أيكون اوباما معول هدم الشرق الكبير؟ مروان سوداح تتكشف يوماً بعد آخر مخططات امريكية جديدة، تتماهى مع الاهداف الاسرائيلية التي وضعها موسى شاريت قبل قيام الدولة العبرية، تستهدف تمزيق منطقة الشرق الاوسط الكبير من خلال إغراقه في مستنقع الفوضى الخلاقة، التي تهدف الى تغيير الخرائط الجيوسياسية التقليدية القائمة فيها تمهيداً للسيطرة على مقدراتها. وقد تبيّن مؤخراً ان هذه المخططات تحظى بدعم من اوباما المرشح لرئاسة البيت الابيض، الذي عَيّن صديقه جو بايدين لمنصبِ نائب الرئيس. ومن المعروف أن بايدين يتزعم المنظّرين الأساسيين لمخططات إعادة ترتيب الشرق الكبير. وقد خيّبت توجهات اوباما هذه آمال جمهور كبير من العرب الذين عقدوا عليه آمالهم الكبار، لأنهم لا يدركون انها بالضرورة استراتيجية الاجهزة السرية الامريكية التي لا تتبدل بتبدل الرؤساء الامريكان. وتُعتبر هذه المخططات محاولة لإخراج العم سام من ازماته المتلاحقة التي تعصف به في الشرق الكبير المهم لواشنطن نفطياً وعسكرياً وامنياً. ومن هذه الزاوية بالذات أنظرُ ايضاً الى الهجومين اللذين استهدفا مؤخراً نيودلهي وإسلام آباد والثالث في دمشق. وتقضي المخططات بإقامة دولة في بلوجستان، واخرى كردية امريكية التوجه على اراض إيرانية وعراقية وتركية، واقتطاع مساحات ذات اغلبية أذرية من إيران وإلحاقها بأذربيجان، وتأسيس دولةٍ عربية شيعية في العراق والسعودية والأحواز (عربستان)، لكن هذه الكيانات لن تحظى بترحيبٍ عربي لأنها ستلد بؤر توتر جديدة سياسياً ومذهبياً، أما ايران فسوف تحاربها لأنها ستشكّل منافساً لها يُسيّر بالريموت كونترول الامريكي. وفي مواجهة التوجه الامريكي تتشكل اليوم اجواء تهيئ لتحالفات عربية وشرقية-روسية تتفق على مصالح مشتركة، خاصة بعد هزيمة واشنطن وتل ابيب في القوقاز. وعن هذا التوجه يُعبّر ألكسندر بروخانوف رئيس تحرير صحيفة (زافترا) النافذة التي تنطق باسم الوطنيين الروس، إذ يرى أن عهد يلتسين، الذي وقعت فيه السياسة الروسية أسيرة للإرادة الأمريكية، وحيث شغل عملاء واشنطن كل الوظائف الأساسية في الدولة قد انتهى، وأن التأثير الأمريكي يتقهقر لصالح التقارب الروسي العربي بعد ان غدت موسكو قوة عسكرية ضاربة. ويعتقد الكاتب الروسي المعروف أن تحركات الكرملن في القوقاز انطوت على أبعاد جيوسياسية لا يجوزُ تجاهلَها، فقد تم إفشال المحاولات الامريكية لإقامة طوق عازل حول روسيا يمتد من بحر البلطيق شمالاً وحتى البحر الأسود جنوباً، ودُقّ إسفين بين دول غرب أوروبا من جهة والولاياتِ المتحدة من جهة أخرى. ويَعتبر بروخانوف أن روسيا وجهت بذلك ضربة موجعة لمخططات واشنطن الرامية إلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط الكبير من أفغانستان إلى العراق، ومن جورجيا حتى إسرائيل التي اعدت نفسها لتكون محطة دولية لاستقبال النفط المستورد من القوقاز في حال هزيمة روسيا عسكرياً. عن صحيفة الرأي الاردنية 30/9/2008