وفق توجيهات الرئيس.. وزير التعليم يضع استراتيجية شاملة للتعليم المصري    وزير التموين: البورصة السلعية المصرية تفتح آفاقًا جديدة لصغار المزارعين    بعد الزلزال، البحوث الفلكية: لا نتوقع حدوث تسونامي في البحر المتوسط    الفاو: منع وصول المساعدات إلى غزة "يُفضي إلى الموت"    11 مصابًا ولاعب موقوف.. ريال مدريد يفقد فريقًا كاملًا أمام مايوركا    ختام معسكر الحكام المساعدين الواعدين بالإسكندرية (صور)    البدري ليلا كورة: في طريقنا للقاهرة.. وكهربا غير متواجد معنا    مصرع شخصين وإصابة 4 في حريق داخل مخزن خردة في الدقهلية    خالد الجندي: نسب الرزق من الحرام والفواحش إلى الله سوء أدب مع رب العالمين (فيديو)    خلال 90 يومًا فقط، منشآت الرعاية الأساسية بالدقهلية تستقبل ل1.9 مليون مواطن    محافظ سوهاج يحيل واقعة مخالفات صدور بيعة لأرض أملاك الدولة بأولاد غريب للنيابة    استمرار فعاليات البرنامج التدريبي "إدراك" للعاملين بالديوان العام في كفر الشيخ    ميلان ضد بولونيا.. موعد نهائي كأس إيطاليا 2025 والقنوات الناقلة    "الجبهة الوطنية" تعلن تشكيل أمانة ريادة الأعمال    حجز محاكمة الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة زوجة عبدالله رشدي للحكم    تأجيل محاكمة قهوجي متهم بقتل شخص إلى جلسة 13 يوليو    أحكام رادعة من الجنايات ضد 12 متهم بقتل شخصًا وترويع أسرته في أوسيم    رفض الإقامة بالقصور وسيارته موديل قديم جدا.. 23 معلومة عن «أفقر رئيس في العالم»    الليلة.. محمد بغدادي في ضيافة قصر الإبداع الفني ب6 أكتوبر    استقبالا لضيوف الرحمن فى البيت العتيق.. رفع كسوة الكعبة 3 أمتار عن الأرض    مصطفى كامل.. طرح أغنية «قولولي مبروك» اليوم    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 الترم الثاني محافظة شمال سيناء    نادر السيد : تصريحات مسؤولي بيراميدز الإعلامية سبب فقدان الفريق لصدارة الدوري    تأجيل محاكمة 17 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية" لجلسة 28 مايو    التحفظ على 256 بطاقة تموينية وضبط مصنع تعبئة كلور داخل مزرعة دواجن بالغربية    الثقافة تختتم الأسبوع ال38 لأطفال المحافظات الحدودية بمشروع "أهل مصر".. صور    وزير الإنتاج الحربي يوجه باتباع آليات الرقمنة الحديثة وتطبيق منظومات إدارة موارد المشروعات    البنك المركزي: القطاع المصرفي يهتم كثيراً بالتعاون الخارجي وتبادل الاستثمارات البيني في أفريقيا    «زراعة النواب» توافق علي موازنة «الطب البيطرى» للعام المالي الجديد    «الشرق الأوسط كله سف عليا».. فتحي عبد الوهاب يكشف كواليس «السيلفي»    النيابة تستأنف التحقيق في انفجار خط غاز بطريق الواحات: 8 ضحايا واحتراق 13 سيارة    لأصحاب برج السرطان.. اعرف حظك في النصف الثاني من مايو 2025    «أنا عندي نادي في رواندا».. شوبير يعلق على مشاركة المريخ السوداني في الدوري المصري    إعفاء وخصم وإحالة للتحقيق.. تفاصيل زيارة مفاجئة إلى مستشفى أبو حماد المركزي في الشرقية    مسئول أمريكي سابق يصف الاتفاق مع الصين بالهش: مهدد بالانهيار في أي لحظة    الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء: 107.5 الف قنطار متري كمية الاقطان المستهلكة عام 2024    التعليم العالى تعلن نتائج بطولة السباحة للجامعات والمعاهد العليا    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع مجموعة تنفيذ مقترحات زيادة فصول الحضانات    حالة الطقس في السعودية اليوم.. طقس متقلب على كل الأنحاء وفرص لرياح محملة بالأتربة    دار الإفتاء توضح الأدعية المشروعة عند وقوع الزلازل.. تعرف عليها    إيتيدا تشارك في المؤتمر العربي الأول للقضاء في عصر الذكاء الاصطناعي    المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تؤكد أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية    توقيع بروتوكول بين المجلس «الصحي المصري» و«أخلاقيات البحوث الإكلينيكية»    محافظ الشرقية: لم نرصد أية خسائر في الممتلكات أو الأرواح جراء الزلزال    الرئيس الأمريكى يغادر السعودية متوجها إلى قطر ثانى محطات جولته الخليجية    براتب 7 آلاف ريال .. وظيفة مندوب مبيعات بالسعودية    للمرة الثالثة.. محافظ الدقهلية يتفقد عيادة التأمين الصحي بجديلة    ورش توعوية بجامعة بني سويف لتعزيز وعي الطلاب بطرق التعامل مع ذوي الهمم    بالصور.. جبران يناقش البرنامج القطري للعمل اللائق مع فريق "العمل الدولية"    "معرفوش ومليش علاقة بيه".. رد رسمي على اتهام رمضان صبحي بانتحال شخصيته    «الرعاية الصحية»: توقيع مذكرتي تفاهم مع جامعة الأقصر خطوة استراتيجية لإعداد كوادر طبية متميزة (تفاصيل)    هآرتس: إسرائيل ليست متأكدة حتى الآن من نجاح اغتيال محمد السنوار    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(في فقه المعركة)
نشر في محيط يوم 11 - 08 - 2007


