أكثر من 22 قتيلا راحوا ضحية اشتباكات قبيلتي "الهلايل" و"الدابودية" إضافة إلى إحراق عدد من المنازل، نتيجة الخلافات التي قيل أن سببها بعض منتمين لجماعة الإخوان، ورجح آخرون أن الأحداث بدأت بسبب خلافات ثأرية قديمة تأججت وخلفت وراءها الضحايا. البداية.. معاكسة فتاة نوبية والحقيقة، أن البداية التي اتفق فيها الكثيرين وطبقا لشهود عيان، كانت أثناء خروج طلاب مدرسة الصنايع الثانوية الفنية بنظام الثلاث سنوات، بجوار مستشفى الصدر في فسحة المدرسة التي اعتاد الطلاب أن يقضوها خارج المدرسة من اجل شراء المأكولات والحلوى من أمام المدرسة. وأثناء مرور فتاة نوبية أمام المدرسة، عاكسها احد الطلاب المنتمين لقبيلة "بني هلال"، ما جعل احد الطلاب النوبيين يعترض على ذلك، ونشب على أثره مشاجرة بين الطالبين، وتقاذفا الطوب والحجارة، وأصيب الطالب "الهلالي" بجرح بسيط في رأسه إلى أن انتهت الفسحة ودخل كل منهما المدرسة. في المساء.. تكسير المدرسة وكل محتوياتها في مساء ذلك اليوم وبعد صلاة العشاء قام الطالب الهلالي باصطحاب مجموعة من أقاربه وقاموا بالهجوم على المدرسة، وتكسير الفصل المتواجد به الطالب النوبي وحجرة المدير والمدرسين والأبواب والمقاعد والشبابيك وغيره انتقاما لنفسه، مما تعرض له من ضرب وإصابة. قبل المذبحة بيوم في صباح اليوم الثاني جاء الطلاب إلى المدرسة ووجدوا الفصول والمقاعد تم تكسيرها، واعترض الطلاب على ما حدث ورفضوا الدخول إلى المدرسة وانطلقوا في الشارع للتعبير عن رفضهم واتجهوا إلى نهاية شارع المدرسة المطل على منطقة "خور عواضة" والتي يقطنها قبيلة بني هلال، مما أدى إلى الاشتباك بينهما مرة أخرى والتراشق بالحجارة بينهما واستمروا في عمليات كر وفر بينهما لأكثر من ساعتين. ثم وصلت قوات من الأمن إلى مكان الاشتباكات أمام كلية التربية، ولكنها سرعان ما تراجعت بسبب ضعف قوتها. وتطور الموقف إلى أن قام أبناء من قبيلة بني هلال بالوقوف أعلى المباني السكنية والقذف بكل ما عليها على مدرسة "الصنايع" سواء الكراسي أو الحجارة أو الرمال أو أطباق الدش الموجودة أعلى أسطح المباني. كما قاموا بالتسلق على أبواب كلية التربية المجاورة لمدرسة الصنايع، وإلقاء الحجارة والعبوات الزجاجية على المدرسة من خلالها، وحينما اعترض الأمن على ذلك قاموا بالاعتداء عليه. وتسبب ذلك في إثارة الرعب والخوف في قلوب الطلبة بالمدرسة، وبكليتي التربية والتربية النوعية المجاورة للأحداث وكذلك الأهالي القاطنين في هذه المنطقة. قنابل مسيلة لفض الاشتباك بعد حوالي ثلاث ساعات من الاشتباكات وصلت قوات الأمن قامت بدورها بإلقاء عدد من قنابل الغاز المسيل لفض الاشتباكات. وتجمع الطلاب المنتمين الى قبيلة "الدابودية" آخر شارع كلية التربية من الناحية الغربية، وقبيلة بني هلال من الناحية الشرقية منتظرين انصراف الأمن ليعاودوا الاشتباك مرة أخرى. وبعد غروب الشمس قام الطرفان بالانصراف إلى منازلهم ونفوسهم مليئة بالكيد لبعضهم البعض، وفى يوم الخميس هدأت الأمور بين الطرفين ولكن كل منهما يكيد للآخر. يوم المذبحة.. سقوط أول 3 قتلى بعد أداء صلاة الجمعة قام مجموعة من شباب قبيلة "الدابودية" بالتوجه إلى عائلة من بني هلال تدعى "ابو كلامبو" مشهورة بتجارة المخدرات في أسوان، وتقطن منطقة السيل الريفي، من اجل التشاجر معهم، ولكن قام أبناء هذه القبيلة بالتعامل معهم بالأسلحة النارية وقتل ثلاثة منهم، مما دفع الباقيين من قبيلة "الدابودية" إلى التراجع إلى منازلهم. اليوم التالي للمذبحة.. 