هي كما لو كانت بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا.. اجتمع أعضاؤها رجالا ونساء على قلب رجل واحد، لم يفكر أي فرد من أفرادها أن يبغضها، ولم يتخل أحدًا عن منصبه في سبيل خدمتها والحفاظ على كيانها، وربما كان ذلك هو سر قوتها على مدى 80 عامًا في قانون السمع والطاعة، فقد عاشوا جميعا تحت سقف كلمة واحدة ورأي واحد، وانتهجوا مبدأً وفكر واحد هو "فكر جماعة الإخوان". لكن عندما يرتبط الأمر بالسلطة وجنونها، تجري الأمور غالبا على غير نصابها وتصبح على غير سجيتها المعهودة، فسرعان ما سادت الاضطرابات داخل الجماعة وذلك لرفضها الزج بمرشح لها في انتخابات رئاسة الجمهورية لعام 2012. وشهدت الجماعة بعد ثورة 25 يناير أكبر حالات الفصل والاستقالات لأعضائها، نتيجة الخلاف بين التيارين القطبي والإصلاحي في الرؤى والأفكار، على إثرها انتصر التيار القطبي على التيار الإصلاحي الذي كان يمثله الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والذي أعلن استقالته بعد 25 عاما من العمل تحت كنفها. من هو عبد المنعم أبو الفتوح ؟ هو عبد المنعم أبو الفتوح عبد الهادي وشهرته عبد المنعم أبو الفتوح، ولدفي حي الملك الصالح بمصر القديمة في 15 أكتوبر 1951لأسرة جاءت إلى القاهرة من قرية قصر بغداد بكفر الزيات بمحافظة الغربية ولكن أصولها تنتمي إلى محافظة المنوفية، وكان ترتيبه الثالث بين ستة إخوة كلهم ذكور. أبو الفتوح في المنطقة الرمادية بعد انشقاقه عن الإخوان انتخابات الرئاسة المصرية 2012 عقب ثورة يناير أعلن الدكتور أبو الفتوح ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، وتحديد في 10 مايو 2011، وقوبل القرار بالترحيب من بعض القوى السياسية؛ إلا أنه لاقى اعتراضا من قبل مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين لإعلانهم مسبقا عدم تقديم أي مرشح لانتخابات الرئاسة القادمة، وفي 29 مارس 2012 قدم عبد المنعم أبو الفتوح أوراق ترشحه رسميا إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وأعلن المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة أن أبو الفتوح تخطى عدد التوكيلات المستوفاة للشروط وهي 30 ألف توكيل. نجح أبو الفتوح في تشكيل ائتلاف متنوع التوجهات لدعمه فأيده مجموعة من الشخصيات الشبابية الثورية مثل وائل غنيم وبلال فضل، كما حاز أيضا على تأييد العناصر الأكثر محافظة مثل حزب النور والدعوة السلفية، وانضم كذلك حزب الوسط وحزب البناء والتنمية الذراع السياسي لجماعة الإسلامية لمجموعة مؤيديه، وأيده كذلك عدد من الفنانين مثل آثار الحكيم و حمزة نمرة وحنان ترك ومحمد صبحي. جمهورية الخوف يرى أبو الفتوح أن الإخوان قد فشلوا في اختيار الكفاءات وذلك لأنهم استعانوا برجالهم في وقت غير مناسب، ويرى أن البلد ليست في ديمقراطية مستقرة لكي يأتي حزب الغالبية برجاله إلى المناصب، وإنما هي في مرحلة تأسيس تحتاج إلى الكفاءات من كل القوى، مشيرا إلى أنه من الصعب القضاء على جماعة الإخوان التي قال أنها نجت من حملات قمع على مدى عقود. ودعا أبو الفتوح جماعة الإخوان والجيش إلى التوصل لحلول وسط من خلال الحوار لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقال إن جماعة الإخوان المسلمين تقول إن عدد أعضائها مليون عضو. وأضاف "لو كل واحد من (هؤلاء) معه خمسة أو عشرة متعاطفين ماذا نفعل بهم؟ هل نبيدهم مثلا؟". وقد أعلن أبو الفتوح عن موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2014 قائلا أنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات رئاسية في ظل وجود 21 ألف ناشط سياسي معتقل، وغلق القنوات الفضائية المعارضة و قمع الحريات، منوها إلى أنه مع غالبية الشعب يعيشون في جمهورية الخوف الآن. افرأ فى هذا الملف * خوارج الإخوان وتحولاتهم الفكرية .. ثروت الخرباوي نموذجاً * سيد سابق «المفتي الأول للجماعة »..أعجب به البنا وجمد عضويته الهضيبي.. وخلّده علمه * عبد الرحمن السندي المؤسس الحقيقي ل«النظام الخاص» * «إبراهيم الزعفراني».. أكثر من 45 عاما داخل الجماعة * المليجي.. لفظته الجماعة بعد أن كشف «فضائحها» * «الشرنوبي».. الإعلامي الناقم على الجماعة * "حبيب "نائب المرشد " المستقيل" والسبب تولي القطبيين رئاسة " الإرشاد" * "الهلباوي"الرجل الذي وصف السيسي ب" الزعيم الملهم" وأنكرت الجماعة انتماءه لها * خالد الزعفراني.. صاحب شعار «الإسلام هو الحل» * مختار نوح ل " محيط "خرجت من الجماعة عندما طغي الفكر القطبي * «إسلام الكتاتني»: التفجيرات آخر كارت للجماعة والشعب لن يتصالح.. والقيادة الحالية «بائسة» "حازم قريطم" ل"محيط": أعادة ترميم "جماعة الاخوان" فكرة تجاوزها الزمان ** بداية الملف