فى يوم سألنى تلميذى: يا أستاذ إحنا ليه بنيجى المدرسة؟؟؟ سؤال بالطبع سهل ولا يحتاج منى إلا بعض الكلمات التى تقال فى مثل هذا الموقف والتى قيلت لى كثيرا أيام طفولتى ولكنى ولبعض الوقت سكت وأخذت أفكر هل إجابتى ستكون مرضية للتلميذ؟؟ هل سيتفهم إجابتى؟؟ هل سيقتنع بها؟؟ أظن أن الرد على تساؤلاتى (لا).. لن يقتنع بما اقتنعت به منذ زمن.. لقد أخبرنى أهلى أن ذهابى للمدرسة هو بداية الطريق الصح..!! ولا أنسى دعاء أمى لى : روح يا ولدى ربنا يكرمك ويديك كل إللى بتتمناه.. ما الذى أتمناه؟؟ وهل المدرسة هى بداية هذا الطريق؟؟ أم أنها لم تعد كذلك؟؟ بالأمس قابلت مصطفى زميلى من أيام الدراسة الأولى.. ولم أكن قد قابلته منذ فترة كبيرة.. وحكى لى عن حياته وعن زوجته وعن طفله الذى يبلغ العامين وعن مشروعه الذى أصبح كبيرا ومتسعا وعن.. وعن .......... !!!! مصطفى أكمل تعليمه حتى الدبلوم وبدأ فى تكوين نفسه فى الوقت الذى بدأت أنا فى دخول الجامعة وأكملت طريقى المعتاد لأى خريج بداية من الانتظار والجرى وراء المسابقات إلى التعيين والحمد لله.. الحصول على مرتب أو يقال إنه مرتب ميرى...!! نعم ميرى.. !! والمثل بيقول إن فاتك الميرى اتمغر فى ترابه. وانا تمرغت فى التراب لغاية ما تعبت من الكحة والعطس..!! أنا مدرس من أربع سنين ولسه ما عملتش أى حاجة تدل على أنى موظف غير أنى أصحى الصبح بدرى ألبس وأروح الشغل وبعد الضهر جاى تعبان وحران من الشغل وهكذا يوميا...!! والحكايه أننى منذ نعومة أظافرى وأنا باسمع هذه المقولة المأثورة عن أبى وأمى وجدى وكل من عاصروا زمن الجنية الجبس أيام ما كان الجبس بخيره مش مغشوش ببودرة العفريت زى دلوقتى.. وهى "إن فاتك الميرى.. أتمرمغ فى ترابه. حيث تنبض كل كلمه بل وكل حرف من هذه المقولة بحتمية الوظيفة الحكومية والعمل فى القطاع العام والمصالح الحكومية، وذلك لما لها من مزايا لا تعد ولا تحصى .. وهى الاحتماء فى كنف الحكومة.. ومش هتلاقى حد يخاف عليك زى الحكومة.. غير أن عمر ما حد هيحركك من مكانك .. كل أول شهر هتلاقى مرتبك فى جيبك.. صندوق العاملين ومزاياه من مصايف وعلاج صحى وإجازات حكومية وغير حكومية.. العلاوات والمنح والمعونات والمكآفات.. مواعيد العمل الثابتة.. وفوق ده كله المعاش فى نهاية المطاف.. ده غير اللوكشة الكبيرة إلى هتاخدها وأنت خارج معاش علشان تشتريلك تاكسى ولا تأجر لك كشك تقف فيه بعد المعاش. وابعد عن القطاع الخاص إللى بيمص دمك وإللى فى يوم وليلة ممكن يرميك فى الشارع.. وبينهب الحقوق. من واقع تجربتى القصيرة أقدر أقولكوا إن كل ده كلاااااااااام فارغ ، الحقيقة بقى هى إن ما فاتكش الميرى هتتمرمغ فى طينه وزفته وهبابه.. قطاع عاام يعنى فساد وظلم بين ما بعده فساد.. قطاع عام يعنى وأنا مالى ما تخرب ولا حتى تولع، قطاع عام يعنى أشتغل على قد فلوسهم وهو أنا باخد منهم إيه..؟؟ قطاع عام يعنى مصمصة شفايف وطرقعة صوابع من الصفوة والأظرف أم أساتيك تدخل مكاتبهم كل شهر ، وموظفين شقيانين ليل ونهار ويترميلهم فتافيت وملاليم آخر كل شهر. قطاع عام يعنى أساسى مرتب 140 جنيه، ويوم ما ناخد مكافأة تتسمى معونة ومنحة زى ما نكون شحاتين وكل التجار والبياعين يبصولنا فيها..!! قطاع عام يعنى مدير دماغه ما تفرقش كتير عن أى جاهل من جهل وبيروقراطية وتعسف أعمى وغبى........ قطاع عام يعنى واحد مش بيفهم أى حاجة فى شغلك ولا عارف أنت بتعمل إيه أصلا وفى يوم وليلة تلاقيه مديرك و موجهك. قطاع عام يعنى مجلس إدارة كلها فوق سن الستين ومن أصحاب مدارس فكر التعلب فات فات .. يعنى لا فكر ولا روح ولا دم جديد.. قطاع عام يعنى شيخوخة فى الفكر وفى الإدارة وفى التخطيط. قطاع عام يعنى علاوة سنوية 4 جنيهات للمعينين أقل من 5 سنين و10 جنيهات للمعينين أكتر من 5 سنين و15 جنيها للمعينين أكتر من 10 سنوات يعنى أشتغل 15 سنة وأفرق عن إللى متعين حديث ب10جنيهات بس.. متخيليييييين...؟؟؟؟؟؟؟؟!!!! وإلى بيقول إن القطاع العام استقرار ده كلام أكتر حتى من فارغ.. لأن أصلا مافيش تعيين حكومى ولا بعد 10 سنين.. وممكن تترمى فى يوم وليلة فى الشارع برضه.. وذلك لأن أغلب إن لم يكن كل المصالح الحكومية الآن بتعمل بنظام العقود السنوية. يبقى إن فاتك الميرى، اكسر وراه زييييييييير وما تزعلش أنت أكيد الكسبان. كتير هيسألونى وإيه هو البديل.. البديل هى صحتك وعمرك إللى هتشتريه بدل ما يدفن 40 سنة فى مكاتب ودفاتر الحكومة وهترخج منه عندك سكر وقلب وضغط وروماتيزم وروماتويد وتصلب شرايين وانسداد فى شرايين القلب وووووو ... والأعمار بيد الله