جامعة القاهرة تكمل استعداداتها لبدء ماراثون امتحانات نهاية العام الجامعي لنحو 270 ألف طالب    رئيس النواب يفتتح أعمال الجلسة العامة    رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    مفاجأة في سعر الدولار رسميا الآن في البنوك    أسعار المكرونة اليوم الأحد 19-5-2024 في أسواق ومحال في محافظة المنيا    صعود سعر الفراخ البيضاء الآن.. أسعار الدواجن اليوم الأحد 19-5-2024 للمستهلك (تحديث)    وزير التعليم العالي يلتقي بوفد جامعة إكستر البريطانية لبحث وتعزيز التعاون المُشترك    «جولدمان ساكس» يتوقع خفض المركزي المصري أسعار الفائدة 150 نقطة أساس    الأحد 19 مايو 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت اليوم    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يجري فحوصات طبية في قصر السلام    شرطة الاحتلال الإسرائيلية تعتقل عددا من المتظاهرين المطالبين بعزل نتنياهو    الأمور تشتعل.. التفاصيل الكاملة للخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي    إعلام روسي: هجوم أوكراني ب6 طائرات مسيرة على مصفاة للنفط في سلافيانسك في إقليم كراسنودار    مفاجأة في تشكيل الزمالك المتوقع ضد نهضة بركان بإياب نهائي الكونفدرالية    وصول بعثة الأهلي إلى مطار القاهرة بعد مواجهة الترجي    بحضور وزير الشباب والرياضة.. تتويج نوران جوهر ودييجو الياس بلقب بطولة CIB العالم للإسكواش برعاية بالم هيلز    بالأسماء.. التصريح بدفن ضحايا حادث تصادم الدائري بالقليوبية    موعد عيد الأضحى 2024 وجدول الإجازات الرسمية في مصر    حملات على حائزي المخدرات تضبط 40 قضية في الشرقية وجنوب سيناء    اختل توازنها.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الثالث بأوسيم    النيابة تحيل عصابة سرقة إطارات السيارات في الحي الراقي للمحاكمة    لهذا السبب.. صابرين تتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    أخبار جيدة ل«الثور».. تعرف على حظك وبرجك اليوم 19 مايو 2024    بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    كشف تفاصيل صادمة في جريمة "طفل شبرا الخيمة": تورطه في تكليف سيدة بقتل ابنها وتنفيذ جرائم أخرى    كوريا الجنوبية تستضيف وفدا أمريكيا لبحث تقاسم تكاليف نشر القوات الأمريكية    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    مسيرات حاشدة في باريس لإحياء ذكرى النكبة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة    القناة الدولية الأهم التى تحمل القضية المصرية والعربية: أحمد الطاهرى: «القاهرة الإخبارية» صاحبة الرؤية الموضوعية فى ظل ما أفسده الإعلام العالمى    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    حديث أفضل الأعمال الصلاة على وقتها.. الإفتاء توضح المعنى المقصود منه    الدفع بمعدات لإزالة آثار حريق اندلع في 10 أكشاك بشبرا الخيمة    «الصحة» توجه عدة نصائح مهمة للمواطنين بشأن الموجة الحارة    دراسة طبية تكشف عن وجود مجموعة فرعية جديدة من متحورات كورونا    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    برنامج واحد من الناس يواجه أحمد ماهر بابنه لأول مرة على قناة الحياة غداً الإثنين    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    الخارجية الروسية: مستقبل العالم بأسرة تحدده زيارة بوتين للصين    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    محمد يوسف: محمد صلاح عالمي وينبغي أن يعامله حسام حسن بشكل خاص    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجدد القتال فى فتنة الجنوب.. ومخاوف من مذبحة جديدة
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 04 - 2014

فريق «الشروق» فى أسوان: حمادة بعزق وأحمد البردينى
اشتعلت فتنة أسوان مرة أخرى بعد تجدد الاشتباكات بين قبيلتى بنى هلال والدابودية النوبية، أمس، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، وسط مخاوف من تكرار المذبحة الأولى فيما طالب رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتقديم تقرير عاجل عن أسباب تجدد الاشتباكات.
