لندن: كشفت وثائق سرية افرجت عنها الحكومة البريطانية ان وزير الخارجية الامريكي هنري كسينجر عرض إشراك الملك حسين ليتولى الحكم في الضفة الغربية وغزة، حتى تصبح المشكلة عربية - عربية بدلا من عربية - إسرائيلية. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن الوثائق المفرج عنها والتي يعود تاريخها لعام 1980 انه عقب عدة سنوات على زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل، بدأت تظهر في عام 1980 الشكوك حول إمكانية الوصول إلى تسوية شاملة في الشرق الأوسط. وتابعت البرقية: "ان المصريين واجهوا معارضة قوية من قبل إسرائيل لأي شكل من أشكال الحكم الذاتي في الأراضي الفلسطينية، وشكل هذا حالة من الإحباط والخوف عن بعض القوى بأن ذلك سيزيد من إمكانية اندلاع حرب جديدة في المنطقة. وبدأ الأمريكان الحديث عن إشراك الملك حسين ليتولى الحكم في الضفة الغربية وغزة". وتابعت الوثيقة ان الأمريكان اتفقوا مع رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت ثاتشر، التي التقت الملك حسين، وأبدت له رغبتها في أن يتولى الحكم في الضفة الغربية. واشار حوار آخر دار بين السفير البريطاني في تل أبيب وإسحاق شامير عندما كان وزيرا للخارجية أن كامب ديفيد شيء كان يفضل أن يتناساه الإسرائيليون وعدم الكلام فيه، خصوصا عندما يمتد فهمه وتطبيقه إلى خارج الاتفاقيات الثنائية المصرية الإسرائيلية بخصوص الأراضي المصرية وسيناء. ويقول السفير البريطاني في برقيته التي أرسلت في 9 مايو /أيار 1980 خلال زيارة شامير لأوروبا للقاء سفراء إسرائيل المعتمدين هناك: "بالنسبة لكامب ديفيد، فإن إسحاق شامير فضل عدم التحدث حولها. وطالب أن تمنح إسرائيل الوقت الكافي من أجل التعامل مع المشكلة، مضيفا أن بريطانيا تلكأت لمدة عشر سنوات قبل قرارها بالتفاوض حول اتفاقية السوق الأوروبية المشتركة. فقلت له إن هذه ليست مقارنة جيدة، لأن تأني بريطانيا وعدم توقيعها في وقتها على الاتفاقية لم يؤد إلى حروب بين الأطراف المعنية". وأضاف شامير: "أن إسرائيل تعي تماما أهدافها. على الشعبين العيش مع بعضهما البعض، لكنها (إسرائيل) تريد الوقت الكافي لتجد الطريقة المثلى لتحقيق ذلك، وأن 26 مايو /أيار ليس التاريخ المهم هنا. (شامير كان يشير إلى اللقاء الأوروبي حول الشرق الأوسط، الذي أصبح يسمى بمبادرة فينيسيا وكان مزمعا عقده في 26 مايو). لقد عبرت عن شكوكنا بأن سياسة إسرائيل تجاه التسوية الشاملة ليست حكيمة". وكان هذا قبل خطاب السادات في 8 مايو/ ايار. وقال شامير: "لا يمكننا أن نقدم أكثر مما قدمنا. لقد وصلنا إلى الخط الأحمر، التقدم إلى ما بعد ذلك سيهدد وجودنا. ما يطالب به المصريون هو حدود 1967 والدولة الفلسطينية، وهذا لا يمكن أن نقبله". وعندما ذكرت أهمية "اليونيفيل" في لبنان، لم يمانع شامير وقال إنه شيء إيجابي، لكن عندما تكلمت عن العملية الإسرائيلية داخل لبنان، رد شامير قائلا: "إن ذلك كان شمال الليطاني أي بمعنى خارج سيطرة القوات الدولية".