(في فقه المعركة)

* محمد اسعد بيوض التميمي

(جهاد في سبيل الله وليس كفاح ونضال ومقاومة)

(إنما المؤمنُون الذين أمنوا بالله ورسُوله ثُم لم يرتابوا وجاهدُوا بأموالهم وأنفُسهم في سبيل الله أُولئك هُمُ الصادقون )

} الحجرات: 15 { .

إن أي بندقية مُقاتلة أو ثورة مُسلحة لا يوجد لها هدف أولا يوجد خلفها عقيدة أومبدأ أو فكر أو رؤيا واضحةماهي إلا بندقية عبثية وعدمية وللإيجار وحركة عنف فوضوية تقوم بعنف أعمى فليس لها هدف إلا القتل كعصابات الإجرام الدولية(المافيا).

إن معظم الثورات المُسلحة والبنادق المُقاتلة تتحكم بها وتُوجههاإماعقائد دينية أوأيدلوجيات سياسية لها أهداف يسعى أصحابها إلى إنجازها بالقوة وهُم يُنظرون لهذه الأهداف وكيفية تحقيقها مُستخدمين بتنظيراتهم مفاهيم ومصطلحات تعبر عن مضمون عقيدتهم وأيدلوجيتهم التي يحملونها وهذا شيء طبيعي,فكل أيدلوجية سياسية أوعقيدة دينية لها مُصطلحاتها ومفاهيمها الخاصة التي تعبر عن منظومتها الفكرية,ومن خلال هذه المفاهيم والمصطلحات نستطيع بسهولة تحديد ماهية هذه العقيدة إن كانت دينية أوايدلوجية سياسية,فمثلاً(((إن الذين يستخدمون مُصطلحات ومفاهيم الكفاح والنضال والعنف الثوري والبرجوازية والرأسمالية والاشتراكية والامبريالية واليمين واليسار والتقدمية والثورية والصراع الطبقي والبروليتاريا وان الدين أفيون الشعوب ويُمثل الرجعية ويتخذون منماركس ولينين وستالين وماوسيتونغ وهوشيه منه وجيفارا وجياب رموزا وقادة ومنظرين ,ومن المنجل والشاكوش والراية والنجمة الحمراء شعارا لهم ))) فإنك فوراً تعرف ان هؤلاء ينتمون إلى أيدلوجية اشتراكية وشيوعية يسارية تدعوالى الإلحاد,فعقيدتهم التي يؤمنوا بها تقول(لا الله والحياة مادة) .

