اسمه الحقيقي "وجيه" وترهبن ب"ثيؤدورس" ليكون الباب تواضروس عاصر الآباء كيرلس وشنودة الثالث وتشرب علمهما أنشأ مجلس الطوائف بالكنيسة الاعتداء على 100 كنيسة في عهده وفاة والدته تزامنا مع سفره بعد نياحة البابا شنودة، أصبحت عيون العالم مترصدة لمجيء البابا الجديد والكشف عن شخصيته التي كانت تتطلب أن يكون منفتحا اجتماعيا إلى أقصى درجة لايقل كفاءة عن عقلية وذكاء البابا شنودة، وكان صاحب الثقة في ذلك هو البابا تواضروس. عاصر تواضروس اثنين من أشهر بطاركة الإسكندرية، وهما البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، فاستطاع أن ينهل منهم عمق الحكمة التي يتمكن بها من إدارة أمور شعبه ورعيته، ليكون بحق " خير خلف لخير سلف". وجيه صبحي ابن المنصورة ولد وجيه صبحي باقي سليمان بالمنصورة يوم 4 نوفمبر 1952؛ حيث عاشت الأسرة بالمنصورة ثم انتقلت الأسرة بأكملها التي تتكون من الأب الذي يعمل مهندسا بالمساحة، والأم ربة المنزل، والأخوات هدى وإيمان إلى محافظة سوهاج، وكان وقتها الطفل وجيه صبحي في سن الخامسة، وهناك بدء مرحلة تعليمه الابتدائي. وفي عام 1961 انتقلت الأسرة كلها إلى مدينة دمنهور بسبب عمل الأب، وكان وجيه في الصف الرابع من مرحلة التعليم الابتدائي فأدخله والده مدرسة الأقباط بمدينة دمنهور؛ ثم حصل على بكالوريوس صيدلة الإسكندرية عام 1975. كان وجيه يحلم بأن يصبح صيدلي لأنه وحسب تعبيره "الصيدلي هو شخص يريح الناس " وذلك بسبب مرض والده بقرحة في المعدة وكان الطبيب يعطيه روشتة فينزل وهو -في المرحلة الابتدائية - إلى الصيدلي لشراء ما في الروشتة ويعطي الدواء للوالدة وعندما يتناوله الوالد يشعر بالراحة. حصل علي زمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، وكان أصغر دكتور صيدلى بالمصنع سناً، واختاروه ليكون مدير مصنع أدوية بدمنهور التابع لوزارة الصحة، وبإدارته رفع العمل في المصنع وأصبح له سمعة طيبة فى وزارة الصحة بعد أن كان يدور حول المصنع الشكوك والشبهات. حياة الرهبنة والخلوة اشتاق وجيه منذ صغره إلى حياة الرهبنة والخلوة، ولكنه تأخر بسبب ارتباطات عائلية وعلمية، وفي يوم 20 أغسطس عام 1986 ذهب وجيه صبحي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، طالبا الرهبنة وظل منتظرا بالدير عامين حتى رسم راهبا على يد البابا شنودة تحت اسم الراهب" ثيؤدورس". وفى عام 1997 رسم أسقفا على البحيرة حيث كان يعلم التعاليم المسيحية والإدارة. اهتم أثناء أسقفيته بالأنشطة الكنسية لاسيما مرحلة الطفولة اهتماما كبيرا سواء في مهرجان الكرازة المرقسية التي تقيمه الكنيسة الأرثوذكسية كل عام أو كونه مسئولا عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس وقد كتب الأنبا تواضروس قبل سيامته بطريركا 12 كتابا. راعي الرعاة بعد نياحة البابا شنودة الثالث في 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عاماً، شرعت الكنيسة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء القرعة، وفي يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، وبعد صوم شعب الكنيسة ثلاثة أيام من الدرجة الأولى، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات. وقد انتهت الانتخابات باختيار كل من: الأنبا رافائيل، الأنبا تواضروس، القمص روفائيل آفامينا. وقد حصل الأنبا تواضروس على 1623 صوتًا، أي في المركز الثاني، كما شملته تذكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر، تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر 