مرت عقود عديدة جلس خلالها على الكرسى المرقسى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بطريرك يحمل نفس الاسم لبطريرك الكنيسة اليوم، وهو البابا " ثيؤذوروس الأول " الاسم باللغة اليونانية ، والذى يُرادف بالقبطية " تواضروس " وبالعربية : " تادرس " والذى يعنى عطية الله . أسماء تكررت بين بابوات الكنيسة أكثر من مرة فى تاريخها وقد اعتادت الكنيسة عقب رحيل أول البطاركة والمُبشرين بالمسيحية فى مصر مارمرقس الرسول أن تُلحق بالإسم رقمه فى حال تكراره . ولكن الاسم الذى حصل على النصيب الأكبر فى تكراره بين بابوات الكنيسة هو إسم " يؤانس " المرادف ل " يوحنا " حيث تصادف تكراره 19 مرة بين بابوات الكنيسة على مدى عقود مختلفة . ويليه اسم "غبريال" والذى أطلق على 8 بابوات ونفس الحال لاسم " مرقس " . والبابا ثيؤذوروس الأول كان رقمه ال45 فى تعداد بابوات الكنيسة . سُيم بطريركاً فى القرن الثامن الميلادى وكان مولده فى مدينة "بنا" وكان اسمه قبل البطريركية " تادرس " وترهبن فى دير طبنورة وتتلمذ على أيدى رئيس الدير " الأب يحنس " وتولى السدة المرقسية بعد البابا الأنبا قسما الأول (قزمان) مباشرة, حيث أن الأراخنة والإكليروس حالما سمعوا نبأ نياحة الأنبا قسما مضوا إلى ديره وأخذوه إلى الإسكندرية، ورسم بطريركا يوم 25 يونيه سنة 730 م، وذلك في عهد خلافة هشام بن عبد الملك. وقد عاشت الكنيسة في أيامه قسطا من الراحة بفضل عدالة الخليفة هشام، ولكنه صادَف بعدها متاعب كثيرة واستمر صابرًا على ما صادفه من المتاعب حتى تنيَّح بسلام فى اليوم الموافق أول فبراير 742 م. وكانت مدة إقامته على الكرسي البطريركي أحد عشر سنة وسبعة شهور وسبعة أيام، ودفن بمقر رياسته بالأسكندرية وقد عاصر من الملوك هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد وزيد بن الوليد . يقول أمير نصيف الدكتور بمادة تاريخ الكنيسة بالكلية الإكليركية: " أن الكنيسة اعتادت منذ مارمرقس الرسول أول بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية أن تُرقم الاسم المتكرر للبطريرك بالترتيب التسلسلى له، ومثل على ذلك بتكرار اسم البابا شنوده ثلاث مرات كان أولهم البابا شنودة الأول كان رقم ال55 بين البابوات ثم الثانى ال65 وأخيراً البابا الراحل شنوده الثالث رقم 117 فى تاريخ البابوات ،آخرهم البابا الراحل. وأكد أن نفس الأمر بالنسبة للبابا كيرلس السادس السابق للبابا الراحل . وعن تغيير الاسم للبطاركة قال نصيف: من الممكن أن يظل الراهب بنفس اسمه، او يتم تغييره مثل البابا كيرلس السادس كان اسمه مينا، وهو راهب واختار اسم كيرلس أثناء تنصيبه ، مشيراً إلى أن تغيير الاسم خاص بالشخص نفسه يوم التنصيب، والكنيسة على مستوى القرعة الهيكلية 12 واحد فقط بالقرعة الهيكلية لما مات القديس انيانوس الذى رسمه مارمرقس الرسول وبعد ميلوس أما عن طريقة الاختيار التى شهدها الأنبا تواضروس الثانى قال أن هناك 12 بطريرك فقط تم اختيارهم بالقرعة الهيكلية و 86 بطريرك فى تاريخ الكنيسة اختيروا بالاتفاق بين الأباء الأساقفة والشعب، وثلاثة تم انتخابهم والقرعة بين أسماؤهم وتابع قائلاً: أما فى عهد البابا كيرلس السادس بدأ العمل بالانتخاب، ثم بالقرعة الهيكلية، وجاء بعده البابا شنودة الثالث وأخيراً البابا تواضروس الثانى . وبين كنيسة عصر الملك هشام بن عبد الملك إلى عصر جديد لمصر يتولى به سُدة الحكم الرئيس محمد مرسى اختارت القرعة الإلهية البابا تواضروس الثانى صاحب رقم ال118 فى تعداد بابوات الكنيسة الأرثوذكسية . الذى ولد فى ال 4 من نوفمبر نفس يوم اختياره بالقرعة الهيكلية، فى دمنهور عام 1952 باسم "وجيه صبحى باقى سليمان " وترهبن بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ووالده عمل كمهندس مساحة وتنقلت أسرته فى المعيشة ما بين المنصورة، وسوهاج، ودمنهور، والاسكندرية وحصل على بكالوريوس صيدلة عام 1975 وحصل على بكالوريوس الكلية الإكليركية عام 1983 ،وحصل بعدها على زمالة الصحة العالمية عام 1985 وعمل مديراً لمصنع أدوية بدمنهور، وذلك قبل رهبنته والجدير بالذكر أنه من عائلة كهنوتية فكان أول كاهن فى تاريخ عائلته الحديث هو عمه القس انطونيوس باقى ثم القس يوحنا باقى كاهن بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة وهو نفسه ترهبن يوم الأحد الموافق 31 يوليو عام 1988 وبعد عام من رهبنته رُسم قساً باسم الأنبا تاوضروس، وهو تلميذ للأنبا باخوميوس الذى تولى رئاسة الكنيسة كقائم مقام البابا بعد رحيل الأنبا شنوده الثالث فى 17 مارس 2012 ونال رتبة الأسقفية عام 1997 لمساعدة الأنبا باخوميوس بمطرانية البحيرة ، وعُرف عنه اهتمامه الخاص بمرحلة الطفولة لمسئوليته عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس Comment *