عفوا يا رسول الله... حمدي رزق يا قوة الله، جسر جوي مصري مكون من 363 رحلة منتظمة و240 رحلة اضافية لنقل 130 الف معتمر خلال شهري شعبان ورمضان الي جدة والمدينة، الجسر لا يشمل معتمري رجب والمولد، ولا يشمل ايضا معتمري البحر والبر والعمرات الخاصة علي متن الرحلات الخاصة، العمرات المكيفة. العمرات المصرية الي الاراضي الحجازية تتنوع والجسور الجوية تتضاعف، واذا كان الحج اشهرا معدودات وكذا جسره الجوي، فان جسر العمرة متواصل طوال العام بلا انقطاع..استعدادات العمرة الرجبية في كل مكان الان وستهل علينا بعد ايام عمرة النصف من شعبان، والعشر الاوائل من رمضان وعمرة العشر الاواخر، وما ادراك بعمرة العشر الاواخر، تعدل في ثوابها ثواب الحج ولان الحج مرة كل خمس سنوات، البعض يؤديها سنويا، اربع سنوات عمرة وسنة حج، عادة وربنا ما يقطع لهم عادة. علي رأي طيب الذكر محمد الكحلاوي انا نفسي ازورك يا نبي واقول مدد ولكن كيف؟ ولا مكان لمعتمر جديد اسماء المعتمرين تتكرر تقريبا، هناك ادمان علي العمرة اصاب البعض ما ان تحل مواقيت العمرة حتي يترك المعتمر حاله وماله يرتحل الي جوار الرسول صلي الله عليه وسلم عشقت الهوي مذ عشقت هواك..الاصدقاء يتواعدون سنويا، وتسمع عجبا، رحلات فنية، فنانون وفنانات، رحلات بزنسية، مسئولون ورجال اعمال، ورحلات سياسية، سياسيون وحزبيون، ورحلات خاصة، رحلات نفساوية لإراحة الاعصاب وغسيل الادران وقص الشعور.. عقبالكم وعقبالي، كيف تتحول زيارة النبي الغالي الي رحلة ترفيهية، ادمان سنوي، اعرف استاذا جامعيا محترما اعتمر 17 مرة، وآخر يباهي انه منذ ان بلغ الخمسين لم يخلف العمرة مرة، وثالث ورابع وخامس، وميل غريزي للاستعراض وركوب الجسر. المثل الشعبي الغارق في طين برك الحارة المصرية 'اللي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع' ينطبق الحافر علي الحافر مع خبر الجسر الجوي، كما ان المقاربة بين البيت والجامع لها مغزي لا يخفي علي اولي الالباب. كيف يسافر هذا الرقم سنويا في بلد يسأل الناس فيه حق النشوق ويقتاتون الشكوي، كيف يدبرون نفقات العمرة خمسة آلاف جنيه في المتوسط، وهم يجأرون من الاسعار والدروس الخصوصية، ويكشفون الرؤوس داعين علي الحكومة بالويل والثبور..كيف يسافر هذا الرقم سنويا في بلد لا تجد الناس ما تشربه، وتتظاهر من العطش، وترفع الجراكن في وجه الحكومة، وتقطع الطرق الصحراوية، تقطع الفيافي الي الاراضي الحجازية تنسي العطش والجراكن والمظاهرات والاعتصامات، يأتين من كل فج عميق. كيف يسافر هذا الرقم سنويا في بلد يزداد الغني غني والفقير فقرا، لا اعتقد اننا نستحق الزيارة، حرام علينا الزيارة، البيت اولي من الجامع، هل تقبل من هؤلاء عمرة، هل حلال انفاق ألوف الجنيهات في ايام معدودات، وهناك من هو في حاجة ماسة للجنيه، ثمن العمرة الواحدة يرد الروح في مسكين، يستر شابة، يعف شابا، حصيلة العمرة سنويا تبني مصانع وتقيم مساكن وتفتح بيوتا اغلقها الفقر. الحكومة التي تشجعت مرة ونظمت الحج، حجة كل خمس سنوات عليها ان تستلهم قانون الحج لتطبيقه بحذافيره علي العمرة، عمرة كل خمس سنوات . لابد ان يتشجع مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة ويضع امور العمرة في نصابها، يفتينا في الادمان علي العمرة الذي صار عليه نفر من الميسورين، ويفتينا في تكرار العمرة في بلد لا تجد في مستشفياته برشامة وكيس قطن، ويقف مرضي الفشل الكلوي طابورا علي اجهزة الغسيل لا تجد اموالا لتغيير الفلاتر..اعرف ان القضية شائكة والخوض فيها صعب ولكني اعتقد صادقا ان التدافع علي العمرة لا يرضي ربنا، ولا يرضي رسوله الكريم، ان أموال العمرة حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، اللهم بلغت اللهم فاشهد. عن صحيفة أخبار اليوم المصرية 11/8/2007