بيان اصدرته وزارة التربية الوطنية ، ونشرته الصحافة تحت عنوان : وزارة التربية تؤجل العمل بمنهج المقاربة بالكفاءات؟ موجه لكافة الأطراف المعنية بأزمة تلاميذ الثالثة ثانوي، مع الإشارة إلى قرار وزاري بتاريخ 21جانفي2008، يقضي بتأجيل تحضير مواضيع الباكالوريا على أساس المقاربة بالكفاءات إلى 2009، والدعوة في ذات السياق إلى اجتماع ينعقد الثلاثاء القادم،والحديث عن لجنة وطنية لحصر مشاكل التي تعترض تطبيق المناهج الجديدة. ومن المعلوم أن المدرسة الجزائرية شهدت في السنوات الأخيرة ،إصلاحات جذرية فرضتها التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستويين الوطني والدولي.وقد تجلت تلك الإصلاحات في انتهاج "المقاربة بالكفاءات "كبيداغوجيا معاصرة من شأنها أن تدمج المدرسة الجزائرية في مجتمع عالمي يتسم بتدفق إعلامي و معرفي غير محدود، وعولمة المبادلات ،شرع في تطبيقه حلال السنة الدراسية(2003-2004)
في: الأولى ابتدائي والأولى متوسط، وبمناهج جديدة تبنت -المقاربة بالكفاءات.على أن يkدرج الإصلاح مع مرور السنوات سنة بسنة. مع تحديد 2005-2006 لتغطية السنوات بما فيها الثانوي وهو الاصلاح الذي دخل في سلسة الإصلاح التي انطلقت منذ الاستقلال، وكانت اول لجنة نصبت يوم15/12/1962 ونشرت أعمالها في عام 1964، ونلتها -: اللجنة الوطنية للتعليم بتاريخ1968، بدعوى ضرورة أصلاح الأوضاع الناجمة تأخرنا، والعمل على مراعاة خصائص مجتمعنا قيمنا ..الخ.
وتنصيب المدرسة الأساسية والتي دعت إلى تنصيبها المناقشة الشعبية لمشروع الميثاق الوطن عام (1975-1976)، ويرجع المشرفون اليوم سبب الإصلاح إلى ضرورة مواكبة التطور ألمعلوماتي والاتصال. والتغيرات التي عرفها المجتمع وطموحاته المشروعة لتحقيق الرقي في ظل العدالة الاجتماعية والمواطنة المسئولة،وتبني المقاربة بالكفاءات هو تطوير المدرسة وجعلها تواكب متطلبات العصرنة . وقد كان لكل محطة من محطات الإصلاح التربوي، أهدافه ومناهجه ، فبعدا لاستقلال اعتمدت المقاربة التقليدية(المقاربة بالمضامين) على غرار مناهج دول شقيقة -
أهم مميزاتها أن:(المدرس ينظم ويحضر و-يشرح الدروس) والتلميذ يجتهد( يستمع يحفظ ويتذكر ويستعمل المعرفة - اكتساب المعرف جاهزة- أستمر ذلك إلى أن تم تعميم المدرسة الأساسية في أواخر التسعينيات. 02المقاربة بالأهداف- أو بيداغوجية الأهداف.
وقد غيرت نوعا ما،حيث صار الأستاذ" يشخص الحاجات والوضعيات ويحدد الأهداف بمعية التلميذ الذي يتحول من متلق للمعرفة إلى مساهم في إنجاز الرس باحثا عن المعرفة، ومواطن استغلالها.استمر العمل ببيداغوجية الأهداف وزحزحته سنة بعد سنة ليختفي تماما خلال السنة الدراسية الحالية(2007-2008)،ويعتمد التعليم بالكفاءات كليا. 03 والتعليم بالكفاءات، يعني(تعليم التعلم-أي جعل التلميذ محورا أساسيا" فالمعلم يوجه التلاميذ إلى اكتساب القدرة على التحليل والتركيب في حل المشاكل ومن ثم جعل التلميد يسعى لاكتساب ، الكفاءات وتطويرها لا على جمع المعارف وتخزينها.لهذا استخدم المصطلح "الكفاءة" بدل" الهدف الخاص "أي الانتقال بعقل بالتلميذ من من منطق تلقي المعارف وتسخيرها إلى مبدأ ممارسة العمل بمضمون المعرفة.لهذا يكون التوجه فيها بالنسبة للتلميذ والمعلم نحو أنشطة ونقاط ومفاهيم لها دلالة بالنسبة للتلميذ ويرى الأستاذ أنها في سياق الهدف العام.
أي "تجنيد واستغلال مكتسبات مدمجة وليست مكتسبات متراكمة" تكييف الغايات المدرسية مع الواقع المعاصر و الاهتمام بالقدرة على تجديد المعارف في وضعيات مستجدة مثل حل المشكلات النفسية،التعليل و التحليل للوقائع و إصدارا لأحكام. لسنا بصدد نقد المنهاج، ولكن يمكن القول أن لكل مقاربة وسائلها ,أهدافها، ومصاعبها،محاسنها وعيوبها ،أيضا.وقد يكون من أبرز عيوب منهج المقاربة بالكفاءات توطين احترافية فعلية في التعليم، والاهتمام أكثر بالأوضاع النفعية الآلية - أي جعل المعرفة آلية،آنية، نفعية-.
ومن دواعيها مواكبة التطورات الحاصلة في مجالات التكنولوجيا و التقلبات الاقتصاد والسياسة ،وهو ما قد ينجر عنه الانسلاخ عن الأصول والتخلي عن القيم والأعراف. إن المسحة المختصرة لتطور مناهج التعليم في الجزائر تبين أن تلاميذ الثالثة ثانوي خلال السنة الدراسية(2007-2008)،قد تلقوا دروس ا المرحلة الثانوية على أساس منهج المقاربة بالكفاءات وهو يختلف تماما عما تلقوه خلال المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وتصريحاته تطرح أكثر من سؤال ،أسئلة البكالوريا ستكون ضمن البرنامج، ما معنى ذلك؟ ،وهل الأسئلة من البرنامج صدقة أو مزية من الوزارة؟ وقوله ستقتصر الأسئلة على جزء البرنامج الذي درسه التلاميذ ألا يعني ذلك عدم ملائمة البرنامج مع مستوى التلاميذ؟لم يرجع ذلك الخلل أليس للارتجالية في إسناد المسؤولية لغير أهلها؟..الخ.
أما الالتزام القرار،الذي قدمه السيد الوزير فهو شبيه بالحرث على صفحة الماء، فلا المحراث قادر على شق الماء ولا الماء باقي على شكله،فكيف تقدم أسئلة من دروس اعتمدت فيها طيلة ثلاث سنوات المقاربة بالكفاءات،وتعطى نمط أسئلة على أساس المقاربة بالمضامين، أو المقاربة بالأهداف،أليس هذا عبثا بمشاعر الأولياء،واحتقارا لشخصيات الأبناء؟أم هي تجربة جديدة لم يعرفها علم التربية بعد؟فإذا كان الإقرار بأنها تجربة فإننا تدعوا السيد الوزير إلى تجربة أفضل وهي أن يقلب سلم التجارب،ويجعل تجربته-استقالته وأعوانه-لفسح المجال أمام شخصية جديدة بفكر جديد ،وهو أحسن إصلاح للإصلاح.. ** الجزائر