وقال مدير مستشفى أسوان الجامعى الدكتور مصطفى حجازى، إن الاشتباكات التى تجددت ظهر أمس، أسفرت عن مقتل وإصابة 4 أشخاص بطلقات نارية، وإنه يجرى علاج المصابين، من دون أن يحدد مدى خطورة إصابتهم.
وانتهت نيابة أسوان برئاسة أحمد قناوى، أمس من معاينة جثث قتلى المذبحة التى وقعت، أمس الأول، تبين أن 4 جثث مصابة بطلقات نارية، و4 بحروق، و14 بحالات ذبح وطعن، فيما لم يتم العثور على الجثة رقم 23.
كما انتهى الطب الشرعى من تشريح 7 جثث فى مشرحة أسوان العمومية، أمس، ومن المنتظر أن يتم استكمال باقى الجثث اليوم، تمهيدا لإصدار قرار النيابة بدفن الجثث.
وأكد مصدر طبى مسئول أن هناك جثتان متفحمتان فى منطقة سوق القش بالقرب من مدخل منطقة خور عواضة شرق أسوان، ولم ينقلا حتى الآن بسبب عدم وجود قوات من الشرطة لتأمين عملية النقل.
وفى السياق ذاته، طلب رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، تقريرا عاجلا ومفصلا من وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، لمعرفة الأسباب التى أدت إلى عودة الاشتباكات بين الهلايلة والدابودية، أمس، بعد استقرار الأوضاع ليلة أمس الأول.
وكان رئيس الوزراء قد سافر أمس الأول بصحبة وزيرى الداخلية والتنمية المحلية إلى أسوان، واجتمع بكبار رجال القبيلتين، وتعهد بإنهاء الحالة الثأرية.
وقالت مصادر مسئولة ل«الشروق» إن رئيس الوزراء تلقى العديد من الاستغاثات من القيادات التنفيذية والشعبية بأسوان بتجدد الاشتباكات أمس، وأن التقارير المبدئية التى تلقاها تشير إلى انسحاب مفاجئ، للأمن من دون ترتيب مع رئيس الوزراء، بعد تطبيق قرار حظر التجول، الذى أدى إلى الهدوء خلال الليل، لكن الانسحاب المفاجئ للشرطة، فى ظل تخوف كل قبيلة من عدم السيطرة على شبابها، أدى لنشوب معركة جديدة.
وقالت المصادر إن كبار العقلاء فى القبيلتين وجهوا انتقادات حادة للحكومة بسبب مغادرة رئيس الوزراء ووزيرى الداخلية والتنمية المحلية لأسوان، دون وضع آليات مستمرة للسيطرة على الأوضاع.
أبناء «الدابودية» و«الهلايل» وجهًا لوجه
فى الصعيد تبدأ الفتنة والأحداث الكبار، بخلاف عادى لا يتوقع أحد أن يصل إلى مذبحة، إلا بعدما تسيل الدماء ويسقط القتلى والجرحى، وفى أسوان انفجر الوضع بطريقة مشابهة، خلاف بين شابين ينتهى بمذبحة بين قبيلتى بنى هلال والدابودية.. القبلية والعصبية فى أى مكان فى الصعيد، وعندما تشتعل فتنتها لا تفرق بين الأرض الطيبة والأرض غير الطيبة.
«الشروق» تسأل أبناء العائلتين عن المذبحة التى راح ضحيتها 23 قتيلا وأصيب 32 آخرون.
فى البداية قال محمد عبدالله من أبناء النوبة، وأحد شهود العيان، إن المشكلة كانت بسيطة ومحدودة، وقعت أحداثها فى المدرسة الفنية الميكانيكية نظام الخمس سنوات، عندما وجد طلاب القبيلتين كتابات مسيئة على جدران المدرسة، بسبب المواقف السياسية للقبيلتين.
