«عمليات التعليم» تتابع وصول صناديق أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025 للجان الامتحانية    ليلة دامية.. إسرائيل تتلقى ضربات إيرانية موجعة تكبدها خسائر غير مسبوقة    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم الأحد 15 يونيو 2025    طقس اليوم الأحد 15 يونيو.. بدء انخفاض طفيف في درجات الحرارة    كثافات مرورية بشوارع ومحاور القاهرة والجيزة اليوم الأحد    «كنت رقم 1».. وسام أبوعلي يكشف مفاجأة عن أزمة ركلة جزاء الأهلي    إشادة قوية من المطربة أنغام على أداء محمد الشناوي أمام إنتر ميامي الأمريكي    الأردن يُطلق صفارات الإنذار وسط تصاعد التوترات الإقليمية    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 15 يونيو    برواتب تصل ل12 ألف جنيه.. العمل تعلن وظائف جديدة بشركة أدوية بالإسماعيلية    250 مصابا و8 قتلى بصواريخ إيران.. سلطات إسرائيل تقيم مركزا للتعرف على الجثث    اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الأحد 15 يونيو    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    نقابة الموسيقيين تحذر مطربي المهرجانات والشعبي بسبب الراقصات    «المركزى» يُقر خطة تحويل «إنكلود» لأكبر صندوق إقليمي في التكنولوجيا المالية    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    إعلام إسرائيلي: مصرع 5 وأكثر من 100 مصاب جراء القصف الإيراني على تل أبيب    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    تجاوز 63%.. مؤشر تشغيل القروض للودائع يواصل التحليق لمستويات غير مسبوقة    مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    رقم تاريخي ل زيزو مع الأهلي ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    بدأت في القاهرة عام 2020| «سيرة» وانكتبت.. عن شوارع مدن مصر القديمة    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    فرصة للراحة والانفصال.. حظ برج الدلو اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السقوط في بئر الفتنة "العباسية 2"
خلطة عجيبة : ممارسات سياسية سيئة.. ومصطلحات تاريخية قديمة أشعلت الموقف

فاصل جديد من الفتن تشهده مصر الآن ويكتوي بناره الشعب المطحون.
تتصارع القوي والتيارات ولا تجد نصيراً لها إلا زرع الفتن. للنيل من بعضهم. فتشتعل النيران. وتتوقف عجلة العمران. ويصبح الحليم حيراناً.
فتنة جديدة.. أفرزتها الممارسات السياسية الراهنة وتم استدعاء ألفاظاً ومصطلحات فقهية وتاريخية من كتب الفقة ووقائع التاريخ الإسلامي وإسقاطها علي الوضع الحالي وضع فتنة تحرق الشارع المصري كله.
مصطلحات لها مدلولها الشرعي والتاريخي يراد وضعها في غير موضعها.. الاقتراب من مقر وزارة الدفاع غزوة وتكديس السلاح بالمساجد والشوارع عدة الجهاد ومواجهة جنود الجيش جهاد واقتحام وزارة الدفاع فتح إسلامي. قادة الجيش صناديد قريش. القول ينعم في الاستفتاء "غزوة".
المرشحون للرئاسة كفار كلها مصطلحات لها مدلولها الشرعي يراد إسقاطها علي الوضع الحالي لإحداث فتنة في المجتمع.
استدعاء للتاريخ
وبالعودة للماضي القريب نجد أن بعض الجماعات الإسلامية استكثرت علي نفسها العيش في هدوء وحرية فقام أصحابها باستدعاء مصطلحات كبيرة كمحاولة لعودتنا إلي زمن عزوان الرسول صلي الله عليه وسلم والتتار والاستعمار حتي نعيش ميعاً تحت ظل هذه المصطلحات ولا نبرحها للبناء.
فقد كفرت بعض الجماعات الرئيس الراحل محمد أنور السادات وانتهت باغتياله بحجة عدم تطبيقه لشرع الله وتسببوا في فتنة استمرت ثلاثين سنة وهي حكم حسني مبارك وحينما هاجم الشيخ الزهبي فكر التكفير صدر عليه الحكم أنه علماء السلطان والسلطان كافر والعلماء كفرة وتم اغتيال عالم وعلماء الأزهر والإسلام.