19 قتيلا بعد أداء صلاة فجر السبت هجمت مجموعة كبيرة من قبيلة "الدابودية" على عدد من منازل "الهلايل" بمنطقة السيل الريفي، وإلقاء زجاج "المولوتوف" بداخلها من اجل حرقها وإخراج "الهلايل" منها. وبالفعل خرج سكان هذه المنازل أثناء اشتعالها، وهنا كانت الطامة الكبرى حيث كان ينتظرهم الموت الحتمي على أيدي قبيلة "الدابودية" الذين كانوا يقفون أمام أبواب منازلهم، وانهالوا عليهم بالضرب بالسكاكين والمطاوي على كل من يخرج من قبيلة "بني هلال" من النيران، ثم ذبحوهم من اجل التأكد من مفارقتهم للحياة تماما، وتولى آخرين منهم مهمة إلقاء المذبوحين على عربة كارو موجودة أمام منازل "الهلايل". وتوالت المذبحة حتى وصل عدد القتلى لما يقرب من 19 قتيلا منهم من كان مشلولا، وسيدات وأطفال ليس لهم أى ذنب سوى أنهم من قبيلة بني هلال. وبعد قتل 19 شخص من بني هلال لم يكتفي قبيلة الدابودية بذلك، بل قاموا بجر العربة الكارو، التي وضعوا عليها القتلى والدوران بها في الشوارع مرددين هتافات منها " أن ذلك مصير كل من يتعدى على أى من أبناء قبيلة الدابودية". «بنى هلال» ترفض العزاء رفضت قبيلة بني هلال اخذ العزاء في أبناءهم القتلى، مصرين على اخذ الثأر من قبيلة الدابودية. وتدخلت قوات الأمن والجيش بعد ذلك وفرضت كردونا امنيا على منطقة السيل الريفى وخورعواضة، التي وقعت فيها أحداث القتل، ومع تطور الاشتباكات اضطرت قوات الأمن إلى فرض حظر التجوال عليهم حتى صباح يوم الأحد، ولكن لم تعتني القبيلتين بالحظر أو بالأمن على الإطلاق، ولم تعطى لهم ادني اهتمام ولم يسيطر على عقولهم سوى الثأر لأبنائهم. «الأحد».. تجدد الاشتباكات وقتيل من «الدابودية» بعد ظهر أمس الأحد أطلق أحد أبناء قبيلة بني هلال الرصاص على ثلاث أفراد من أبناء "دابود" أثناء مرورهما بشارع كسر الحجر، مما أدى إلى مقتل احدهما وفر الآخران. وردا على ذلك الفعل توجه عدد من أبناء قبيلة "دابود" الى منطقة "الطابية"، ووجدوا أمامهم فردين من قبيلة "بنى هلال" بعربة توك توك، فقاموا بذبحهم علنا في الشارع، واحرقوا التوك التوك. «الاثنين».. حرق عربات حنطور الهلايل أحرق اليوم الاثنين عدد من قبيلة الدابودية عربات الحنطور المتواجدة على شارع الكورنيش الخاصة بأبناء قبيلة "الهلايل"، معلنين فرحتهم بأخذهم الثأر. دور الأمن في الاشتباكات على الرغم من كل يحدث من مذابح وحرائق في أسوان، إلا أن الأمن لم يحرك ساكنا، وكل ما يفعله هو أن قام بتأمين مقر مديرية الأمن بالمدرعات والقوات، وكذلك أقسام ومراكز الشرطة، حتى وصل بهم الأمر إلى رفض طلبات استغاثة الاهالي مما يحدث في الشوارع. شاهد عيان على تقاعس الأمن ذكر مصدر مسئول بمجلس محلى مدينة أسوان، بأنه عندما أشعلت قبيلة الدابودية النيران في عربات الحنطور على طريق الكورنيش، قاموا بالاتصال بشرطة المطافي من اجل إطفاء الحرائق، ولكن كانت الصاعقة في رد رجال المطافي قائلين " إذا أتينا من سيحمينا ويؤمنا منهم"، وقام المسئول بغلق التليفون بدون إبداء اى تعليق!. هدنة بعد فشل المسئولين كشف أحد القيادات النوبية عن انه بعد فشل محاولات المسئولين والقيادات المحلية والتنفيذية في وأد الفتنة بين القبيلتين والوصول إلى حل سلمى ورفض كلا الطرفين التصالح، استقر الأمر بينهما إلى اخذ هدنة لمدة ثلاثة أيام لتهدئة الأوضاع بينهما. وبعد أن كانت مدينة أسوان تعرف بأنها مدينة السياحة الأمن والأمان، تحولت إلى مدينة "دماء" لا تجد من يغيثها من طوفان الثأر.