وأضاف عبدالله أن الطرفين تبادلا الاتهامات بسبب تلك الكتابات، وتطور الأمر إلى اشتباكات داخل المدرسة، وتدخل الأمن، الذى تمكن من السيطرة على الموقف، بمساعدة العقلاء من الجانبين، وانتهى الأمر على ذلك وتم توزيع بيان على الجميع، وطلب كبار القبيلتين من الأمن التواجد فى المنطقة لاحتواء أى أحداث قد تستجد، لكن الأمن تجاهل مطلبهم.
وأشار عبدالله إلى أن أحد أبناء قبيلة الدابودية، أثناء توجهه لشراء مستلزمات منزله، بعد صلاة الجمعة الماضية، اعترضه 3 من أبناء قبيلة بنى هلال، ووجهوا له الاتهامات بالإساءة لهم، ورغم أنه أكد لهم أنه لم يفعل إلا أن الثلاثة اعتدوا عليه بالضرب المبرح، الذى نقل على أثره إلى مستشفى أسوان الجامعى.
وأضاف عبدالله أن والد المصاب توجه لعتاب أبناء قبيلة بنى هلال، إلا أنهم اعتدوا عليه بالضرب أيضا، ما أثار غضب شباب الدابودية، الذين تجمعوا وتوجهوا إلى منطقة بنى هلال لمعاتبتهم على تصرفهم. وعند وصولهم فوجئوا بوابل من الرصاص، حيث تم قتل سيدة كانت تقف فى شرفة منزلها، وطفل وشاب وهم من أبناء الدابودية.
وأكد عبدالله أن العقلاء تدخلوا وتمكنوا من السيطرة على الموقف، حيث قام أبناء الدابودية باستلام جثث الثلاثة، وأثناء الدفن وصلتهم أنباء عن مقتل شاب منهم على يد بنى هلال، وهو ما دفعهم إلى تجميع أنفسهم وسلاحهم، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وذلك فى ظل غياب التواجد الأمنى، الذى اكتفى بموقف المتفرج رغم استغاثة الأهالى.
وأشار إلى أن هناك عددا من أبناء الدابودية، يسكنون بمنطقة خور عواضة، التى يعيش بها أبناء الهلايل، حيث قاموا بقتل السيدات والأطفال وحرق المنازل، وأيضا فى ظل غياب التواجد الأمنى.
وأوضح أن قبيلة بنى هلال لديها خصومة ثأرية مع عدد كبير من قبائل أسوان، كانت آخرها خصومة مع قبيلة أبو مناع، بعد مقتل شخص منها على يد هلالى.
من جهته قال عادل محمود من أبناء قبيلة بنى هلال، إن أكثر شىء أحزننا وأحزن الجميع هو «التمثيل بجثث أبنائنا»، بعد وقوع الاشتباكات الدموية.
وأكد أن تقاعس الأمن عن الاستجابة لمطلب الأهالى، باحتواء الموقف منذ اندلاعه بين طلاب المدرسة بسبب الكتابات المسيئة، وراء تفاقم المشكلة، ووصولها إلى المذبحة، مضيفا: طالبنا مرارا وتكرارا بتدخل الأمن، الذى تجاهل الاستجابة بتوفير قوة أمنية لتأمين المنطقة، ما ترتب عليه وصول الأمر إلى المذبحة.
وأشار إلى أن «هناك أمورا نجهلها ويجهلها الأمن نفسه، وقعت خلال الاشتباكات، ورغم ذلك فإن هناك مساعى للصلح بين القبيلتين بعد تدخل الدولة وزيارة رئيس الوزراء، ووزيرى الداخلية والتنمية المحلية، موضحا أننا أبناء محافظة واحدة ونعيش معا على الخير والشر، لأن الفتنة دائما تأكل الأخضر واليابس.