2012، ووقع الاختيار على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً ليصبح بابا وبطريرك الكرازة المرقسية ال118على كرسي مارمرقس الرسول. مر عام على القرعة الهيكلية التي أتت بالبابا تواضروس الثاني، في اليوم الذي تزامن صدفة مع عيد مولده، شهد فيه المجتمع المصري تغيرات سياسية. حرق كنائس وعشرات القتلى لم تمر شهور على الاحتفال بالبابا تواضروس الثاني بطريركاً، حتى وقعت اشتباكات قرية "الخصوص" التي سقط فيها 7 قتلى أقباط وعشرات المصابين من الأقباط، إثر إشاعات عن رسوم مسيئة على جدران أحد المساجد في القرية، وتم تشييع جنازة الضحايا من الكاتدرائية وتم مهاجمة مشيعين الجنازة، مما أدى لسقوط مصابين آخرين، ومحاصرة الكاتدرائية وإلقاء المولوتوف عليها. اعتكف البابا في الدير للمرة الأولى رافضا تلقي العزاء، واتهم المسئولين حينها من الإخوان، الأقباط ببدء الاشتباكات الأمر الذي أخرج البابا من صمته واعتكافه منددا بتصريحاتهم والهجوم على الكاتدرائية، إلا أنها شهور قليلة حتى تم عزل الرئيس مرسي وظهر البابا في المشهد مجاوراً لشيخ الأزهر والفريق أول عبد الفتاح السيسي معلناً خارطة طريق جديدة لمصر. وتعرضت العديد من الكنائس للحرق بالإضافة إلي الهجوم على كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في العباسية بالمولوتوف للمرة الأولى في التاريخ عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، بلغت تكلفة إصلاحها 190 مليون جنيه، أقر البابا أنها ضريبة يدفعها الأقباط بسعادة ثمناً لحرية مصر واستقرارها. وبالرغم من موقفه، لم تتوقف العمليات ضد الأقباط الذين فوجئوا بالنيران تخترق أجساد الأطفال في حفل زفاف بكنيسة العذراء بمنطقة الوراق، ليسقط 4 قتلي من ضمنهم طفلتين. مجلساً لكل الطوائف منذ توليه كرسي الباباوية، وهو يسعي إلى إقامة حوارات مشتركة بين جميع الطوائف المسيحية في مصر، لإنشاء جسر مشترك يهدم كافة الخلافات بروح المحبة المسيحية؛ وبالفعل تم إنشاء مجلس كنائس مصر عام 2013؛ والذي يضم الكنائس المصرية الخمسة وهم الأسقفية والإنجيلية والأرثوذكسية والروم الأرثوذكس والكاثوليكية. يهدف المجلس إلى التنسيق بين الكنائس والقيام بأنشطة تسهم في دعم الحضور المسيحي في مصر، وإصدار وثائق رأى مشترك لدعم الحوار الإسلامي المسيحي، وزيادة التعاون بين الكنائس والتوصل لرؤية مشتركة حول مختلف القضايا، وزيادة العمل الروحي بين الكنائس، وإذابة الفروقات وزيادة التواصل بين الكنائس لخدمة المجتمع المصري، ولكن بعيدا عن السياسية. وفاة والدته توفيت والدة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، بأحد مستشفيات الإسكندرية عقب صراع طويل مع المرض، في 28 مارس 2014. وقال القمص رويس مرقس، وكيل الكاتدرائية والمتحدث باسم الكنيسة بالإسكندرية إن الكنيسة أقامت صلاة الجنازة بالكنيسة المرقسية بالاسكندرية بحضور البابا، وسيتم دفنها بمدافن الأسرة في منطقة بلقاس، وإقامة العزاء بالإسكندرية. وجاء نبأ وفاة والدته، تزامنا مع عودته والوفد الكنسى المرافق له إلى القاهرة، عقب زيارة استغرقت أربعة أيام للبنان لحضور صلاة الجنازة على مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والرئيس الأعلى للسريان الأرثوذكس. اقرأ فى هذا الملف * تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية * البابا كيرلس.. في ضيافة التاريخ * البابا شنودة . . مسيرة عطاء بلا حدود ** بداية الملف