(ما لهُم به من علم كبُرت كلمة تخرُجُ من أفواههم إن يقُولُون إلا كذباً)}الكهف:5 {

وهم لا ينتمون لأمتنا صاحبة عقيدة التوحيد(امة القرآن)ولو كانوا آباءنا وإخواننا أومن عشيرتنا,وكذلك مصطلح ومفهوم المُقاومة,فهذا المصطلح له أكثر من معنى وأكثر من وسيلة وهدف,وهو ليس مُنبثق عن عقيدة مُحددة بل قد يتبناه أصحاب أيدلوجيات سياسية متعددة ومختلفة الأهداف ولكنه ليس مفهوم ومصطلح إسلامي,بل قد يكون من أهداف المقاومة مقاومة الإسلام,فالمشركون في(مكة المكرمة)قاوموا الإسلام بقيادة(أبي لهب وأبي جهل وعتبة)وفي عصرنا الحاضر يُقاوم العلمانيون والملاحدة كل مظاهر التدين والالتزام الديني مثل مُقاومة ارتداء الحجاب,وقد تكون المقاومة وطنية مثل (حركات التحرر الوطني)أوقد تكون من أجل الحصول على حرية مُمارسة كثير من الأفعال التي يحظرها القانون ويُحرمهاالشرع,وقد تكون مقاومة بالورود ومقاومة ناعمة ولطيفة وعدم استخدام السلاح في مواجهةالألة العسكرية الإجرامية التي ترتكب المذابح يوميا ضد شعبنا الفلسطيني كما يُنادي البعض من الذين يؤمنون بوجود الكيان اليهودي,

أي يجب أن تكون مقاومتنا رومانسية ووردية,فاليهودي الذي يذبحنا يجب علينا أن نُقدم له وردة مع قصيدة غزل حتى نكون حضاريين,فالشيوعيون والعلمانيون واللبراليون يُقامون وكل يقاوم على حسب طريقته الخاصة ونيته ولكنهم لا يُمكن أن تكون نيتهم( الجهاد في سبيل الله ).

فمن الجهل الشديد بفقه المعركة وفقه الجهاد وثقافة القتال في سبيل الله أن يستخدم بعض من يُسمُون ب(المفكرين الإسلاميين والعلماء المشهورين والمُنظمات والحركات المقاتلة التي تُسمي نفسها بالإسلامية) في خطابهم الديني والفكري والسياسي والعسكري مفاهيم ومُصطلحات لأيدلوجيات مُعادية ومناقضة للإسلام,فعندما تسمع خطاب هؤلاء تعرف أنهم يحملون فكراً مخربطا وخليطا من الأيدلوجيات المخلوطة مع الإسلام ولكنها ليست إسلاما نقيا صافيا وينطبق عليهم قول الله تعالى:

(وأخرون اعترفُوا بذُنُوبهم خلطُوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً عسى اللهُ أن يتُوب عليهم إن الله غفورُ رحيم)} التوبة: 102. {

فهل ممكن لأصحاب هذه الأيدلوجيات دُعاة الكفاح والنضال والمُقاومة أن يخلطوا أيدلوجياتهم بمفاهيم ومصطلحات إسلامية يعتبرونها تُعبر عن عقيدة رجعية,

فكيف إذن للبعض من المسلمين يقبل أن يخلط الإسلام بالكُفر وذلك باستبدال (مُصطلح الجهاد)أوخلطه بمفاهيم ومصطلحات أخرى مثل(المقاومة والكفاح والنضال)وهذا الخلط ناتج إماعن عدم علم بفقه المعركة وحقيقتها وجهل بالقرأن ومفاهيمه ومُصطلحا ته ومعانيه وإما عن علم وقصد وسبق معرفة ويندرج ذلك ضمن التخريب الفكري والعقائدي والغزو الثقافي والحرب على الإسلام,فهل ممكن أن نقول(كفاح ونضال ومقاومة في سبيل الله) فهذا مستحيل وغير جائز شرعاً وتبديل لكلام الله,بالإضافة إلى ذلك فهي كلمات غير مُنسجمة مع كلمات وألفاظ وتعابير القرأن الربانية المنزلة من عند رب العالمين.