وتحت عنوان "إقامة الدولة الإسلامية" تم اقتحام مبني الفنية العسكرية المواجهة لوزارة الدفاع وتم القبض علي هذه المجموع قبل تنفيذ مخططها.
موضوع الهجوم علي الجش المصري ليست حديثاً بل قديم وأريد تجديده حينما وضعت الجماعات الإسلامية أفكارها في كتاب "الفريضة الغائبة" الذي حرم الانضمام للجيش المصري الذي هو جيش فرعون حسب زعمهم والغريب أنهم اعتبروا مواجهة المستعمر مضيعة للوقت والجهد والمهم عندهم مواجهة أعداء الله والكفرة وهم حكام المسلمين ومن يساندهم.
علماء الإسلام حذروا من هذه الفتنة والتي نعيش أحد فصولها الآن ووصفوا من أيقظوها بخواج العصر وناشدوا بمحاصرة هذه النيران.
احذروا الفتنة
يشير دكتور سعد الدين هلالي الأستاذ بجامعة الأزهر إلي قوله تعالي: و"الفتنة أشد من القتل وقوله سبحانه وتعالي والفتنة أكبر من القتل هكذا وصفها القرآن الكريم بأنها أشد من القتل وأكبر لأن القتل جريمة منتهية أما الفتنة فهي مسلسل جرائم جريمة تلو الأخري وهذا إهلاك للحرث والنسل ومن أجل ذلك ورد في الخبر "الفتنة نائمة ملعون من أيقظها" والفتنة هي إظهار الكلام الذي يوقع بين فرد أو طائفتين بحيث يتم استعداء أحد الطرفين علي الآخر وغالباً ما يستخدم الفتان أسلوب الكذاب والخداع فليس بعد الكفر ذنب.
أضاف د.سعد أن جريمة الفتنة التي يمارسها البعض لا يتورعون أن تكون أساليبهم الكذب والغش لأن من يستحل الفتنة يستحل ما دونها ولعل العلاج الذي وضعه الإسلام مرهون بثقافة المسلم وإرادته في الإصلاح بداية من عدم تصديق كل ما يسمع بل عليه أن يتعامل بالحكمة والتروي قال تعالي: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا الكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءاً.
وهذا المسلم الذي يستعين بالله عن ما يسمع ويسلم أمره إلي الله عز وجل فيما يقال يوقف بعض آثار الفتنة ولا يمكن للفتنة أن تشتعل بل يفوض الأمر إلي الله عز وجل.
أيضاً إذا وجد المواجهة فإنه ينسحب من تلك المواجهة ولا يعاند في رد العدوان أو رد السباب لأن المواجهة تزيد من الفتنة في الاشتعال ومن أجل ذلك أخرج البخاري عن أنس إن النبي قال: إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقتاتل والمقتول في النار قالوا هذا القاتل فما بال المقتول قال كان حريصاً علي قتل صاحبه.
كما ورد في السنن أن النبي قال: ما بال أحدكم أن يكون كأحد بني آدم القاتل في النار والمقتول في الجنة كأن النبي يجمد تلك الفتنة بأنه يطلب من الطرف الناجي أو ممن يريد النجاة أن ينسحب من مواجهة غيره حتي ولو كان هناك اعتداء لا يرد الاعتداء بمثله بل يأخذ طريق السلامة بأن يحتسب ما وقع فيه لله سبحانه كما قال الله تعالي: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنهولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
أيضاً يساعد الإسلام المسلم علي درء الفتن وإخمادها بالدعاء فقد ورد في قول الله سبحانه وتعالي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان.
وردد في الحديث: الدعاء مع العبادة فيستعين المسلم بالدعاء إلي الله عز وجل أن يخمد تلك الفتنة وأن يحفظ مصر وأهلها وأن يمكنها من القيام من عثرتها.
عودة للوراء
يري دكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر أن ما يحدث حالياً هو لون من ألوان الارتداد إلي الخلف والسير إلي الوراء وأنه من قبيل وضع الحربة أمام الحصان وليس العكس والكارثة هي استخدام الدين في غير محله والاستشهاد بجزء من الآيات فيبتر الآية ليأخذ منها ما يناسبه دون أن يضع الأمر في نصابه.
