القدس المحتلة : ردا على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول تمسكه بسلام فياض كرئيس للحكومة الفلسطينية المقبلة ،قال مسئول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أسامة حمدان "يجب ان يندب الشعب الفلسطيني حظه إذ عقمت النساء بأن تلد مثل سلام فياض، هذه كارثةٌ بحد ذاتها". واستنكر حمدان ، في تصريحٍ لقناة "القدس" الفضائية مساء أمس الثلاثاء، التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تمسك فيها بتولي سلام فياض رئاسة حكومة التوافق. وقال حمدان "من الواضح أن اللغة الأخيرة التي سمعناها في المقابلة الأخيرة لرئيس السلطة محمود عباس، خارج سياق عملية المصالحة، وخارج سياق الوحدة الفلسطينية وتعود إلى واقع قديم". وأضاف "يبدو أن عباس أمام أحد احتمالين: إما أن الرجل لم يستطع أن يخرج حتى اللحظة من الأزمة التي عاشها، أو أنه يواجه ضغوطا كبيرة ويستجيب لهذه الضغوط كعادته في التجاوب مع الضغوط الأمريكية والصهيونية، وأنه لا يستطيع بأن يصمد ولو للحظةٍلصالح الشعب الفلسطيني، والأرجح أنه غير قادر على الصمود". وأشار حمدان إلى أن عباس الآن "أمام اختبار حقيقي، إذا كان سيصمد ويحقق المصالحة أو أن ينقلب على المصالحة، وأظن أن الشعب الفلسطيني سيرى ذلك رؤيا العين وهو أمام موقف ربما يكون عسيرا، لكنه موقف سيكون له ما بعده بالنسبة لمحمود عباس والشعب الفلسطيني". وحول الإصرار على ترشيح فياض قال القيادي في حركة "حماس" ،"الإصرار على سلام فياض ليكون رئيسا للحكومة الفلسطينية المقبلة يطرح إحدى الاحتمالين: الاحتمال الأول أنه لا يوجد في الشعب الفلسطيني شخص يمكنه أن يقوم بمهمة رئيس الوزراء سوى فياض، وعندها هذا الشعب عليه أن يندب حظه إذ عقمت النساء بأن تلد مثل سلام فياض، هذه كارثةٌ بحد ذاتها، أما الاحتمال الثاني فهو أن سلام فياض مطلوب أمريكيا وصهيونيا، وهذا يرسم علامة استفهامٍ كبيرة على سلام فياض وارتباطاته وعلى ارتباطات أيضًا من يصر على ترشيح فياض ضد إرادة الشعب الفلسطيني وضد إرادة جزء معتبر من الشعب الفلسطيني. وأنا لا أتحدث هنا على حماس فقط بل فتح أيضا، حيث إن الكل يعرف أن أكثر من نصف أعضاء اللجنة المركزية لفتح سجلت اعتراضات على ترشيح فياض، ورغم ذلك يبدو أن حجم الضغوط وطبيعة الاستجابة لمثل هذا الأمر تتجاوز إرادة الشعب الفلسطيني". وتابع "لا يخفى على أحد أن تأجيل اللقاء بين مشعل وعباس، الذي كان يفترض أن يكون امس الثلاثاء ، هو جاء بطلب من "فتح". واوضح "الآن الكرة في ملعب الذين طلبوا التأجيل لأننا أخذنا خيارا واضحا بإتمام المصالحة الفلسطينية، رغم كثير من الإساءات التي حصلت في مسيرة توقيع الاتفاقية، وما جرى من أحداث رغم كل ذلك ورغم استمرار المعاناة في الضفة الغربية نحن مضينا قدمًا في تحقيق هذه المصالحة ولا زلنا". ويعتقد أن الذي يعطل المصالحة أصبح واضحا،قائلا "وآمل بتراجع هؤلاء قبل أن تفوت الفرصة، لأنه إذا جرى إفشال المصالحة؛ فإن عواقب ذلك لن تتوقف عند حدود المصالحة، بل ستدفع الشعب الفلسطيني إلى خيارات أخرى والنظر إلى الذين عطلوا المصالحة وأوقفوها على أنهم شركاء للاحتلال بما يعانيه الشعب الفلسطيني وليس فقط مجرد طرف فلسطيني آخر". وبشأن تصريح عباس عن استمرار الاعتقال لمن يقوم بتهريب السلاح أو الأموال والمتفجرات، قال أسامة حمدان "يبدو أن الرجل ليس له أي خلفية نضالية ولم يقاوم الاحتلال أي يوم في حياته، بل ربما سعى دائما إلى صناعة السلم مع العدو ووقع خلال مسيرة السلام هذه في غرام العدو، يرى في كل فعلٍ مقاومٍ ضد الاحتلال جريمةً ترتكب سواء نقل السلاح إلى المقاومين أو نقل الأموال لدعم الشعب الفلسطيني، لأنه لا يرى مبررا لذلك، وإنما يرى أنه لا بد من ابتزاز الشعب الفلسطيني في لقمة عيشه وصموده وفي مقاومته، لهذا يتحدث بمنطق الجريمة عن المقاومة الفلسطينية".