فعلينا أن نعلم بأن الجهاد تعبير قرأني من رب العالمين نزل به جبريل من فوق سبع سموات على(محمد صلى الله عليه وسلم) فمن يملك استبداله بأي مُصطلح أخر من صُنع البشر؟؟

( واتلُ ما أُوحي إليك من كتاب ربك لا مُبدل لكلماته ولن تجد من دُونه مُلتحداً *واصبر نفسك مع الذين يدعُون ربهُم بالغداة والعشي يُريدُون وجههُ ولا تعدُ عيناك عنهُم تُريدُ زينة الحياة الدُنياولاتُطع من أغفلنا قلبهُ عن ذكرنا واتبع هواهُ وكان أمرُهُ فُرُطا * وقل الحقُ من ربكُم فمن شاء فليُؤمن ومن شاء فليكفُر إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقُها وإن يستغيثُوا يُغاثوا بماء كالمُهل يشوي الوُجُوه بئس الشرابُ وساءت مُرتفقاً) }الكهف : 27+28+29 {.

فهذه الأيات الكريمة تتوعد كل من يُحاول أن يُغير كلام الله أويستبدله بأن يُحبط عمله وبعذاب النار, فالأمر جد خطير, فكيف بعد ذلك نستبدل كلام الله عن الجهاد والقتال في سبيله بمفاهيم ومصطلحات لأيدلوجيات كافرة من صنع البشر جلبت المصائب والكوارث والهزائم على أمتنا عندما حكمت الأمة بدل حكم الإسلام.

ومن شدة اهتمام القرأن بالمفاهيم والمصطلحات ودقة معاني كلماته نجد في الأية التالية أن الله سبحانه وتعالى نهى عن استخدام كلمة(راعنا)لأن لها معنيين أحدهما فيه استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب ان نستخدم كلمة لها معنى واحد(ولا تقول راعنا ولكن قولوا انظرنا).

وأن الله سبحانه وتعالى يُقرر في الآية التاليةأن الذي يُساعد في الأعمال الصالحة يكن له(نصيب)منها أي اجر وثواب,والذي يُساعد على السيئات يكن له(كفل) منها أي وزر, فعبر بكلمتين مختلفتين عن الأجر وعن الوزر وقد يتبادر للذهن أن الكلمتين ذات معنى واحد .

(من يشفع شفاعةً حسنةً يكُن لهُ نصيبُ منها ومن يشفع شفاعةً سيئةً يكُن لهُ كفلُ منها وكان الله على كُل شيء مُقيتا )

} النساء : 85 {

و في الأيتين الكريمتين التاليتين نجدأن من يُحرفون الكلم عن مواضعه ويتلاعبون بالأحرف ونُطقها إنما يطعنون في الدين وملعونين وكافرين, فكيف بالذين يُبدلون كلام الله.

(من الذين هادوا يُحرفُون الكلم عن مواضعه ويقُولُون سمعنا وعصينا واسمع غير مُسمع وراعنا ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين ولوأنهُم قالُوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظُرنا لكان خيراً لهُم وأقوم ولكن لعنهُمُ اللهُ بكُفرهم فلا يُؤمنُون إلا قليلاً)

} النساء: 46 {

(ومنهُمُ الذين يُؤذُون النبي ويقُولُون هُو أُذُنُ قُل أُذُنُ خير لكُم يُؤمن بالله ويُؤمنُ للمؤمنين ورحمةُ للذين أمنوا منكُم والذين يُؤذُون رسُول الله لهُم عذابُ أليمُ ) } التوبة : 61 {

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم(لا تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا الحبلةً ولا تقولوا عبدي ولكن قولوا فتاي).

