وماذا عن الذين فاتهم الميري ؟! طه خليفة تحدثت أمس عن علاوة ال 30% التي قررها الرئيس مبارك في عيد العمال، والذين سيستفيدون من هذه العلاوة هم العاملون بقطاع الأعمال العام وموظفو الحكومة وأصحاب المعاشات. أما العاملون في القطاع الخاص فإن أمرهم موكول إلي أصحاب الأعمال.. هل يتعطفون عليهم ويعطونهم علاوة أم لا؟. وأنا قلت علاوة ولم أقل علاوة ال 30%. لأن القطاع الخاص ليس بالضرورة أن يمنح العاملين لديه ما تمنحه الدولة للعاملين لديها، حيث يمكن أن تقرر إحدي الشركات الخاصة علاوة 5% وأخري تجعلها 10% وهكذا. وقد لا تعطي بعض الشركات أي علاوات للعاملين لديها بحجة أنها لا تحقق أي أرباح. وقد فهمت من قيادة عمالية أن مثل هذه الشركات يجب أن تتقدم للجهات المسؤولة بالأوراق التي تثبت أنها لا تحقق أرباحاً حتي يتم إعفاؤها من إعطاء علاوة. للعلم ليس صعباً علي أي شركة أن تفبرك أوراقاً للتدليل علي أنها خارج الربحية ليتم إعفاؤها من تحسين مستوي عمالها وليضرب هؤلاء العاملون رؤوسهم في الحائط. وقوانين العمل الجديدة لا تحصن العمال تحصيناً كاملاً من العسف والفصل والاضطهاد والطرد والتشريد من جانب أرباب العمل وأصحاب الشركات. ووزارة العمل ليس أمامها إلا التفاوض مع القطاع الخاص لتجعل قلبه حنوناً علي العمال لإعطائهم منحة مثل العاملين بالدولة. لكن المشكلة الكبري هنا فيمن لن يحصلوا علي أي منح أو زيادات أو علاوات لا في عيد العمال ولا في غيره.. فماذا يفعل هؤلاء؟. هل يموتون جوعاً أو يتسولون أو يسرقون؟.. هذه الفئات هي العمالة المؤقتة سواء في الحكومة أو القطاع الخاص، والمهنيون ومن لا يعملون لدي أي جهة حكومية أو خاصة، والخريجون العاطلون عن العمل وغير المتعلمين العاطلون أيضا. هؤلاء من يمكن وصفهم بأنهم فاتهم الميري كما فاتهم أن يتمرغوا في تراب الميري حسب المثل الذي يقول إن فاتك الميري أتمرغ في ترابه . وقد تعارف المصريون علي ان الميري هو الوظيفة الحكومية التي تضمن الدخل الثابت. فمن يمد يد العون إلي هؤلاء الذين خرجوا من تحت رحمة الميري الحكومي او الخاص، ومن يساعد في تحسين دخولهم لمواجهة الغلاء الفاحش ونار الأسعار التي لا ترحم خاصة من لديهم أسر وأطفال ومسؤوليات يومية تستلزم نفقات ومصاريف. إذا كانت الحكومة قد ساعدت موظفيها بال 30%، وإذا كان القطاع الخاص سيتعطف ويعطي العاملين لديه منحة أياً كانت نسبتها أو قيمتها.. فمن لهؤلاء الذين يسقطون من حسابات الدولة والقطاع الخاص؟. بالطبع هناك مسؤولية اجتماعية أساسية للدولة تجاههم فهم أبناؤها وهم من رعاياها وهم من يتذمرون من سوء أوضاعهم وهم من يعتبرون أيضاً قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة. هم جزء من المجتمع الذي يجب العمل علي توفير كل عناصر الاستقرار والامان والهدوء والعيش الكريم لجميع أفراده سواء من يعمل أو من لا يعمل لانه لا يجد العمل وليس لأنه كسول. عن صحيفة الراية القطرية 4/5/2008