تصوير: صبرى خالد
سواتر بشرية على أبواب «حدود» لحماية النوبيين خلال الاشتباكات
على مسافة أمتار قليلة من منطقة السيل الريفى، شرق مدينة أسوان، التى تشهد اشتباكات دامية بين الهلايل والدابودية، على مدار الأيام الماضية، تجمع النوبيون من أبناء الدابودية، رجالا وأطفالا ونساء، فى مركز حدود النوبى، يحرسهم من الجهة اليمنى للمركز أبراج الحمام التى استقلها أفراد منهم، بالإضافة لسواتر بشرية، ومن جهة اليسار وقفت اللجان الشعبية لاستيقاف المارة، والتحقق من هوياتهم، تحسبا لاندساس غرباء.
وفى الحديقة الوسطى الخاصة بالمركز، الذى اتشح رواده من العرب والنوبيين بالسواد، خيم الحزن والوجوم على وجوه كبار العائلات، الذين تجمعوا استعدادا لخروج جثامين 4 قتلى فى الأحداث من المشرحة، وسط حذر شديد من هجمات غادرة على الجنازة، ووقف الشباب حائرين ومترقبين لرصد ما يدور على أرض النادى.
وعلى حصيرة داخل المركز، جلس محمد موسى، 74 عاما، الذى ينتمى إلى «الدابودية»، متحسرا على حاله بعد مقتل ابن شقيقته، وإشعال النار فى زوجته وابنته أمام منزله، وقال «الشباب الجديد حطم قيم وأخلاقيات الأجيال القديمة»، فى إشارة إلى الجيرة التى جمعت النوبيين مع الهلايل منذ قدومهم إلى أسوان فى ستينيات القرن الماضى، مؤكدا «هذه أرض أجدادنا قبل أبنائنا، وما يحدث حاليا يضر العلاقات القديمة التى بناها الرعيل الأول من النوبيين، الذين أقاموا هنا بعد بناء السد العالى».
وأضاف بأسى «ابن شقيقتى أدريس كان مستهدفا، والهلايل تعمدوا إحراق زوجته وابنته، بعد خلافات قديمة، لكونه كان يعيش وسطهم طيلة الفترة الأخيرة، بعكس غيره من أبناء النوبة، الذين يستقلون بأنفسهم فى السيل الريفى».
وبجانب مسجد بلال بن رباح، التابع للمركز النوبى، وقف عز الدين صبرى، أحد كبار رجال العائلات النوبية فى المنطقة، وقال ل«الشروق»، إن «منطقة الحدود تأسست فى عام 1904، قبل استيلاء شركة كيما أسوان على الأرض، وقبل أن يأتى لنا الهلايل من جنوب الصعيد، بعدما كانوا أقليات محدودة»، مضيفا «التعاون الزراعى خلق مساحة للاتحاد بين النوبيين والهلايل، لكن فى السنوات الأخيرة ظهرت مشاكل الجيرة على السطح، ورغم ذلك لم تصل إلى الخلاف الدامى».
وفى محاولة لتهدئة الشباب النوبى الغاضب، قال علاء عبدالعزيز، إن «الثأر ظاهرة مستحدثة على النوبة، ودائما كانت الخلافات تنتهى بجلسات الصلح، وتدخل عقلاء القبائل، ولا نعلم من أين جاء كل هذا السلاح؟»، وأضاف «نريد أن نعرف أين الدولة؟، فالنوبيون لا يعرفون معنى العنف وحمل السلاح، ورغم ذلك انسحبت الحكومة مع سقوط القتلى، وإلى متى تنتظر الدولة حتى تتدخل لحل الأزمة».
