كابول : قال مسئول كبير في حلف شمال الأطلسي الاثنين إن حوالي 900 مقاتلٍ افغاني وافقوا على إلقاء أسلحتهم، ولكن من السابق لأوانه القول إن مسعى خفض عدد المقاتلين يمكن أن يكون حاسما في الحد من إراقة الدماء. وقال الجنرال فيليب جونز، الذي يقود دعم حلف شمال الأطلسي لجهود الحكومة الافغانية في الوساطة لتحقيق السلام مع الفصائل المختلفة، إن إعادة ادماج المقاتلين المحليين قد بدأت بشكل جاد منذ ثلاثة أو أربعة أشهر. وأضاف المسئول نفسه أن وتيرة انضمام المقاتلين للبرنامج تحسنت، مشيرا إلى أن العملية صعبة ومعقدة وانسانية للغاية على كل المستويات. يذكر أن العنف في أفغانستان بلغ أعلى مستوياته العام الماضي منذ عشر سنوات من القتال بعد الإطاحة بحكومة طالبان. في غضون ذلك ، أفاد تقرير نشرته جامعة نيويورك الاثنين بإمكانية إقناع مقاتلي حركة طالبان الأفغانية بقطع علاقاتهم مع تنظيم القاعدة. وأضاف التقرير الذي يحمل عنوان "فصل طالبان عن القاعدة: أساس النجاح في أفغانستان" أن احتكاكا كبيرا كان بين زعماء الطرفين قبل هجمات ال11 من سبتمبر/أيلول، وأن حدة العداء اشتدت بعد ذلك. وجاء في التقرير الذي أعده الأستاذان الجامعيان الأميركيان أليكس ستريك فان لينشوتن وفيليكس كوين اللذين عملا في أفغانستان لسنوات أن تكثيف العمليات العسكرية ضد طالبان قد يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق مع الحركة. وبحسب التقرير فإن الهجمات ضد قادة طالبان إلى جانب اعتقالهم في باكستان تؤدي إلى وصول مقاتلين جدد أصغر سنا وأكثر انفتاحا على القاعدة إلى قيادة الحركة، مما يسمح للتنظيم بزيادة نفوذه. وجاء في التقرير أن "الأجيال الجديدة تشكل تهديدا محتملا أكبر... لأن الجيل الجديد من القادة تحركه بشكل أكبر حوافز أيديلوجية ولديه نزعة وطنية ضعيفة مقارنة بالجيل السابق، بالتالي فإنه أقل براغماتية". ولم يقترح التقرير كيف تنفصل طالبان عن القاعدة إلا أنه حث الولاياتالمتحدة البدء على حوار مع عناصرها الأكبر سنا قبل أن يفقد هؤلاء سيطرتهم على الحركة. ورغم أن الكاتبان لم يبديا اعتراضا على الحرب التي يشنها الحلف الأطلسي في أفغانستان، وفقا للصحيفة، إلا أنهما يريان وجوب إجراء مفاوضات بموازاة المعارك وضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي للحيلولة دون تصاعد حدة النزاع. ومن المقرر أن تبدأ القوات الدولية التي يقودها الحلف الأطلسي بنقل المسئولية القتالية إلى القوات الأفغانية في موعد غير محدد هذا الربيع، في عملية من المفترض أن تنتهي في عام 2014 مع تولي القوات الأفغانية كامل المسئوليات الأمنية على مجمل أراضي البلاد. ويهدف الحلف الأطلسي إلى المساعدة على بناء جيش وشرطة أفغانيين قويين تضمان 306 آلاف عنصر بحلول نهاية عام 2011، في سبيل تسهيل نقل الصلاحيات التي يمارسها حاليا نحو 140 ألف جندي من قوات الأطلسي.