وأضاف أن الفتن عبر التاريخ الإسلامي كثيرة لعل أولها الفتنة التي كانت سوف تحدث في صلح الحديبية علي عهد رسول الله فقد خرج الرسول من المدينة مع أصحابه من أجل العمرة وليس معهم إلا السيوف في جرابها من أجل الوقوف في وجه قطاع الطرق أو العصابات المنتشرة في ذلك الوقت وما أن وصل الرسول إلي الحديبية حتي توقف بجيشه وأرسل إلي قريش يخبرها أنه يريد الاعتمار وأنه لم يزت لقتال ولا لحرب وإنما أتي ليعظم شعائر البيت ورفضت قرش بأباء وشمم وأقسمت في النهاية أن محمداً لا يمكن السماح له بدخول مكة أبداً هذا العام وبعد مشاورات ومداولات ورسلاً تتري هنا وهناك جاء سهيل بن عمرو يفاوض رسول الله وكتبت المعاهدة بينهما نصت علي أنه لابد أن يرجع محمداً هذا العام فلا يعتمر رغم أن محمداً أخبر أصحابه بقول ربه "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون" ومن حين هنا الأخبار أدرك المسلمون عن يقين أنهم داخلون مكة هذا العام لأداء العمرة لأن الرسول لا يكذب أبداً فلما جاء سهيل كانت بنود المعاهدة مهنية أولاً طلب محو كلمة رسول الله وقال يا محمد امحها واكتب اسمك واسم أبيك فلو علمت أنك رسول الله ما قاتلتك وهذه طعنة ثانية إضافة إلي الطعنة السابقة ثم صار المسلمون كلهم حتي المقربون جداً من رسول الله وعلي رأسهم عمر يذهب إليه ليقول له الست برسول الله.. السنا بمسلمين والرسول يرد بالإيجاب فيقول له عمر فعلام نرضي الدنية في ديننا؟ وزاد هذا الحوار سخونة الأمر حتي قال أبوبكر قولته المشهورة: الزم غرسك يا عمر فإنه رسول الله.
زراعة الفتنة
ويتساءل د.عبدالمقصود ألم يرو هؤلاء الذارعون للفتنة المهيئون لها الدافعون لأموالها بالملايين ألم تخشع قلوبهم لله ألم يعرفوا أن هناك "يوم حساب" هل جهزوا إجابات لله جل في علاه حين يسألهم لما دفعتم هؤلاء الشباب لسفك دماءهم وترويع الآمنين هل جرائم الخطف للصغار والكبار والاعتصاب والسطو المسلح لها صلة بالإسلام؟ لقد تعرضت مصر منذ عام 1952 لكوارث عديدة فما وجدنا لهؤلاء صوتاً في بعض العهود ثم سجنوا وعذبوا فهل كان يحدث لمصر ما يحدث إذا اتبعها المجلس العسكري معهم نفس النظام؟ ألم يفكر هؤلاء أنه في حال فشل ثورة 25 يناير ماذا سيكون موقف المجلس العسكري منهم؟
أضاف من تحمل 60 سنة أليست لديه المقدرة أن يصبر عدة أشهر ليسود السلام وينتشر الاستقرار وتشكل محاكم مدنية للقصاص ممن جني؟ أم أن الذي سرق ونهب مليارات يعيشون بها منعمين بالخارج بينما من حمل رأسه علي كتفه وجابه كل هذه المآس نطالب بقطع رأسه هل نجمع عليه بلاءين أم أن هذه فتنة كفتنة الخوارج أيام الإمام علي حث رفض سيدنا عثمان رضي الله عنه أن يدافع عنه كبار الصحابة فلما دفعوا بأبنائهم لحمايته أمرهم بعدم رفع سيف في وجه أد حتي استشهدوا النورين وسلارمه وهو يقرأ كتاب الله ولم يرضي أن يراق دم أمرني مسلم فضحي بنفسه وبحياته وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة والوحيد في الدنيا من عهد آدم إلي أن تقوم الساعة وهو الذي تزوج بنتين من بنات النبي واي نبي سيد أولي العزم محمد صلي الله عليه وسلم.
وطالب باشا أهل الرأي وأصحاب الأحزاب بأن يتقوا الله في الأرواح والأموال وفي مصر التي هي في نفس الوقت بلدهم ورحم الله من قال في الفتنة خيراً ليطفئها أو يصمت.
