حذرت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاص المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع زينب هاوا بانجورا، من خطورة استمرار تدهور الظروف الإنسانية والاجتماعية والأمنية على النساء والفئات الضعيفة في جنوب السودان. وقالت بانجورا في مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة أمس الاثنين: "إن النساء يواجهن ظروفا إنسانية واجتماعية متدنية للغاية في جنوب السودان"، مشيرة إلى أن القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة متورطان في العديد من جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي خلال الصراع المسلح الذي اندلع في البلاد منذ منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي- على حد قولها. وأعربت ممثلة الأمين العام الخاص المعنية بالعنف الجنسي عن اعتقادها بأن جرائم اغتصاب النساء في مناطق الصراع المسلح،هي "جرائم ممنهجة ولا تتم إلا من خلال أوامر عليا، تصدرها قيادات الجماعات المتصارعة"، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضافت قائلة: "ولذلك فإنني أعتقد أنه يمكن وقف مثل تلك الجرائم، وذلك عن طريق قيام قيادات الجماعات المسلحة في أي منطقة صراع، بإصدار أوامر واضحة لأفرادها بالتوقف عن استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي كأداة حرب. ويتعين علي هؤلاء القادة أن يدركوا بأنه ستتم معاقبتهم ومحاسبتهم على وقوع مثل الجرائم". وتطرقت زينب هاوا بانجورا إلى زيارتها التي قامت بها إلى جنوب السودان، في الفترة من 6 إلى 11 أكتوبر الجاري، مشيرة إلى أنها التقت رئيس جنوب السودان سلفاكير وعددا من أعضاء حكومته، كما التقت أيضا خلال الزيارة نائبه الأسبق ريك مشار. وأضافت قائلة "لقد شعرت من خلال لقائي بنائب السودان الأسبق ريك مشار، أنه على اطلاع واسع بكل ما يحدث في البلاد، وأن لديه خططا وأهداف واضحة، وبتوقيات محددة". وقالت للصحفيين في نيويورك "هناك جرائم عنف جنسي واغتصاب ارتكبها طرفا الصراع في جنوب السودان. وأعتقد أنه يمكن إحالة المتورطين والمسئولين عن استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب، إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأن هناك قادة دول يحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهم من بينها إصدار أوامر بارتكاب جرائم اغتصاب وعنف جنسي ضد النساء والفئات الضعيفة في مجتمعاتهم". وشددت ممثلة الأمين العام المعنية بالعنف الجنسي على أهمية عنصر الوقت في الإبلاغ عن وقوع جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي، وقالت: "إنه من الضروري بالنسبة للضحايا من النساء أن يقمن بالإبلاغ عن تعرضهن لتلك الجرائم في خلال 3 أيام من وقوع الجريمة، وذلك حتي يمكن جمع الأدلة الضرورية للتحقق من وقوع الجريمة، وتقديم العلاج الطبي والنفسي اللازم للضحايا". وتطرقت المسئولة الأممية في مؤتمرها الصحفي إلى الظروف الأمنية والاقتصادية والإنسانية المتدهورة التي تمر بها النساء في جنوب السودان حاليا، وقالت إنها شاهدت خلال زيارتها لمدينة بانتيو الواقعة في شمال البلاد، ظروفا لا يمكن تخيلها، مشيرة إلى التدهور الحاد في الأحوال المعيشية والأمنية للنساء والفئات المهمشة واللاجئين في بانتيو وبقية أرجاء جنوب السودان.