درعا تحت النار ومخاوف "التغيير" تلاحق حلفاء النظام السوري احتجاجات فى سوريا دمشق: دعا معارضون لتظاهرات جديدة اعتبارا من الأحد ، وذلك عقب يوم دام شهده أبناء مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا والتي يحاصرها الجيش منذ سبعة أيام ، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى. فيما أطلقت المعارضة السورية أمس السبت "أسبوع فك الحصار"، وترحم شباب الثورة السورية 2011 في صفحته على "فيس بوك" على أرواح القتلى الذين سقطوا في "جمعة الغضب".
درعا تحت النار وباتت مدينة درعا تحت النار والحصار, بدخول مزيد من الدبابات والمدرعات اليها, فيما سمع إطلاق نار كثيف في المدينة حينما حاولت قوات الأمن سحق التمرد ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقال شاهد عيان يدعي محمد احمد من درعا في اتصال هاتفي لقناة "الجزيرة": " ان قوات الامن السورية لاتزال تواصل احكام السيطرة على كل منافذ درعا ". واضاف شاهد العيان :" نريد فك الحصار ونناشد المنظمات الانسانية القدوم الى درعا لفك الحصار عن اهالي درعا". ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الاحد عن شاهد عيان قوله: "ان أكثر من 100 مدني قتلوا في المدينة منذ يوم الاثنين الماضي". وقال اثنان من سكان درعا: إن القوات السورية قصفت الحي القديم في المدينة أمس وداهمت المسجد العمري في درعا بجنوب سوريا. وأظهرت لقطات فيديو جديدة على شبكة الانترنت جنودا سوريين يطلقون النار في شوارع درعا، وفي روايات مطابقة لشهود آخرين ، قال شاهد ، الذي رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من ملاحقة السلطات له، "إن المدينة تعاني نقصا في المواد الغذائية والمياه وانقطاعا في التيار الكهربائي"، مشيرا إلى أن الأهالي يعتاشون على المونة التي يخزنونها. وقال الشاهد إن قناصة ينتشرون على أسطح الأبنية الرسمية وعلى مآذن الجوامع التي احتلوها، وإنهم يطلقون النار على المارة.
وأضاف الشاهد أن قوات الأمن قتلت ابن إمام الجامع العمري الشيخ أحمد الصياصنة، بطلق ناري في رأسه بعد أن رفض الإفصاح عن مكان والده الذي كان يتحدث لوسائل الإعلام بشكل يومي منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار ولم يظهر منذ نحو أسبوع. وفي تطور لاحق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء أمس، أن آلافا خرجوا في مسيرة بمدينة بانياس، يهتفون بشعارات معادية للنظام. وشهد يوم أمس مظاهرة لنحو 50 امرأة بعد الظهر، قبالة مجلس الشعب في قلب دمشق تضامنا مع سكان درعا ودوما. وذكر نشطاء حقوقيون أن قوات سورية اعتقلت 11 منهن، كما اعتقلت حسن عبد العظيم وعمر قشاش من شخصيات المعارضة البارزة. في غضون ذلك قالت الوكالة العربية السورية "سانا" إن رئيس الوزراء السوري المعين حديثا عادل سفر صرح أمس بأن حكومته ستضع خطة كاملة لإصلاحات سياسية وقضائية واقتصادية. عواقب التغيير من جهتها ركزت صحيفة " الأوبزيرفر " البريطانية في عددها الصادر اليوم الاحد على الملف السوري واخر تطوراته بنفي الرئيس السوري بشار الأسد، احتمالات انتشار المد الثوري القادم من اقدم الانظمة العربية وصعوبة وصوله إلى بلاده، ولكن رغم تصعيد النظام لحملته القمعية ضد المتظاهرين فيبدو أن التحرك الشعبي ينم عن رغبة داخلية في التخلص من النظام السوري الحالي.
وترى الصحيفة ان العواقب الدولية لتغيير النظام في سوريا كثيرة ومعقدة، وستبدو تداعيات ذلك جلية في لبنان وفلسطين تحديداً، كما سيكون لذلك تأثير أيضاً على التحالفات السورية مع إيران وتركيا والعراق، ولعل أهمها العلاقة مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة البريطانية فأن سقوط نظام الأسد يعني فقدان إيران لحليفها الأوحد في المنطقة وما يعنيه ذلك من إضعاف لنظام رجال الدين، وهو ما يعزز فرص الإصلاحيين الإيرانيين ممن تعرضوا للتهميش والقمع منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009 .
واستكملت عرضها للاحداث بان دمشق ستستضيف أيضاً عشرة من الفصائل الفلسطينية، أبرزها حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ويقول محللون إن دعم الأسد الضمني لا ينبع من اهتمام بالقضايا العربية ولكن بدافع في جمع أوراق لعب ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل في المفاوضات لاستعادة مرتفعات الجولان.
ضربة دولية
من جهتها قالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في افتتاحيتها السياسية بعددها الصادر اليوم الاحد: "إن توجيه دول العالم ضربة عسكرية إلى سوريا يعد أمرا مستبعدا" ، موضحة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تمنع توجيه هذه الضربة.
الأولى: غياب أي شكل من أشكال المعارضة السياسية الواضحة في سوريا، بمعنى أنه لا يوجد ساسة أو قادة للحركات الاحتجاجية من الممكن فتح باب الاتصالات معهم.
وثانيا: إمكانية أن تتحول هذه الضربات إلى حرب شعبية ينتفض على إثرها الشعب السوري وبعض من القوى العسكرية الداعمة لدمشق، الأمر الذي سيسفر عن وقوع العشرات من المدنيين الأبرياء. وثالثا: عدم معرفة دول الغرب بالمكاسب التي قد تتمخض عنها مثل هذه الحرب.
وقالت الصحيفة إن ما يجري من عمليات عسكرية في ليبيا الآن سيجعل المجتمع الدولي يراجع مواقفه السياسية أكثر من مرة قبل أن يبادر بضرب سوريا، خاصة وأن هذه العمليات التي تجري في ليبيا فشلت حتى الآن في وقف الاعتداءات على المدنيين أو التخلص من القذافي أو كبار قادته العسكريين أو السياسيين المحيطين به ممن يخططون لهذه الحرب المشتعلة الآن بالبلاد.