سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية: المعارضون السلميون للرئيس ليسوا مجرمين أو بلطجية
هناك محاولات لأخونة الدولة.. ومصر تحتاج إلي الكفاءات لا أهل الثقة
سمحت ثورة 25 يناير بظهور أحزاب ذات مرجعيات دينية خرجت من عباءة التيارات الإسلامية تحت مسمي «الذراع السياسية» ورغم الاختلافات في الرؤية والتوجه وطريقة النظر الي المشكلات وتقديم الحلول بين هذه الأحزاب إلا أنها تخندقت في جبهة واحدة ضد القوي المدنية بحجة مساندة الشرعية. هذا الحوار مع الدكتور نصر عبدالسلام أحد قيادات الجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية يأتي بعد ظهور تقارب شديد بين الحزب وجماعة الإخوان المسلمين، ويتناول قضايا كثيرة حول ملفات شائكة لا تزال تعصف بمستقبل مصر وتبدد أي آمال في خروج قريب من الأزمة الراهنة. ما نتيجة الحوار الوطني الذي شاركتم فيه مع مؤسسة الرئاسة؟ - دُعينا إلي هذا الحوار مثلما دعيت باقي القوي السياسية وعلي أجندة تخص الانتخابات البرلمانية القادمة حتي تكون نزيهة وشفافة كما تطالب القوي السياسية ولم تكن أجندة للحوار الوطني بمفهوم المبادرات التي قدمها حزب البناء والتنمية وحزب النور أو غيرهما وتم طرح كافة الرؤي في هذا الحوار وكانت كلها بناءة بلا استثناء لطمأنة هذه القوي بأن الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة، وأكدت مؤسسة الرئاسة ورقة بجملة ما تم الاتفاق عليه مع إضافة عدة عناصر لم تكن ستدرج في الورقة علي أساس أنها ستقوم خلال هذه الفترة بجمع الآراء التي تأتي من القوي السياسية غير الموجودة مثل آراء جبهة الإنقاذ أو أي قوي أخري لم تحضر الحوار لتقديم تعديلات تصب في صالح إجراء انتخابات شفافة ونزيهة. وما الضمانات التي ستلتزم بها مؤسسة الرئاسة خاصة أن جبهة الإنقاذ رفضت المشاركة في الحوار خاصة أن هناك مخاوف من عدم التزام الرئاسة بما تتفق عليه؟ - بالنسبة للضمانات لا يوجد إلزام بالنسبة لرئاسة الجمهورية بأكثر من عرض الموضوع علي لجنة الانتخابات، خاصة أنه لا يوجد سلطان علي هذه اللجنة لا من رئيس الجمهورية ولا من السادة الحضور في الحوار الوطني ولكنها أمور بها جزء إداري وجزء آخر يسهل علي الجنة العليا للانتخابات الموافقة عليه دون إلزام خاصة أن هذا الأمر يجمل صورة مصر ويحسنها ويؤكد حرصها علي إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة لذلك الرئاسة ستلتزم بعرض ما تم الاتفاق عليه وترسله الي اللجنة العليا للانتخابات وستكون هي المسئولة عن ضمانات الانتخابات. ما سبب التقارب الملحوظ بين الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين؟ - أنا أتحفظ علي وجود تقارب في الفترة الأخيرة بيننا لأنه توجد منافسة كبيرة بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين لأننا نختلف في جزء كبير جدا من الرؤي والتوجهات والآراء، وأندهش من جزئية التقارب فهل معني أننا نؤيد الشرعية أو أننا نتفق مع د. مرسي أحيانا اننا نتقارب معهم أو نتوافق معهم؟ بالطبع لا!! ولكننا نعتبر أنفسنا جزءا من المعارضة التي تنتقد وتعطي البدائل وتقترح الحلول لتحسين الأوضاع وليس معني أننا نحافظ علي الشرعية والديمقراطية أننا نتوافق معهم وهذا ليس عيبا حتي نتبرأ منه ولكن هذا من باب التوضيح ردا علي السؤال. ما هذه الاختلافات في الرؤي؟ - اختلاف رؤي كبير وهذا موجود بين كل الجماعات الإسلامية مثل الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين والجبهة السلفية ولا توجد خلافات في الأيديولوجيات ولكنها في الرؤي وطرق فهم الواقع وقراءته وكيفية التعاطي مع الأزمات والاجتهادات. كيف تري إجراء الانتخابات البرلمانية في ظل الانقسامات الشديدة الدائرة في المجتمع؟ - نتمني أن تتم هذه الانتخابات في جو من المنافسة بين جميع التيارات والقوي الوطنية وإن كان لابد من وجود مثل هذه الانقسامات فهذه ضريبة الديمقراطية وضريبة ثورة 25 يناير التي أدت الي وجود جزء كبير من الاحتقان السياسي نظرا لتعامل البعض بطريقة خاطئة مع بعض الملفات وظهور نبرات تأييد للعنف من بعض قوي المعارضة وارتفاع صوت إسقاط الشرعية مما دفع الأمور لمزيد من العنف من أعضاء جبهة الإنقاذ. هناك من يوجهون اتهامات لك بالهجوم علي جبهة الإنقاذ لصالح مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين؟ - لا ليس هجوما لصالح مؤسسة ما أو جماعة ولكن أري أن مقاطعة الانتخابات أمر يصب في خانة الضد لمن يتخذ قرار الانسحاب، ومازلت أراهن علي ذكاء وحرص بعض قادة جبهة الإنقاذ ألا يتخذوا مثل هذا القرار لأنه لن يكون في مصلحة الأحزاب التي نتمني وجودها خاصة حزب الوفد العرق صاحب التاريخ الوطني وهو الحزب الوحيد الذي يملك البعد التاريخي والشعبي، ولهذا أتمني أن يشارك في الانتخابات. قلت إن كل تيار ديني له رؤية في تعاطي الأمور حسب رؤيته فلماذا تنكرون هذا علي جبهة الإنقاذ؟ - بالفعل وجبهة الإنقاذ لا يلام عليها أن لها رؤية مختلفة عن باقي الأحزاب فهذا اجتهاداتها ولا أحد يعترض عليها، لكن الشروط هي التي نرفضها لأننا حريصون علي أن تمثل جبهة الإنقاذ في الحوار الوطني لأن ذلك يثري الحوار.. ولا مانع أن نجلس سويا بعيدا عن مؤسسة الرئاسة ونطرح أجندة للحوار الوطني ونعطيها لمؤسسة الرئاسة ونلزم الرئاسة بهذه الأجندة للحوار الوطني دون سقف محدد. ألم يقدم حزب النور مبادرته ووافقت عليها جبهة الإنقاذ ولم تدرج في الحوار الوطني كما قال د. يونس مخيون؟ - نعم تم هذا وأراه كان خطأ من أخي الدكتور يونس مخيون لأنه إذا كان حزب النور تقدم بمبادرة فالبناء والتنمية تقدم بمبادرة قبل حزب النور وتم شرحها للرئيس ووعد بأن تكون جزءا من الحوار الوطني، ود. مرسي رد علي د. مخيون بأن مبادرته لم تعد هذ الأجندة بل هي جزء من أجندة الحوار الوطني وأيضا مبادرة حزب البناء والتنمية جزء من أجندة الحوار. ما الاختلاف بين مبادرة حزب النور ومبادرة حزبكم؟ - نحن نختلف عن حزب النور بأننا لا نزعم أن مبادرة البناء والتنمية رغم تكاملها واحتوائها علي كل شيء أنها أفضل المبادرات، بل نقول إن هناك ما يكمل مبادرة حزب البناء ونحن علي استعداد أن تؤخذ بالكامل أو يؤخذ بعضها أو حتي تترك بالكامل فنحن نرحب بأي مبادرة تقدم حلولا لأزمات مصر الاقتصادية والسياسية والعنف السياسي وسنكون مشاركين سواء بأجندتنا أو بمناقشة أجندات الآخرين ولا يوجد من هو أعلي من مصلحة الوطن؟ ألا تري أي بنود لجبهة الإنقاذ يمكن أن تتفقوا عليها أم أنكم ترفضون كل ما تطرحه الجبهة؟ - لا. نحن نختلف مع جبهة الإنقاذ في طرحها لعض البنود لكن الضمانات التي تطلبها عليها أن تعرض للحوار لنتفق علي كلمة سواء ونناقش هذه الضمانات التي من المؤكد أننا نتفق علي بعض منها ونختلف علي بعض آخر. الي أي مدي تركت الجماعة الإسلامية أسلوب العنف؟ - الجماعة الإسلامية لم تستخدم العنف للتعبير عن الرأي لأنه يخالف السلمية لكن الجماعة الإسلامية دافعت عن نفسها بعد قتل قادتها علي أعتاب المساجد وفي مقار أجهزة مباحث أمن الدولة ولم يقتلهم اللهو الخفي أو طرف ثالث بل قتلتهم وزارة الداخلية، ومع ذلك لم تدافع الجماعة الإسلامية عن قادتها الذين قتلوا إلا بعد أن طفح الكيل وبعد عدم قيام أحد من السياسيين بمنع وزارة الداخلية من أن تستمر في غيها لقتل المعارضين من الجماعة الإسلامية، هذا بخلاف ما حدث في السجون من تعذيب بشع يندي له الجبين لأنه وصمة عار في جبين مصر ووزارة الداخلية الي يوم القيامة، وألوم وسائل الإعلام بعدم فتح ملفات هذا التعذيب بعد ثورة 25 يناير وبعض الفضائيات تضخم السلبية الصغيرة وتحقر الإيجابيات الكبيرة وتخفي الأخبار وتسير ضد الأمن والاستقرار والنظام حتي سالت الدماء!! هل الإعلام هو من يتحمل وزر هذه الدماء؟ - نحن جميعا مسئولون أمام الله عن إراقة هذه الدماء كل حسب مسئوليته التي يستطيع منها أن يمنع الدماء ولا يمنعها. وكيف تري العنف الذي تم من جماعة الإخوان المسلمين أمام قصر الاتحادية؟ - أدين أي اعتداء في أحد علي آخره ونصحنا الإخوة في جماعة الإخوان المسلمين بعدم الدخول في هذه المصادمات مع المتظاهرين أو حتي البلطجية لكن ما حدث أمام الاتحادية من اعتداء سافر علي قصر الحكم مرفوض وقد خاف أبناء جماعة الإخوان المسلمين من أن يزداد هذا الاعتداء فذهبوا الي هناك لكي يضبطوا هذا الأمر وأنا هنا لا أبرر هذا الذهاب أو ما تم فعله من اعتداء أو أخطاء. هل شباب الإخوان المسلمين يحق لهم حماية قصر الاتحادية؟ - بالطبع لا الشعب المصري كله مخول بحماية قصر الرئاسة ونحن أبناء الجماعة الإسلامية قلنا إننا سنحمي هذا القصر اذا تخلت وزارة الداخلية عن مهمتها وأطلقت العنان للبلطجية ليفعلوا ما يشاءون، سنتدخل لحماية قصر الرئاسة لأنها مسئولية شرعية لأنه اذا لم يكمل د. مرسي فترته فلن يتمكن أي رئيس مصري من استكمال فترته وبذلك نكون فتحنا باب الجحيم علي مصر. هل الجماعة الإسلامية لديها ميليشيات عسكرية لتحمي قصر الرئاسة؟ - هذا لا يحتاج ميليشيات عسكرية والجماعة الإسلامية ليس لديها ميليشيات ولكننا سنحمي الرئيس بأجسادنا وبعيدا عن العنف لأننا لن نحمل السلاح. جبهة الإنقاذ أيضا أعلنت أنها ليست ضد استكمال فترة الرئيس مرسي لكن ماذا لو لم يستكمل أهداف الثورة؟ - المسألة لو فشل د. مرسي في تولي الأمر فهذا يعني أن مصر تتأخر الي الوراء.. والأصل أن نتقدم خلال الأربع سنوات للأمام نحو العدالة الاجتماعية لكن هذا الأمر لن يحدث ولن يفشل مرسي لأننا قادمون علي برلمان سيختار الحكومة التي لديها صلاحيات من الدستور فلن يكون هناك انفراد من الرئيس مرسي مع هذه الحكومة وإذا لم يتم الأمر لدينا بنود دستورية تسمح بسحب الثقة من الرئيس ووقفه عند حده. وماذا عن تصريحات بعض الإسلاميين عن إراقة الدماء والتهديد وإشعال ثورة إسلامية لو سقط الرئيس؟ - نعم.. ولن نختلف لأن أي اعتداء علي الشرعية هو اعتداء صارخ بغض النظر عن كيفية نزول التيار الإسلامي الي الشارع مع أنه جزء من الشعب المصري الذي سيرفض الاعتداء علي الشرعية خاصة أنه يسعي للاستقرار ولكن الاعتداء سيشعل النار في الشعب وفي أي تيارات مدنية وستحدث مهازل ونفتح علي أنفسنا باب جهنم. المتظاهرون ضد الإخوان المسلمين مجرمون وبلطجية في نظرك أم ثوار ولهم مطالب؟ - لا بالطبع ليس كل من يثور أو يعارض سياسة الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين مجرمين أو بلطجية بل كل من يستخدم العنف وسيلة للتعبير عن رأيه بلطجي أو من يعتدي علي المؤسسات الحكومية أو يقتل أو يصيب المتظاهرين بالسلاح الأبيض أو الخرطوش، والتظاهرات الأخيرة جزء منها للبلطجة وليس كلها بلطجة. يوجد اتهام الي حزب البناء والتنمية بالتقرب الي الإخوان المسلمين طمعا في الحصول علي دور حزب النور؟ - أنا أختلف مع هذا الطرح وهذه الرؤية لأن حزب البناء والتنمية لا يسعي للحصول علي دور أو لإقصاء أحد علي حساب أحد أو للانضمام الي فريق سياسي لضرب فريق آخر، وكل مواقف الحزب تؤيد المصلحة الوطنية بشهادة د. السيد البدوي شحاتة لي شخصيا من أن حزب البناء والتنمية من أعظم الأحزاب التي قدمت مصلحة الوطن علي مصلحتها الحزبية، ومصر أكبر من الأحزاب والجماعات والشخصيات وتستحق أن نعطي لها دون أن ننتظر المقابل، ولهذا لا نقوم بدور حزب النور ولا نسعي لهذا بل نحترم حزب النور بقاداته مثلما نحترم باقي الأحزاب السياسية. ماذا تم في أزمة حزب النور بعد لقائكم مع الرئيس في هذا الشأن؟ - التقينا الرئيس وشرحنا مبادرة حزب البناء والتنمية للخروج من الأزمة وعرضنا الوساطة بين مؤسسة الرئاسة وحزب النور ورحب الرئيس دون أي تحفظات وكذلك الأخوة في حزب النور، وكان قد تم تحديد ميعاد ليلة الحوار الوطني الذي تم واعتذر لي د. يونس مخيون نظرا لتأخرنا في إجراء الحوار الوطني الي الساعة 11 مساء وأصابنا إرهاق كبير. ولماذا أنتم تحديدا يتم عرض بعض المستندات التي قيل إنها تتعلق بمشكلة د.، خالد علم الدين مستشار الرئيس لشئون البيئة؟ - نحن لم نصرح الي الآن بأننا أطلعنا علي مستندات أم لم نطلع وقلنا لا إثبات التصريح أو نفيه سيؤديان الي مصلحة بل فضلنا عدم التصريح بأي شيء خاصة أننا نبحث عن وساطة تؤتي ثمارها لرأب الصدع بين مؤسسة الرئاسة وبين حزب النور. لكن نادر بكار أعلن اعتراضه علي إطلاعكم علي مستندات؟ - أعتبرها من التصريحات غير المسئولة بل وجزءا من المشكلة لأننا نري أن مؤسسة الرئاسة وحزب النور قد أخطآ في التعاطي مع بداية المشكلة لأن تصريحات الرئاسة في البداية كانت خطأ وأيضا حزب النور ولو تم الأمر وحدث ضبط للنفس بين الطرفين لم تكن هناك مشكلة. هل تري أن هناك تهميشا وإقصاء من الإخوان لمعارضيهم؟ - نعم وتقدمنا أكثر من مرة الي مؤسسة الرئاسة وطالبت الرئيس بزيادة مساحة مشاركة الشباب في الحوار الوطني وتوظيف الشباب في الوظائف التنفيذية المختلفة حتي يشعروا بأنهم يشاركون في مستقبل الأمة ويلمسوا أن مصر تغيرت بعد 25 يناير عن قبلها والرئيس وعدني بالنظر في هذا الأمر بشيء من الجدية وننتظر أن يوجد تغيير في سياسة توظيف البعض لأنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وإقصاء الآخر لأنهم ينتمون لتيارات أخري، وللأسف ظهرت نتيجة هذا الخلل علي الساحة. الي أي مدي يتطابق مفهوم الإمارة الإسلامية مع مفهوم الخلافة عند جماعة الإخوان؟ - فكرة الإمارة الإسلامية يفهمها البعض فهما خاطئا ليس شرطا أن تكون إمارة وممكن أن تكون دولة إسلامية بعيدة عن الثيوقراطية ونظرة الحكم بالحق الإلهي فهذا مرفوض وعندما نقول إن مصر لها مرجعية إسلامية فما نقصده أنها تقوم علي مبدأ الشوري وعدم الظلم وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب والمعارضة البناءة وتستفيد من الغير وتقف علي مسافة واحدة بين الجميع سواء من الأقليات أو من الأغلبية ولكن أعداء المشروع الإسلامي لا يقولون إنهم يحاربون الإسلام بل يقولون إنهم يحاربون الإخوان المسلمين أو الدولة الدينية. هذا يعني أن معارضة الإخوان المسلمين هي معارضة للإسلام؟ - لا.. ولكن البعض يقول إن الإخوان المسلمين يقومون ببناء دولة دينية والإسلام ليس فيه ما يسمي بهذه الدولة ولكن الإخوان يصيبون ويخطئون. بل يقول المعارضون إنهم يسعون لأخونة الدولة؟ - نعم نحن نري أن جماعة الإخوان المسلمين يسعون الي أخونة الدولة وعليهم أن يعتمدوا علي الكفاءات وليس علي الإخوان المسلمين الذين يثقون فيهم ومصر في هذه المرحلة تحتاج الي الكفاءات أكثر من أهل الثقة. وما آليات جماعة الإخوان في أخونة الدولة؟ - إذا سنحت الفرصة لتعيين أحد الشخصيات في المناصب العامة فيتم الحصول علي الوظيفة لمن ينتمي الي الإخوان المسلمين. كيف تري حكم الإخوان المسلمين بعد 25 يناير؟ - البرلمان الذي تم حله وكان بأغلبية للإخوان المسلمين كان برلمانا عظيما قدم تشريعات عظيمة جدا ولكن تم حله.. وبعد وصول الرئيس الي السلطة بدأ ببعض الإيجابيات لكن للأسف الشديد كان هناك خلل من مؤسسة الرئاسة والمستشارين حال دون توجيه الرئيس التوجيه الصحيح إضافة الي خلل من جماعة الإخوان المسلمين في عدم نجاحها باحتواء الأزمات التي تطرأ علي الساحة وبالتالي تفاقمت الأزمات ويوجد علامة استفهام من عدم احتواء واستيعاب الساحة من قبل الإخوان المسلمين. القرار دائما في جعبة الرئيس؟ - هذا ليس تبريرا للرئيس ولكن خطأ مؤسسة الرئاسة بألا تتوقع مثل هذه الأمور، وألا يكون لديها الحلول المسبقة لحسم هذه القضايا وخطأ المستشارين الذين ساهموا في إصدار قرارات معينة ليوقع عليها الرئيس وهي تتعارض مع الواقع ومصالح الناس. ماذا عن الرايات السوداء وصور أسامة بن لادن التي ترفع في المليونيات الخاصة بالتيار الإسلامي؟ - نحن لا نمنع أحدا من حضور مليونيات التيار الإسلامي لكننا نكون حريصين علي ألا يتدخل أحد ويندس داخل هذا التيار لأن هذه الأعداد الكبيرة لا تمثل التيار الإسلامي فقط بل يوجد فئات كثيرة وشرائح مختلفة، ويوجد جزء من شرائح التيار الإسلامي لهم انتماءات سياسية معينة سواء تؤيد بن لادن أم لا، ويوجد فارق بين التعاطف مع بن لادن حيث جاهد في سبيل الله ضد أمريكا التي اعتدت علي البلاد المسلمة وبين تبني العنف، وطالما يتظاهر هؤلاء سلميا وبعيدا عن العنف فالتظاهر حق للجميع وإذا استخدموا العنف سننكر هذا عليهم. أين تقف الجماعة الإسلامية من فتاوي التكفير والقتل التي تتردد في الآونة الأخيرة؟ - بالطبع هذه فتاوي مرفوضة وحزب البناء والتنمية حزب وسطي يفهم الإسلام بشموله كما فهمه علماء الأئمة الثقات الذين يتبعون النبي صلي الله عليه وسلم وبالتالي لا إفراط ولا تفريط ولا تكفير أو تفسيق لأحد ولا إفتاء بقتل أحد، ومع هذا أري أنه تم تضخيم مقولات البعض بالتكفير أو التفسيق نظرا ل«فوبيا الإسلام» الموجودة لدي الكثير من طوائف الشعب المصري وألزم من يجلسون في المكاتب المكيفة ولا يستمعون منا فوقعوا تحت تأثير دعايات النظام السابق ضد التيار الإسلامي بسبب ما يقدمه الإعلام. هذا الإعلام الذي تهاجمونه ساند التيار الإسلامي ضد نظام مبارك وفضح ممارساته فلماذا تهاجمون الإعلام الآن؟ - نحن لا نهاجم الإعلام بل نهاجم المتحولين من الإعلاميين وانقلبنا عليهم وهم معلومون فتحولوا من دعم مبارك ومعاداة الثورة والتسجيلات موجودة ومثبتة الي بوق ينادي للثورة، ثم تحولوا الي العداء ضد الإسلام بدون مبرر، وقد رأينا إبراهيم عيسي يسخر من بعض الأحكام الشرعية وهذا لا يرضاه شرع أو دين وهذا مما يفتح باب التكفير. وماذا عن الإعلام في الفضائيات الدينية والذي نجده مليئا بالألفاظ التكفيرية ونبرات التعالي والحط من شأن الآخر؟ - نعم هذا موجود للأسف الشديد ولكن الناس دائما ينظرون الي رد الفعل وليس الي ابتداء الفعل لأن بعض وسائل الإعلام بدأت العداء والردود العنيفة، وكان هناك رد فعل من إعلام التيار الإسلامي ولكن رد الفعل لا يقاس علي الفعل وإن كنا ندعو الجميع الي ضبط النفس. ما رؤيتكم لمؤسسة الأزهر؟ - الأزهر مؤسسة عريقة ولها تاريخ عظيم في خدمة الإسلام والمسلمين وغير المسلمين وننتظر منها الكثير للمساهمة في خروج مصر من أزمتها. هل تقبلون أن يكون الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة في مصر؟ - نعم نقبل هذا الأمر. الي أي مدي نجح الرئيس مرسي في الاصطفاف الوطني الذي دعا إليه؟ - الرئيس نجح في الاصطفاف الوطني وإن لم يكن النجاح المأمول وهذا هو اصطفاف منقوص لأنه يوجد جزء لم يتحقق، ونتمني أن يتم هذا الأمر فيما بعد بأن يعيد الإخوان المسلمين و جهات النظر في بعض الأمور علي الساحة. وماذا عن بطء الإيقاع الرئاسي؟ - هذا البطء سببه ضعف الهيئة الاستشارية حول الرئيس لعدم قراءتها الواقع وبالتالي يصدر القرار ثم يتراجع عنه ولا يصر علي الخطأ مما يؤدي الي نوع من التردد في الأداء إضافة الي محاولة رموز المعارضة لإرباك مؤسسة الرئاسة. كل من تحالف مع الإخوان عاني من عدم استمرارهم في التحالف الي أي مدي تثقون في الإخوان المسلمين؟ - نحن لم نتحالف مع الإخوان المسلمين، فبعد التحالف الديمقراطي ثم انسحبنا منه ولم يحدث أي تحالف بعد ذلك، ويمكن أن ننسق معهم ولكن لا أظن أنه سيوجد تحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، ومسألة الثقة في السياسة قد نثق في أوقات محددة وأوقات أخري لا نثق فيهم، وهذا يخضع للواقع ونوعية العمل الذي نتطرق إليه.
بطاقة شخصية مواليد أكتوبر 1960 ليسانس آثار وترجمة جامعة القاهرة 1982 ليسانس دار العلوم جامعة المنيا 1988 ليسانس حقوق 2008 أستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين سابقا خبير تعليمي وتربوي بوزارة التربية والتعليم رئيس حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية اعتقل عام 1982 علي خلفية قضية الانتماء للجماعة الإسلامية حتي 1983 ومن 1988 حتي 1989 ومن 1989 حتي 1990 ومن 1994 حتي 2006.