إتباع الأهواء
يؤكد فضيلة الشيخ محمد الراوي عضو مجمع البحوث الاسلامية انه لايجوز لانسان ان ينال من كرامة آخر تحت اي شعار فالحياة تسير بالضوابط وفهمنا للحرية يجب أن يكون فهماً صحيحاً وحرية الإنسان يجب الا تتجاوز حتي تصل الي النيل من حرية الآخر.
وقد دعانا القرآن الكريم الي تجنب الفتن في قوله تعالي : "واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وهي مسبوقة بقول الله : "يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم". سورة الأنفال ونجد في مقابل هذه الآية الواردة في سورة القصص "فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله إن الله لايهدي القوم الظالمين".
ويري الشيخ الراوي ان مصر لن تهان لانها عزيزة علي الله ومن تدبر شأنها في كتاب الله يري أنها وطن محمي بحماية الله فقد تقع الاحداث شأنها شأن حياة الإنسان لكنها تذهب وتبقي مصر مهما بلغت المخاطر ومن تدبر سورة يوسف كما ينبغي استطاع أن يدرك قدر مصر علي الله.
وأشار فضيلته الي أن اضر ما يضر الأمم هو اتباع الاهواء وعلي كل واحد منا أن يخضع هواه لامر خالقه وان يستجيب لنداء الله في جمع الكلمة ووحدة الأمة في جميع الأحوال وان نجد ونعمل في جميع المجالات لتبقي امتنا منيعة الجانب لاتحتاج في شأن من شئونها الا لعون خالقها وان نجعل العدل اساس لحياتنا حكاماً ومحكومين وهنا نذكر ما قاله حفيد عمر بن عبدالعزيز عندما ارسل اليه من ارسل ليطلب عونا ليقيم سور ليحفظ عليه أمن المدينة فرد عليه بقوله : احفظها بالعدل ونقي شوارعها من الظلم.
أمور غريبة
ويقول دكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقة بجامعة الأزهر شريعة الاسلام هي شريعة الأدب والاحترام تعمل دائما علي حفظ سمعة الناس وكرامتهم وتنهي عن الاساءة لاي انسان مهما كان حتي إذا اساء الينا فلا يجوز لنا ان نسيء اليه بمثل اساءته والا كنا نحن وهو سواء في الخطأ.
وشريعة الاسلام ايضا تنهي عن السباب والتقاتل والتشاحن ولو بالسلاح او القول لان القول البذيء في الغالب قد يكون اخطر من الضرب بالسلاح.
ومن هنا فإن الاسلام ينأي بحسن الخلق ليعطي الحق للإنسان في التعبير كيفما شاء بشرط أن نتخلق بالاخلاق الحسنة ولهذا رأينا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول لاصحابه : "لا يبلغني احداً منكم عن احداً من اصحابي شيئا فأني أحب أن اخرج اليكم وأنا سليم الصدر وذلك لان القرآن الكريم يقول : "وقولوا للناس حسني".
ونحن في زماننا هذا قد لاحظنا اموراً عجيبة هي في الاصل غريبة عن مجتمعنا الذي يعرف الادب والاحترام فقد رأينا جماعة من الناس يرفعون اصواتهم بحجة التظاهر والاحتكاك لامر من الأمور المتعددة ولو أنهم تظاهروا بأدب واحترام والتزام بالخلق الحسن من غير سباب ولا شتائم ولا تخريب ولا تدمير لكان التظاهر مقبولا لكن ما رأيناه لايتفق مع اخلاق الشريعة حيث رأينا السباب والشتائم والتخريب والتدمير وكشف عورات الناس وتتبع مساويء الآخرين لفضحهم وكشف المستور من امرهم وتناسي هؤلاء جميعا ان سيدنا رسول الله قال "ايها الناس لاتبتغوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورة أخيه لفضحه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قعر بيته" وليس معني الحديث ان تتبع عورات المسلمين فقط هو المحرم بل جاءت الكلمة علي سبيل التغليب فكل انسان يتبع عورة اخيه الانسان تتبع الله عورته وقد ظلم نفسه لانه اتعب نفسه فيما لاينبغي واساء الي غيره بالاعتداء عليه وانتهاك حرماته وكل هذا من الفتن التي صارت كقطع الليل المظلم والفتنة اشد من القتل أو هي أكبر من القتل وكما قيل الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.