وعند تجول «الشروق» فى منطقة السيل الريفى، كانت مظاهر الصراع السياسى المسجلة على الحوائط لافتة للنظر، ما بين تأييد الهلايل للرئيس المعزول محمد محمد مرسى، ومشاركتهم فى مسيرات الإخوان لحمايتها، وبين تأييد أبناء الدابودية للجيش والشرطة فى مواجهة الإخوان، ليتحول الصراع بينهما إلى خلافات أعمق بين الجانبين، ويقول أحد النوبيين «نحن ندعم الدولة مهما اختلف شخص الحاكم»، معربا عن استغرابه من دعم الهلايل ل«الإخوان»، رغم اسخدام الشرطة لهم فى قمع المظاهرات، على حد قوله.
تصوير: صبرى خالد
«الشروق» ترصد روايات الأهالى عن حرب القبائل فى أسوان
«معظم النار من مستصغر الشرر».. تجسد هذه المقولة أسباب المذبحة القبلية التى راح ضحيتها 23 قتيلا من أبناء قبلتى الهلايل ودابود النوبية، بالسيل الريفى فى أسوان، بعد تكشف الحقائق المحيطة بالاقتتال الأهلى الذى وقع فى الجنوب المصرى، الجمعة الماضى، إثر تبادل عبارات مسيئة بين شباب القبيلتين أمام إحدى مدارس المرحلة الثانوية بالمنطقة.
الروايات المتداولة عن الحادث، فور وقوعه، تشير بأصابع الاتهام إلى «أيادٍ خفية»، غير معلوم هويتها لأبناء البلد حتى الآن، تسببت فى وقوع الاشتباكات بين أبناء القبيلتين، وهو ما اتفق عليه الشارع الأسوانى خلال جولاتنا فى المدينة عقب الهدوء الهش وفرض قوات الأمن مدعومة بالجيش كردونا أمنيا للفصل بين الطرفين.
فى شارع كلية التربية الرياضية، تقع مدرسة محمد صالح حرب الثانوية الصناعية الميكانيكية، التى فجرت الفتنة بين الطرفين، حيث أغلقت المدرسة أبوابها أمام الطلاب واكتفت باستقبال المعلمين، تنفيذا لقرار وكيل التربية والتعليم بأسوان بأغلاق المدارس المحيطة بالاشتباكات لمدة يومين، خوفا من تجدد الاشتباكات.
المدرسة بدا عليها آثار الحطام بعد اقتحامها من قبل عناصر مسلحة من أبناء قبيلة الهلايل، بحسب ما أدلى به شهود عيان ومسئولون بالمدرسة، والذين قالوا إن سبب الاشتباكات يعود إلى مشاجرة صبيانية تطورت إلى اشتباكات عنيفة دارت رحاها فى محيط المدرسة، وتصاعدت حدتها باقتحامها وتكسير أبوابها وتحطيم واجهتها.
«عبارات مسيئة للقبيلتين كتبت بخط لشخص واحد، لم يستدل على أوصافه حتى الآن»، العبارة قالها جميع ممن كانوا بالمدرسة، فقد كتب أحدهم عبارات بها سباب للسيدات، مؤكدين أن الطلبة ليسوا من جماعة الإخوان كما أدعى البعض، ويقول مختار فتحى، مدير المدرسة، إن «الذين اقتحموا المدرسة بالسنج والأسلحة ليسوا من طلبة المدرسة، وهو ما أكدته جميع الروايات».
مدير الإدارة التعليمة بأسوان، محمد عبده، قال إن المؤشرات الأولية تؤكد أن سبب المشاجرة معاكسة إحدى الفتيات، وتطور الأمر بعده لسباب كتب على الحوائط، ما أغضب الطرفين ونشبت على إثرها الاشتباكات المسلحة أودت بحياة شابين وسيدة من النوبيين، مشيرا إلى أن الإدارة أرجأت الدراسة ليومين فى 24 مدرسة إلى أن يعود الأمن للمنطقة».
الروايات المتشابهة حول بداية المشاجرة بسبب تدوين عبارات مسيئة على جدران مدرسة صالح حرب، يؤكدها صاحب المحل المُطل على المدرسة، الذى أشار إلى أن تباطؤ الشرطة ادى إلى استمرار الاشتباكات دون محاولة جادة لحقن دماء القبيلتين، نافيا أن يكون الخلاف بينهما سياسيا أو أن سببه عبارات تؤيد الجيش وأخرى ترفضه.