ففي هذا الحديث الشريف ينهى(الرسول صلى الله عليه وسلم) عن أن نبدل كلمة العنب بالكرم لما لكلمة الكرم من معاني متعددة من ضمنها الخمر وطلب منا أن نُسميها ب(الحبلة)أي الأرض المزروعة بالعنب,وبالفعل فأنا من مدينة(خليل الرحمن في فلسطين)وهي مشهورة بزراعة العنب نُطلق على الأرض المزروعة بالعنب(الحبلة),وينهى عن أن نُطلق على(الخادم)مصطلح (العبد) بل(فتى)لأن العبودية لله وحده فلا نقع بالشرك ونحن لاندري,فإذا (الرسول صلى الله عليه وسلم)ينهى عن استخدام مُصطلح يتعلق بالزراعة وصفة لشخص يتعلق بوضعه الاجتماعي,فكيف الآمر بمُصطلح يتعلق بالعقيدة وبذروة سنام الإسلام وهو(الجهاد في سبيل الله)الذي أنزل من فوق سبع سموات ليقضي بأمر وهو أن القتال دفاعا عن الوطن والعقيدة والدين يجب أن يكون جهاد في سبيل الله,وان هذا الجهاد يكون فرض عين في حالة جهاد الدفع ويكون فرض كفاية في حالة جهاد الطلب وهو يكون بالمال والنفس ولكنه يكون دائماً وفي جميع الأحوال له معنى واحد ووحيد وهو القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الله في الأرض .

قال تعالى (إن الله إشترى من المُؤمنين أنفُسهُم وأموالهُم بأن لهُمُ الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيقتُلُون ويُقتلُون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقُرأن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكُمُ الذي بايعتُم به وذلك هُو الفوزُ العظيمُ )

} التوبة: 111 { .

(أم حسبتُم أن تدخُلُوا الجنة ولمّا يعلم اللهُ الذين جاهدُوا منكُم ويعلم الصابرين )} أل عمران: 142 { .

( الذين أمنُوا يُقاتلُون في سبيل الله والذين كفرُوا يُقاتلُون في سبيل الطاغُوت فقاتلُوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) } النساء: 76 {.

لذلك على كل من كانت نيته(( الهجرة لله والجهاد في سبيله ويُريد حرث الآخرة ويؤمن بالمضمون العقائدي للصراع مع اليهود وأعداء الله الذين يشُنون حربا صليبية على المسلمين وان المعركة معركة كفر وإيمان)) أن لا يستخدم إلا مفاهيم ومصطلحات القرآن في التعبير عن هذا الصراع إن كانوا مخلصين وصادقين وعقيدتهم صحيحة, فبدون ذلك لا يمكن أن ينصرنا الله.

( فلا تُطع الكافرين وجاهدهُم به جهاداً كبيراً)} الفرقان: 52 {.

ومن اجل أن تكون رايةالجهاد راية إسلامية يجب أن تكون واضحة نقيةوغيرعمية ولا ضبابية وليست ملونة بألوان الطيف وهدفها بين,لأن هذه الراية لايمكن أن ينضوي تحتها أويرفعها إلا المسلمون المُوحدون لله رب العالمين الذين يعملون لتكون كلمةالتوحيدهي العُليا وكلمة الذين كفروا والذين أشركوا هي السُفلى,

ولايمكن أن ينصرنا الله إلا تحت هذه الراية وبهذه النية فبهما كانت جميع انتصاراتنا في التاريخ(يا أيُها الذين أمنُوا إن تنصُرُوا الله ينصُركُم ويُثبت أقدامكُم )} مُحمد : 7{

وأوضح ما تكون هذه الراية اليوم في(أرض الرافدين وأفغانستان),حيث المعركة دائرة بين فسطاطين,فسطاط نفاق لاإيمان فيه وهم الصليبيون والمُشركون والمُنافقون والمُذبذبون ممن يدعون أنهم ينتمون لأهل السنة والجماعة ك(الحزب الإسلامي)والكفار أجمعين من(صفويين وسبئين من شيعة عبد الله بن سبأ)الذين والوا الصليبين (يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهُم أولياءُ بعض ومن يتولهُم منكُم فإنهُ منهُم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

} المائدة: 5 {.

أما الفسطاط الثاني, هم المجاهدون في سبيل الله من أهل السنة والجماعة من أصحاب العقيدة الصحيحة وهم الطائفة المنصورة بإذن الله التي ينطبق عليها شروط النصر في القرآن الكريم والله أعلم (وعد اللهُ الذين أمنُوا منكُم وعملُوا الصالحات ليستخلفنهُم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليُمكنن لهُم دينهُمُ الذي ارتضى لهُم وليُبدلنهُم من بعد خوفهم أمناً يعبُدُونني لا يُشركُون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأُولئك هُمُ الفاسقُون )

} النور: 55 { .

( ونُريدُ أن نمُن على الذين استُضعفُوا في الأرض ونجعلهُم أئمةً ونجعلهُم الوارثين ) }القصص: 5 {.