مواجهة المحرضين
ويؤكد د.صبري ان شريعة الإسلام تواجه كل من يحرض الناس علي فعل الشر أو يسيء للمجتمع بحجة الدعوة الي الجهاد ونقول لهؤلاء اتريدون أن تجاهدوا؟ من تجاهدون ابناء وطنكم واخوانكم في الوطن الذي تعيشون فيه ام انكم اتخذتم من ابناء الوطن اعداء لكم وهذه فتنة في الارض وفساد كبير وان دلت علي شيء فإنها تدل علي أن قائل مثل هذه العبارات لا فقه ولا دين وامثال هؤلاء لابد من مواجهتهم والتصدي لهم ليقفوا عند حدهم فالله عز وجل يذع بالسلطات مالا يذع بالقرآن.
الظواهري فقط
من جانبه بين الدكتور صفوت عبدالغني القيادي البارز بالجماعة الاسلامية وحزب البناء والتنمية أن الوطن لايحتمل محاولات البعض تأجيج الفتن واعادة طرح مسألة الجهاد المسلح ولا استدعاء تلك المفاهيم ذات الدلالات البراقة وان سعي البعض لتسليط الضوء المتعمد عليه علي هذه المسألة التي لا وجود لها علي أرض الواقع فيه شييء من التربص للنيل من العمل الاسلامي ولا دلالة ولا معني لذلك علي الاطلاق الآن.
أضاف : ان من طرحوا هذه المسألة المثيرة للفتنة اشخاص لايتعدون أصابع اليد الواحدة ولانجد حيثية للوقوف امامهم سوي اسم محمد الظواهري لما له دلالات.. مشيرا الي أن الظواهري وغيره مفرج عنهم حديثا من السجون ولم يقفوا عند طبيعة الواقع ولا توجد لديهم فكرة حقيقية عن طبيعة التغيرات التي شهدتها مصر والعملية السياسية فيما بعد الثورة.
ونفي الدكتور صفوت أن تكون مثل تلك الدعوات الغريبة سواء للجهاد أو للعمل المسلح لها أية صلة بالجماعة الاسلامية من قريب أو بعيد والجميع يدرك الفرق جيداً بين هؤلاء والجماعة الاسلامية قبل وبعد الثورة.. مبيناً انه تم توجيه النصائح لترشيد مثل هذه الافكار بشكل مباشر مع المهندس الظواهري وأن هذا المشروع لايصح احياؤه خاصة وان الثورة غيرت الكثير في مصر ولم يعد ثم مجالا للعنف.
وعرض الي أن فكرة العمل المسلح في حد ذاتها بعيدة تماما عن فكر الشيخ الظواهري وهو ما وقفنا عليه في تواصل مباشر معه وان كل المسألة لاتعدو كونها وجود ليس لديه في العملية السياسية والأمور تم تسليط الضوء اعلاميا عليها بشكل مغالا فيه وبعيدا عن الواقع.
أشار إلي أن المجتمع المصري الآن في أمس الحاجة الي الحوار المتكامل والعمل السياسي البعيد عن التشويه المتعمد الذي يصر البعض علي الخوض فيه دون داع من واقع أو سبب يستدعي ذلك.. طارحاً أنه ثبت يقينا للجماعة الاسلامية ان العمل السلمي والتغيير السلمي هو الأكثر جدوي علي أرض الواقع من العمل المسلح الذي يريق الدماء ويشوه الحاضر ويجعل صورة المستقبل غير واضحة.
واستغرب عبدالغني طرح البعض ممن اعتصموا في العباسية فكرة "النصر أو الشهادة" لأن المعركة هنا وهمية ولا مجال لها وان الأولي ان يشارك الجميع في منظومة التغيير السلمي الذي يبني وينمي ويخرج من ذلك المأزق المحتدم والذي يحتاج لتكاتف كل الجهود وتفويت الفرصة علي من يسعون لتشويه العمل الاسلامي كله.