تفاصيل 5 ساعات من زيارة محلب لاحتواء فتنة أسوان
فى زيارة طارئة استمرت 5 ساعات بهدف احتواء الفتنة التى ضربت أسوان، اجتمع رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب، أمس الأول، برموز قبيلتى «دابود» النوبية، وبنى هلال، واستمع إلى مطالبهم بعد الاشتباكات التى خلفت نحو 23 قتيلا.
وقرر رئيس الوزراء تشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة للوقوف على أسباب الفتنة التى اندلعت بين القبيلتين، إضافة إلى حصر التلفيات، والتعرف على المتسببين فى إشعال الفتنة والقبض على الجناة.
وشارك فى الاجتماعات التى عقدت بديوان المحافظة، وحضرها وزيرا الداخلية اللواء محمد ابراهيم والتنمية المحلية اللواء عادل لبيب واللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، العواقل والأجاويد من رموز القبائل العربية للمشاركة فى عمليات المصالحة.
وطالب أبناء قبيلة الدابودية فى لقاء منفرد برئيس الوزراء بفرض حظر التجول بمنطقة السيل الريفى، التى شهدت الاشتباكات، ومحاسبة رجال الأمن المتورطين فى الاشتباكات إلى جانب تكثيف الأمن بالمنطقة.
فيما طالب أبناء بنى هلال بأن تنصف التحقيقات كل ذى حق، مؤكدين أن محاسبة رجال الأمن فى الأزمة أمر لا يعنيهم.
بينما طالب قيادات القبائل الأسوانية رئيس الوزراء بفرض السيطرة الأمنية ومواجهة أوكار المخدرات وتجارة السلاح، مع العمل على تطهير مدن وقرى المحافظة من جميع أنواع الأسلحة التى بحوزة بعض العائلات، لبسط الأمن والاستقرار والسلام المجتمعى، مؤكدين أهمية دعم الحكومة لجهود التنمية الحقيقية على أرض المحافظة من خلال إزالة العشوائيات والقضاء على البطالة سواء بطرح الأراضى على الشباب لزراعتها، أو ضخ المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة.
وزار محلب منطقة السيل الريفى للتأكد من تكثيف الأمن عبر تشكيلات القوات المسلحة والشرطة، وقبل مغادرته المنطقة فوجئ بعدد من الشباب وقد نظموا وقفة فى منطقة خور عواضة احتجاجا على الأحداث.
وأكد محلب أن تحركه الفورى إلى أسوان بصحبة وزيرى الداخلية والتنمية المحلية جاء لإخماد نار الفتنة وحقن الدماء، «بعد استدراج الشباب من القبيلتين لهذا المخطط الخبيث» وبهدف استرجاع الود والتكاتف والتعاون بين قبائل وفئات المجتمع، لتعود أسوان واحة للأمن والأمان كما كانت، مشيرا إلى أن أهل أسوان يتسمون بالأخلاق الرفيعة وبشاشة الوجوه وحسن التعامل وتحدى الصعاب، ووصفهم بأنهم مثل «جبال الجرانيت التى يمتاز بها هذا الإقليم الذى يعتبر مصدر النماء لمصر كلها، وأحد المقاصد السياحية المهمة على خريطة السياحة الدولية».
من جانبه، قرر محافظ أسوان تعليق الدراسة لمدة يومين ب25 مدرسة ومعهد أزهرى تقع فى محيط الأحداث والمناوشات بين القبيلتين، مشيرا إلى أن ذلك هذا الإجراء الاحترازى يهدف إلى الحفاظ على أرواح وسلامة الطلاب والعاملين بالمدارس والمعاهد، ومنع حدوث أى مناوشات أو احتكاكات بين الطرفين مرة أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.