علي الإسلاميين ان يتراجعوا خطوات إلي الخلف تصدر الإخوان للمشهد يؤخر التوافق الوطني النظام يخشي من البرلمان القادم قال يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي، إن الغرض من مظاهرات 28 نوفمبر وقف الهجمة الشرسة على الشرع ورموز الإسلام، مشيرا إلى أن تلك الدعوة حققت أهدافها وأوصلت رسالتها. وأضاف في حواره لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا يتبنى أجندة الوفاق الوطني ويعتمد على إقصاء كافة التيارات السياسية الليبرالية والإسلامية، ويتحدث عن أمور كثيرة وينفذ عكسها. حول رؤية حزب الوطن لمظاهرات 28 نوفمبر، والوضع السياسي في مصر بعد 25 يناير و30 يونيو، ورأيه في حزب النور، وقانون الانتخابات البرلمانية وهل سيشارك الحزب فيها، كان لنا الحوار التالي مع نائب رئيس حزب الوطن. والى تفاصيل الحوار: هل ستشاركون في تظاهرات 28 نوفمبر؟ لن نشارك في هذه التظاهرة وأعلنا ذلك، كما دعونا إلى إلغائها أو تأجيلها لأجل غير مسمى، ويكفي أن الهدف منها قد تحقق وأوصلت رسالتها، فكان الغرض منها وقف الهجمة الشرسة على الشرع ورموز الإسلام قديماً وحديثاً. ما قراءتك للمشهد السياسي الحالي؟ الوضع السياسي في مصر قبل 25 يناير كان مقتصراً على فئة معينة هي من بيدها مقاليد الحكم والقرار السياسي والتي أطلقت على نفسها اسم الدولة، وبعد 25 يناير اتضح سوء إدارة الحكم في مصر والذي تلخص في إدارة منظومة هائلة للفساد، ثم كانت ثورة يناير التي سمحت لجميع الاتجاهات السياسية المشاركة في العمل السياسي، بما فيها من فئات كانت مغيبة عن المشاركة الفاعلة في العمل السياسي أو في إدارة الدولة وصناعة القرار. ومنذ 25 يناير 2011 إلى 30/6/2013 كانت هناك انتخابات نزيهة شارك فيها الشعب بكثافة وأدلى بصوته وكان على قدر المسؤولية والفترة التاريخية، وكانت هناك مشاركة فاعلة للشباب، بالإضافة إلى أن هناك أحزاب سياسية جديدة وسياسيين بدءوا يأخذون أولى خطواتهم في مجال العمل السياسي والاجتماعي. وألقى الإعلام الضوء على الجميع إلى حد ما، سواء كان حكوميا أو خاصا وسمحت ثورة يناير بتواجد جميع الآراء، والتزمت الصحافة بالمهنية إلى حد ما، خلاف ما كان قبل 25 يناير، فكانت ثورة يناير مرحلة عابرة في تاريخ مصر الحديث. أما بعد 30/6 بدأ الوضع يعود إلى ما قبل 25 يناير من تجريم للسياسيين وإصدار أحكام عشوائية وتضييق على العمل السياسي، ومنع التلاحم الجماهيري بين الشعب والأحزاب السياسية، وعاد الإعلام لتبني الصوت والرأي الواحد، وخرجت قوى سياسية أطلقت على نفسها الدولة وأطلقت اسم الإرهاب على كل من لم يتبنى رؤيتها أو ينطق بنبرتها، ومن يخرج عليها فهو معادى ومناهض لمصر، وفتحت أبواب المعتقلات مرة ثانية وخفت صوت عدد كبير من السياسيين الذين دخلوا مجال العمل السياسي بعد 25 يناير، وغاب صوت الرأي الحر والمنطق والحكمة. وما رؤيتك للمستقبل؟ أعتقد أننا في طرقنا مرة أخرى للدولة البوليسية الدكتاتورية التي تعطي نفسها كافة الميزات والحقوق والصلاحيات، ومن يخالفها تعتبره مناهضاً وعدواً لها، فهناك انسداد للأفق السياسي وتجريم للحق الذي تبناه الشعب المصري وقوانين مخالفة للدستور الذي وضعه من مثلوا 30 يونيو، مثل قانون قتل المتظاهرين، ومنع محاسبة الجهاز الإداري للحكومة، فالوضع السياسي أصبح شبيهاً بما كان علية في 2010. لماذا فشلت كافة مبادرات المصالحة الوطنية؟ يتلخص سبب فشل جميع المبادرات في أن المجلس العسكري منذ أن تولي السلطة في 30/6 ظهرت نيته واضحة في إقصاء كافة الأحزاب السياسية سواء من شاركت معه أو عارضته فهو يريد الانفراد بالسلطة بصورة مطلقة، وخير مثال مبادرة حسن نافعة، والذي قال إنه سلمها للمجلس العسكري واللواء محمد العصار واختفت بعد ذلك في الأدراج. هل ترى أن السيسي يمتلك الإرادة لتنفيذ مصالحة وطنية على أرض الواقع؟ السيسي لا يتبنى أجندة الوفاق الوطني لأنه يعتمد على إقصاء كافة التيارات السياسية الليبرالية والإسلامية، فالسيسي تحدث عن أمور كثيرة ونفذ عكسها منها عدم إطلاق الرصاص على الشعب، ومع ذلك يمارس يوميا القتل بحقهم، كما تحدث عن حقوق أهالي سيناء ثم قام بتهجيرهم ودمر بيوتهم، بالإضافة إلى اتهامهم بالفكر التكفيري، وتحدث عن المصالحة وكل يوم يكرس للفكر الإستقطابي. ما مصير"الوطن" بعد خروجه من تحالف دعم الشرعية؟ نحن نعلم أن الحزب وضعت عليه آمالا كبيرة لأنة يمثل فئات كثيرة داخل المجتمع المصري، ليس بطريقة أيديولوجية ولكن عن طريق الأمانة والكفاءة، إلا أن الأجواء الآن غير ممهدة لممارسة السياسة أو الاختلاط بالجماهير بشكل فعال. كما أن السلطة الحالية أعطت تعليمات الإعلام الحكومي بألا يتصل بأي من معارضيها لتقديم رؤيتهم أو المشاركة السياسية، فترك القضايا الحقيقية وأصبح يناقش قضايا أخرى فرعية لا تهم المواطن المصري، ورغم كل هذه الصعوبات إلا أن الحزب مازال مستمرا في ممارسة دورة بصورة وطنية تمثل طموح وآمال الشعب المصري. ما إستراتيجيتكم حال صدور حكم بحل حزب "الوطن"؟ هذا متوقع، فالحكومة تسن قوانين ظالمة ولا تتماشى مع وسائل ومؤسسات إدارة الدول الحديثة، ولإيجاد نظم سياسية ثابتة وأحزاب لها الحرية المطلقة في ممارسة دورها وتمثيل أيديولوجيتها بحرية، يجب أن يكون هناك قانون ومظلة تطبق على الجميع بدءا من الرئيس للحكومة ومنها إلى أحزاب المعارضة. أما فيما ذكرته من احتمال حل بعض الأحزاب بصورة غير قانونية، فإذا كانت هناك فئة مستبدة قامت بتفصيل قوانين من عندها وحكمت على الجميع بالإعدام، فالشعب المصري هو من سيتصدى لها باعتبارها قضيته لا قضية حزب معين أو شخص بمفرده، بل قضية شعب يبحث عن حياة. وماذا عن مشاركتكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ الانتخابات ليست صندوقاً كما يصورها البعض، لكنها عملية متكاملة، فيها حرية وديمقراطية واتصال بالجماهير والقدرة على تجميع الكوادر ومناخ للحريات يسمح للجميع بالمشاركة، فلابد من توافر جميع الشروط في العملية الديمقراطية لكي يشارك الناس. وهل الأجواء الحالية مناسبة؟ بالطبع لا.. ومستحيل في هذه الأجواء الاستبدادية أن نجد مشاركة شعبية فعالة، وهذا ما رأيناه خلال الاستفتاء على الدستور وفي انتخابات الرئاسة فكانت مانشيتات عدد من الصحف تبحث عن ناخب، فالدولة الديمقراطية تتكون من فريقين أحدهما يحكم والآخر يعارض، وليس فريق ينصب من نفسه حاكما ويسمي نفسه الدولة ويقوم بعمل كل شيء والآخر عليه أن يشارك لتجميل وتكميل الصورة فقط. فهذه الأجواء غير حرة أو مناسبة لإدارة انتخابات تجعل من أي حزب سياسي يعبر عن نفسه بوضوح ويحصل في المقابل على أصوات تتناسب مع شعبيته، كما أن النظام الموجود غير شرعي وجاء بصورة غير شرعية فليس من المناسب مشاركة من جاء بغير دستور أو قانون. وماذا عن مشاركة الإسلاميين؟ الإسلاميون لن يخوضوا الانتخابات المقبلة. وما رؤيتكم للعملية الديمقراطية في مصر؟ نحن كجزء من شعب مصر وممثل له ننادي بدولة تكون فيها آلية واضحة يطبق فيها الدستور والقانون، ويصل بها أي إنسان مصري عن طريق إرادة جماهيرية واضحة من خلال انتخابات نزيهة وشفافة للتعبير عن إرادة الشعب، وأن يستمر في موقعه ويحكم الشعب لفترة زمنية على أساس برنامج، ويحاكمه بعد ذلك إن أخطأ، وأن يرتضي الجميع رأي الشعب من خلال انتخابات شفافة، ويقبل الجميع بالتداول السلمي للسلطة. كما نرفض تماما التسلط عن طريق السلاح، واستخدام القوة، وإعطاء صورة أن العنف يأتي بنتيجة، ذلك سيخرج لنا أجيالا تقلد مثل هذه الأفعال وتنتهج نفس الطريق، لذلك نحن ضد العنف سواء من بعض الأشخاص في مؤسسات الدولة أو خارجها. وماذا عن مستقبل حزب النور؟ حزب النور يعتقد انه سيسمح له بأخذ مساحة إعلامية في الوقت الحالي كديكور لاستكمال الصورة، لكن مصيره سيكون الإبعاد والإلقاء من السفينة، فمن وراء الكواليس الأحزاب الليبرالية لا تريد لأي فصيل إسلامي أن يحصل على شيء، والنظام الحاكم لن يسمح لفصيل لا يؤمن به بنسبة 100% أن يصل للبرلمان القادم، و السيسي قالها، البرلمان القادم باستطاعته عزل رئيس الجمهورية فلابد من الولاء الكامل له. ولا تنس، فالمجلس العسكري السابق أنشأ 24 حزبا ومولهم جميعا، وكلهم ذات مرجعية عسكرية، دورهم نزول الانتخابات والتخديم على النظام، فهذه الأحزاب تعد عساكر النظام. وما رأيك في قانون الانتخابات؟ تم إلغاء مجلس الشعب السابق لأن القانون أعطي 80% للأحزاب، والآن هناك قانون يعطي 80% للمستقلين بالإضافة إلى كوته طائفية وأخرى لأشخاص غير معروفين، وكل الأحزاب معترضة على هذا القانون فهو لم يعرض عليها، كما يتم تقسيم الدوائر في غرف مغلقة، وتقسيم المحافظات، كل هذا مغيب عن الأحزاب السياسية، والمطلوب السكوت دون المناقشة أو المشاركة في الإعداد. وما رؤيتك للخروج من المأزق الحالي؟ لابد من التعاون المجتمعي بين جميع القوى السياسية وألا نتربص لبعضنا البعض، وأن يكون هناك مجال للوفاق السياسي وأجندة للتعاون خلال عشر سنوات يتفق فيها على كيفية بناء الوطن ومؤسساته ويشارك فيها الجميع، ويعطى دورا كبيرا للشباب، دون إقصاء أو تشويه أو مغالبة. ولابد أن نعلم أن "الانقلاب" لن يعمر ولن يستمر، وإذا توافرت العزيمة وصمود من قبل جميع قوى السياسية والشباب فسيسقط لا محالة، فهو لا يقف على أرض ثابتة ولا يمتلك أجندة داخلية أو خارجية، وإذا كان الشعب المصري يمتلك وعي وإدراك بطبيعة المرحلة الحالية فسوف يعجل بسقوطه. وما المطلوب من جميع القوى السياسية؟ جميع التيارات السياسية لابد أن تراجع نفسها وسياستها، وعلى التيار الإسلامي كله أن يتراجع خطوات للخلف، وأن يكون لديه مساحة قبول أكبر للتعاون مع الآخر بما فيه جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة. ما تعليقك على أن 50% من شباب التيار الإسلامي في مصر سينضمون لداعش؟ الدول الحرة التي تتبع نظم سياسية و تسمح بالتداول السلمي للسلطة لا تخرج منها أفكارا منحرفة أو جماعات عنف، ونظام الحكم في مصر ضيق على الناس كلها وأصبح هناك صوت واحد، فتوقع أن تخرج جماعات مخربة وإرهاب وجماعات تنتهج العنف المضاد. فبعد 25 يناير تراجع الفكر الجهادي بعد أن أصبح أمامه العديد من الوسائل السلمية من ضمنها أنشاء أحزاب سياسية والتعبير عن نفسه من خلال برامج يطرحها على الشعب. وهل ترى أن الإخوان يعيشون مظلومية "كربلاء"؟ هذا غير حقيقي، فهناك من استخدم هذا المنظور وأعجبه اللفظ فظل يردده، والتزم الصمت عن المسئول الحقيقي الذي أخذ مصر بعيداً عن إرادة شعبها.