(يا أيُها الذين أمنُوا من يرتد منكُم عن دينه فسوف يأتي اللهُ بقوم يُحبُهُم ويُحبُونهُ أذلة على المُؤمنين أعزة على الكافرين يُجاهدُون في سبيل الله ولا يخافُون لومة لائم ذلك فضلُ الله يُؤتيه من يشاءُ والله واسعُ عليمُ * إنما وليُكُمُ اللهُ ورسُولُهُ والذين أمنُوا الذين يُقيمُون الصلاة ويُؤتُون الزكاة وهُم راكعُون * ومن يتول الله ورسُولهُ والذين أمنُوا فإن حزب الله هُمُ الغالبون ) } المائدة : 54+55+56{.

فهذه الصفات التي وردت في الآيتين تنطبق تماما على المُجاهدين في أرض (الرافدين وأفغانستان)والله اعلم,فيبدو بوضوح أن معظمهم لديه فقه المعركة ومعرفة بحقيقتها وأن فهمهم يتوافق مع القرأن والسنة ويرقى الى مستوى المعركة الفاصلة التاريخية التي يخوضونها ويتحملون أعبائها,ففي أدبياتهم وبياناتهم العسكرية وخطابهم السياسي لا يوجد أي خلط بالمفاهيم والمصطلحات مهما كان بسيطا,ففي إحدى المرات شاهدت مقابلة مع احد المجاهدين في(شارع حيفا في بغداد)الذي يُسيطر عليه المجاهدون حيث رفض بشدة ان يصفه المذيع الذي اجرى معه المقابلة بالمقاوم حيث ردعليه بانفعال أنا لست مقاوم انامجاهد في سبيل الله,وقامت إحدى المنظمات المجاهدة في(العراق)بتعديل اسمها ليتوافق مع القرأن بعد أن تبين لها أن اسمها فيه خلط بين الإسلام والأيدلوجيات الكافرة ,فوا لله إننا لا ننتصر إلا بمثل هؤلاء الرجال الذين بعثهم الله في(ارض الرافدين)وهؤلاء هم الذين هزموا القوات الصليبية بقيادة أمريكا والقوات المتجحفلة معها من المرتدين, وبمثل هؤلاء سندخل(المسجد الأقصى) كما دخلناه أول مرة ونتبرعُلواليهود وندمر كيانهم.

لذلك فأنني أدعو جميع من يعتبرون أنفسهم أصحاب مشاريع جهادية ويُطلقون على حركاتهم ومنظماتهم أسماء إسلامية ويُبدلون كلام الله باستخدامهم مفاهيم ومصطلحات مُنبثقة عن أيدلوجيات كافرة معادية لعقيدة التوحيد أن يُعيدوا النظر في مفاهيمهم ومصطلحاتهم للتوافق مع مفاهيم ومصطلحات القرأن و فقه المعركة وحقيقتها حتى لا يُحبط عملهم ويكون هباءاً منثورا(قُل هل نُنبئُكُم بالأخسرين أعمالا *الذين ضل سعيُهُم في الحياة الدُنيا وهُم يحسبُون أنهُم يُحسنُون صُُنعا )} الكهف : 103+104 .{

فالمعركة معركة كفر وإيمان,فهيِ معركة الجمع المؤمن الموحد لله رب العالمين ضد الجمع الكافر بجميع أشكاله ومُسمياته وعناوينه وأطيافه وألوانه وراياته,وعلينا أن نعلم علم اليقين بأن الاسلام هو هدف الحرب الأول والأخير التي تشن على المسلمين سواء كانت حرب فكرية أوعسكرية لأنه هو الذي يحمي كيان الأمة ويمنعه من التفكك والانهيار والتهتك والاندثار.

إن الإسلام هو الكابوس الرهيب الذي ترتعد له فرائص الكفار والمتأمرين أجمعين,ومفاهيمنا ومصطلحاتنا هي التي تُحدد معالم المعركة وتوضح حقيقتها وتجعلنا نعرف من نحن ومن عدونا وتُنير لنا الطريق وتهدينا السبل.

(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المُحسنين)

} العنكبوت: 69 {

اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.

** كاتب وباحث إسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.