إشعال الفتيل بين مصر وحماس ... لماذا؟! حالة من التحريض والتهديدوالعداء تحوم حول ملف الحوار والمصالحة بين الأخوة الفرقاء"فتح وحماس" من أطراف عدة وفي كل اتجاه ، من داخل الوطن المحتل حيث القلة من صقور فتح أصحاب المصالح والأجندات الخارجية ، ودول الجوار التي اختلط عليها الأمر بين الوساطة والشراكة وفجأة العداء! فضلاً عن ساسة الكيان الصهيوني الذين دسوا الأكاذيب ونشروا الشائعات، فما هي الشواهد؟ وما هي الدلالات؟
الشواهد
** التقارير التي نشرها عاموس جلعاد المسئول بوزارة الدفاع الصهيونية والتي ادعى فيها بأنه أثناء زيارته للقاهرة تلقى معلومات تفيد بتهديد مصر لحماس بالمقاطعة وفرض عقوبات وهو ما استنكرته المصادر الرسمية المصرية
** تصريحات عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني " إذا فشل الحوار سيتم معاقبة الطرف الذي أفشله وسيتم اعتبار غزة إقليماً متمرداً وستتدخل القوات العربية وهو ما لم يقل به أحد على المستوى الرسمي في مصر أو غيرها من الدول الراعية للحوار الفلسطيني
** التصريحات غير الدبلوماسية المتكررة لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تارة بأنه سيكسر رجل من يعبر الحدود وتارة بتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تشارك فيها حماس !!
** التصرف الأمني غير المسئول والغريب في تعذيب مجاهدي حماس ومحاولة انتزاع معلومات عن الأسير الصهيوني شاليط وقادة المقاومة خاصة المجاهد اسماعيل هنية ! واستمرار اعتقال عدد من كوادرها فضلاً عن افتعال وتلفيق بعض القضايا من النوع المهدد للأمن القومي المصري وبالطبع حماس طرف حاضر فيها!
** تضارب المواقف والتصريحات الحكومية الرسمية والإعلامية بين التأييد والتعاطف تارة والإدانة والتحريض تارة أخرى والتي وصلت لمستوى غير مسئول ولا وطني حين طلب أسامة شلتوت عضو مجلس الشورى "المعين" ورئيس حزب التكافل في الجلسة المنعقدة في الثاني من فبراير الماضي بزرع الألغام على الحدود بين مصر وغزة! وهو ما لم يطلبه الكيان الصهيوني نفسه ، صريحات الالدلالات
** حالة الإفلاس السياسي والعسكري والأمني التي يعانيها الكيان الصهيوني فراح يدس المكائد وينشر الأكاذيب أملاً أن يحرز أهدافاً بأقدام الآخرين
** إصرار تيار الخصومة والعداء على إفشال الحوار والمصالحة لتحويل بوصلة القضية من تحرير الأرض إلى السجالات والخلافات الداخلية
** غياب وضوح الرؤية في التعامل مع الملف الفلسطيني والخلط بين الوساطة والتدخل في الشأن الداخلي تارة والتعامل الدبلوماسي والأمني تارة أخرى
** حالة التوجس والارتياب المهيمنة على عقل وقلب النخب الحاكمة تجاه التيارات ذات التوجه الإسلامي وفي مقدمتها حماس ذات الأصول الإخوانية
** تعدد الأجنحة داخل مؤسسة الحكم في مصر والسلطة في فلسطين ليس في الرؤى والسياسات بل في الولاءات والانتماءات
** انحياز الجناح الصاعد والقادم (رجال المال والأعمال) إلى أجندة المشروع الصهيوأمريكي بعيداً عن الأجندة الوطنية والعربية
** سطحية مفهوم الأمن القومي المصري لدى الساسة الحكوميين والمواليين خاصة عندما يتم التحريض والاستعداء ضد الشقيق العربي صاحب الحق لصالح العدو المحتل وأخيراً رغم تصاعد حملة الاستعداء والتحريض إلا أن الوقت الحالي مازال أنسب الأوقات إن لم يكن أخرها ، لأن الجميع يوقن أنه برغم اختلاف الأفكار والمناهج والأيدلوجيات إلا أن التوافق والمصالحة هما الحل الوحيد،وأن إقصاء الآخر وفرض الرؤى والحلول الآحادية بات من المحال !