بعدما كتبت الأسبوع قبل الماضي عن آهات وآلام آلاف الآباء، الذين قضت ظروفهم الاجتماعية والشخصية أن ينفصلون عن زوجاتهم، ثم يحرمون من رؤية أطفالهم الصغار، نتيجة لقانون الرؤية الجائر الذي يشوبه الكثير من الثغرات.
التي تسمح للكثير من المطلقات الحاضنات من معدومات الضمير، بأن يتلاعبن بالقانون، ويحرمن الآباء من رؤية أطفالهم.
لم أكن أعلم أن هناك من عائلات الأزواج المطلقين من يتألم لعدم الرؤية أيضاً، وأن هذا القانون يساعد في قطع الأرحام التي أمر الله، سبحانه وتعالي، بوصلها، فالأسرة ليست مجرد أب وأم وأبناء ولكن هناك الأجداد والجدات والأعمام والعمات والأخوال والخالات.
وكل هؤلاء لاشك يتأثرون بما يترتب علي الطلاق والفرقة بين الآباء والأبناء والأمهات، من قطع للأرحام.
فقد وصلتني عدة رسائل علي بريدي الإلكتروني بعدما كتبت، تتفاعل مع هذه القضية الاجتماعية، وتحمل تجارب مؤلمة لآباء وجدات كانوا ضحايا لقانون الرؤية الذي يحرمهم من فلذات أكبادهم، وسوف أنشر هذه الرسائل تباعاً، لعل المشرعين وأولي الأمر في بلدنا يدركون حجم هذه المأساة الاجتماعية.
الرسالة الأولي تحمل آهات وآلام جدة لأحد أبناء الطلاق، وهي السيدة " زينب سليمان "، جدة الطفل يوسف، والرسالة تحمل عنوان: " قانون رؤية أبناء الطلاق ينحاز إلي طائفة من النساء وليس جميع النساء "
تقول فيها:" أشكر سيادتك كثيراً علي التكرم بالكتابة في موضوع قانون رؤية أبناء الطلاق وسلبياته، فأنا يا سيدي جدة لأب ولم أر حفيدي يوسف منذ ما يقرب من عام، وذلك بسبب تعسف مطلقة نجلي في استخدام حق الحضانة وامتناعها عن تنفيذ حكم الرؤية المقضي به لرؤية الصغير أسبوعياً لمدة ثلاث ساعات بالحديقة الدولية بمدينة نصر.
وهو ما يمثل اعتداء أثماً علي حق كل من المحضون والطرف غير الحاضن، وتلاعبا بمقدرات الصغير " المحضون" علي النحو الذي ينشأ عليه الفتي أو الفتاة جاهلاً بوالده وأجداده وأعمامه وعماته، وعرضة للتشوهات النفسية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول: " إن أعمال بني آدم تعرض علي الله تبارك وتعالي عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم ".
وعن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: " إن الرحمة لا تنزل علي قوم فيهم قاطع رحم " . وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول: " لا يدخل الجنة قاطع رحم".
وأؤكد لسيادتك أن قانون الرؤية ينحاز إلي طائفة من النساء، وهن النساء المطلقات فقط، أما نساء الأب المطلق فلهن الحرمان من فلذات الأكباد، فما هو تفسير عدم سماح قانون الرؤية تهيئة رؤية الأجداد والجدات والعمات والأعمام لفلذات أكبادهم، كما هي مهيأة لجميع أهل الحاضنة؟!
وإذا ما فرض جدلاً والجدل قد يكون علي خلاف الحقيقة، أن قانون الرؤية يهدف إلي إطلاق يد نحو خمسة ملايين امرأة مطلقة للكيد والانتقام وتأديب خمسة ملايين من الذكور الأشرار المطلقين، فما هو ذنب الجدة لأب والعمات أن يطالهن لهيب ذلك الكيد والانتقام؟.
ولماذا لا ينظر المشرع لحقوق النساء من أهل الأب المطلق في صلة الأرحام؟..
وما تفسير وقوع الجدة لأب في مركز متأخر في ترتيب الحاضنات؟
وفي الختام أناشد السيدات نائبات الشعب والسيدة رئيسة المجلس القومي للمرأة والسيدة رئيسة المجلس المصري للمرأة والسيدات رؤساء الجمعيات الأهلية النسائية برد مظالم ملايين الجدات لأب والعمات بتعديل قانون الرؤية، بحيث يسمح بتهيئة رؤيتهن لأحفادهن أسوة بالنساء من أهل المطلقات " .