القانونية والسياسات الاقتصادية-الاجتماعية الكفيلة بمعالجة هذا الأمر. وتصنف مصر بين الدول الأكثر سوءا فى توزيع الثروات مقتربة من النموذج الأمريكى الذى يستحوذ فيه أغنى 10% من السكان على قرابة 75% من الثروة الأمريكية، والنموذج التركى الذى يستحوذ فيه أغنى 10% من السكان على 77.7% من الثروة التركية.
وعلى أى حال فإن إصلاح اختلالات توزيع الثروة يحتاج إلى تمكين الفقراء من توليد وحيازة الدخل عبر تشغيلهم أو دعم مشروعاتهم الصغيرة والتعاونية، وإلى المزيد من إصلاح النظام الضريبى الذى يعتبر الآلية الرئيسية عادة فى توزيع الدخل، وأيضا عبر إصلاح نظام الدعم والتحويلات ودعم الخدمات الصحية والتعليمية العامة لمصلحة الفقراء ومحدودى الدخل.
كلمة شكر
على هذه الصفحة قبل شهرين تقريبا وجهت رسالة للسيد الرئيس لاستخدام سلطاته الدستورية للإفراج عن فلاحى سراندو الذين كانوا يقضون أحكاما نهائية بالسجن من عصر مبارك على خلفية محاولة نزع أراضيهم ودفاعهم عنها. ولم يكن لهم من سند سوى عدد من المحامين المتطوعين وعلى رأسهم المناضلة القانونية ماجدة رشوان. وقد تمت الاستجابة فعلا وأفرج عن فلاحى سراندو ليخرجوا من صقيع الوحدة والظلم فى الزنازين إلى دفء الأهل والبيوت ورحابة الحرية، فشكرا سيادة الرئيس لسماع صوت هؤلاء المظلومين وإنصافهم.
نقلا عن " الاهرام" المصرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.