باراك أوباما احمد عمرابي ما الذي يدفع منظمات يهودية في الولاياتالمتحدة إلى دعم باراك أوباما المرشح «الديمقراطي» في الانتخابات التمهيدية الأميركية؟
ورد في الأخبار ان جمعيات يهودية تحارب «اللاسامية» (أي معاداة اليهود) من بينها «مركز سيمون ريزنتال» و«الرابطة ضد التشهير» تتولى الدفاع عن أوباما، وعلى خلفية حملة يتعرض لها هذا المرشح نشر رؤساء تسع من هذه الجمعيات اليهودية في وسائل الإعلام الأميركية رسالة مفتوحة إلى الطائفة اليهودية قالوا فيها ان حملة التجريح التي يتعرض لها أوباما من بعض خصومه «مرفوضة جملة وتفصيلا».
هذا الدعم المريب لشخص يحتمل ان يدخل البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة من منظمات يهودية نافذة يضفي شبهة على أوباما، فهل هو المرشح الذي يراهن عليه يهود أميركا؟
ينبغي أولا ان نعيد إلى الأذهان أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في منتصف أربعينات القرن الماضي وحتى اليوم ان كافة الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض كانوا موالين للحركة اليهودية الصهيونية، ربما نستثني تماما جون كينيدي الذي دفع حياته ثمنا لمعارضة الأجندة اليهودية الصهيونية وتفهمه لحقوق الشعب الفلسطيني، لكن الآخرين جميعا من لدن هاري ترومان إلى جورج بوش الابن عبورا بدوايت أيزنهاور وليندون جونسون وريتشارد نيكسون ورونالد ريغان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون تبنوا بحماسة سياسة تنطلق من «الالتزام بأمن إسرائيل». وليس هناك ما يشير إلى أن الرئيس القادم الذي سيخلف بوش الابن لن يكون على شاكلة اسلافه من خدمة الحركة اليهودية الأميركية ودولتها الإسرائيلية.
بالمعيار الأميركي العام لتصنيف الأفراد فان باراك أوباما مصنف كأسود، لكن هذا المعيار قد يكون مخلا في هذه الحالة بالذات، فوالد السيد أوباما لم يكن مواطنا أميركيا وإنما كان افريقيا من كينيا، ورغم ان والدته مواطنه أميركية إلا أنها ليست من السود، ومن اللافت في هذا السياق ان أوباما ليس مسلما رغم ان والده الراحل كان مسلما ورغم ان والدته تزوجت من مسلم أخر من اندونيسيا، هل هو إذن مسيحي على غرار أمه؟
يلفت النظر هنا أيضا الى ان «باراك» اسم يهودي وهو لفظ عبري يعني «البرق» (علما بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يحمل نفس الاسم)، ربما تكون هذه مؤشرات ثانوية رغم أنها مؤشرات مفعمة بالريبة، فما هي الرؤية السياسية لهذا المرشح؟
بمجرد ان دخل أوباما حلبة التنافس كأول أسود في معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية كان الانطباع العام داخل الولاياتالمتحدة وخارجها ان أوباما هو صوت الأقلية الزنجية المضطهدة اجتماعيا، لكن مع مرور الأيام والأسابيع اتضح ان نصرة الأقلية السوداء هي اخر ما يمكن ان يرد على خاطر هذا المرشح الأسود وأجندته السياسية والاجتماعية، إنه يطرح رؤية جديدة من شأنها ان تثلج صدور يهود أميركا وقياداتهم إذ انه يدعو إلى «المصالحة» بين كافة فئات المجتمع الأميركي، وتبدو هذه الرؤية المعممة وكأنه يراد بها ان تكون ترياقا مضادا لبوادر التذمر الشعبي ضد الأقلية اليهودية مما أخذ ينعكس مؤخرا في مقالات وكتب ينتقد أصحابها النفوذ اليهودي في مؤسسات السلطة الأميركية.
السيرة الشخصية لهذا المرشح تضيف ريبة على ريبة، فخلال زمن قياسي حظي بما ليس متاحا للمواطن الأميركي الأسود: دخل أعظم الجامعات الارستقراطية كطالب واستاذ ليقفز إلى مجلس الشيوخ الأميركي كأول عضو أسود، ولننتظر لنرى. عن صحيفة البيان الاماراتية 23/1/2008