لم تعد الدبلوماسية العربية تتعدى حدود الشجب والتنديد والنحيب والاستهجان وإبداء القلق , واصبح هيكل "جامعة الدول العربية" هيكلاً صداً لا يحمل اى مضمون حقيقى لادارة الازمات , لا يقوى على مواجهة اى من التحديات الجديدة "او القديمة"التى تواجه المنطقة باسرها حالياً واضحت اروقته مكاناً مناسباً لاظهار الوجاهةالاجتماعية لبعض الدول التى يكوندافعها الاكبراراحة ضمير قادتها تجاه ما يحدث من انتكاسات عربية من جهة, وتهدئة الراى العام فى دولهم من جهة اخرى . ومن ينظر لحالة الجامعة الان لن يستغرق الكثير من الوقت ليعى انه ينظر للتكتل الاكثر فشلاً فى العصر الحديث والذى اخفق فى ادارة اى ازمة او معالجة اى قضية منذنشأتهوحتى الان , ولو تمعنت فى النظر اكثر ستدرك ان الجامعة العربية تدار الان بثقافة "المصالح الضيقة" من قبل بعض البلدان التى تمتلك من الثروة او القوة ما يجعلها "المتحكم والسيد"فى القرارلتوجه بعض الدول الاكثر فقراً "داخل الجامعة" لخدمة مصالحها ,ومع استمرار الهجمات التى تريد ان تنال من بعض دولنا العربية , تخاذلت الدول "ذات المصالح"فى تحريك الامرنحو التصعيد دفاعاًعن الدول الاضعف نسبياً خوفاً من غضب بعض "شركاء الخارج" تارة وتصفية لحسابات عالقة بينهموبين "دولالمأزق" تارة اخرى. واذا كانت نجاحات اى تكتل عالمى او اقليميى تقاس بمدى التقدم اوالرفاهية اوالثقافة الرفيعة التى يصل اليها شعوب التكتل اجمع مثلدول "الاتحاد الاوروبى" وذلك على الرغم من الخلافات القديمة بينهم وتعدد الثقافات واللغات,نجد فى الناحية الاخرى واقعاً عربياً اليماً , وقفت الجامعة صامتة متخاذلة واكتفت بدور المشاهد على انفصال الجنوب السودانى واشتعال الحرب الاهلية السورية ودعوات الانفصال فى اليمن والعراق وانهيار الصومال وتقسيمه لمناطق حكم ذاتى واضطرابات ليبيا ومصرولبنان والبحريين وتونس و الصراع بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء الغربية واستمرارها لعقود بدون طرح حلول نهائية لها هذا بالاضافة الى انحدار المستوى المعيشى والفكرى والثقافى والاجتماعى والاقتصادى والاخلاقى العربى وتضارب القرارات العربية مع بعضها البعض هذا بالاضافة الى تخليهم عن اهم قضاياهم "القضية الفلسطينية "ويضاف اليهم سؤ اليات العمل ونظام التصويت "البالى" داخل المجلس والموضوعات المطروحة فى جلساتهاالمتعددة والتى تعتبر دون الحدثاو المستوى مما يدفعنا لأننتسائل : ما الجدوى من استمرار الجامعة ؟؟!!! وفى ظل المزايدات والمهاترات والتحزب داخل الجامعة العربية اتسائل دائما , الى متى سيظل القائمون على الشأنالعربى غافلون عن تجديد خطابها والعمل على جعلها قدر المسؤولية تجاه ما يجد من احداث ؟؟ ,فالمواطن العربى لا يهتم بان تتواجد جامعة عربية تمثله"صورياً" بقدر ما يهمه ان يعود مجده القديم الذى سلبه المستعمريين والمغتصبين ويرى فى الجامعة العربية بتراخيها عائقاً لاستعادته, ولم تعد تجدى معه لا المسكنات ولا الشجب المتكرر مما يدفع المواطن العربى دفعاً لان يطالب حكامه بخياريين لمستقبله مع جامعة الدول العربية لا ثالث لهما " فعلوها او اغلقوها".