التغيير السلمي
اكد الدكتور عبدالآخر حماد مفتي الجماعة الاسلامية انه في ظل الأوضاع التي نعيشها يمكن أن نتوقع اي شيء ومانراه في وجهة نظرنا غريبا هو عند كثير من الشباب شييء عادي.. موضحا أنه ناقش بعضا من الشباب في مثل هذه الأمور إلا أنهم يسقطون الأحاديث والآيات علي غير معانيها وكأنه لاتوجد طريقة أخري سوي الجهاد رغم أن الواقع يدلل علي أنه يمكن أن نغير الواقع بشكل سلمي واذ كنا أسقطنا رأس النظام بشكل سلمي فلم يبقي شيء يوجب تخلينا عن المنهج السلمي في التغيير.
قال : اننا كجماعة اسلامية ومن واقع التجربة للجهاد المسلح في فترة التسعينيات لم نحقق شيئاً ووجدنا أن الحوار السلمي البناء هو الأوقع والأجدي في اصلاح أحوال البلاد والعباد.. مبرزاً أن الواجب الآن علي الاعلام المتزن أن يفسح المجال للدعاة المتعقلين لأن بعض الدعاة وان كانوا قلة يهيجون الشباب والواجب علي القنوات الدينية وغيرها.
أضاف : رغم كل هذه التداخلات القائمة في المشهد هذه الأيام الا أنها ستمر بسلام بإذن الله وكل الدعوات الشاذة والغريبة علي قلتها الا أن مواجهتها ضرورة.. منبها الي أن بعض التيارات البعيدة عن التيارات الدينية.
مطلوب قوانين
يري الدكتور حسن أبوطالب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أو استدعاء عبارات الجهاد في الشارع المصري امر ذو مدلول خطير للغاية ولابد أن يلفت نظر الجميع لأن نفس تلك المصطلحات هي التي ادت الي الحرب الاهلية في لبنان في الثمانينيات وهي نفسها التي قادت الفلسطينيين للتناحر والتقاتل وإذا تركنا اصحاب تلك الشعارات فسوف يدفعون بنا الي آتون الصراع الداخلي وإذا كانوا قد فعلوا ذلك وهم يختلفون مع المجلس العسكري فماذا سيفعلون إذا حدث خلاف مع الأقباط.
ويري د.ابوطالب ان الشعارات التي بدأت تظهر في الشارع المصري علي ألسنة بعض المحسوبين علي التيارات الدينية لابد أن تثير مخاوفنا بشدة خاصة ونحن نعلم جميعا ان هناك شباب يتبعون دعوات وكلمات هؤلاء الشيوخ الذين ينادون بالجهاد والدليل علي ذلك هو ان الكثير من الشباب السلفيين الذين لبوا نداء الاعتصام امام وزارة الدفاع اصبحوا يهتفون النصر أو الشهادة وكأنهم يحابون قوماً غير مصريين وإذا استمر الأمر علي هذا الحال فسوف نفاجز يوما ما بخلايا جهادية جديدة تأخذ من قتال الجيش المصري هدفا لها ووقتها إذا حاول أحد اتهام الشباب من اعضاء تلك الخلايا ان ما يفعلونه خطأ سيفاجأ بهم يتهمونه بالكفر بل وسيسارعون الي اغتياله إذا قدر لهم الأمر.
وأكد الدكتور ابوطالب أن البرلمان المصري مطالب بتفعيل دوره والتصدي بأقصي سرعة الي الانفلات الذي تشهده ساحات التظاهر في شتي ربوع مصر ولابد من اصدار البرلمان لتشريعات وقوانين واضحة تحدد حدود التظاهر والاعتصام وتجرم وبشدة تلك الأفعال التي قد تجر مصر الي آتون الفتنة الداخلية وعلي الجانب الآخر لابد أن يدخل الأزهر علي الخط ويوضح للجميع حقيقة الجهاد في الاسلام منعاً لسقوط الشباب من جديد في آتون جماعات التكفير.
الجهاد
اما الداعية الدكتور أسامة القوصي فيقول أن الحكمة من مشروعية الجهاد هو اعلاء كلمة الله عز وجل ونصر المظلومين ورد العدوان وحفظ السلام فهل هؤلاء الذين لاعبوا بمشاعر الآلاف من الشباب المصريين البسطاء فهموا حقيقة دعوتهم الي الجهاد التي اطلقوها ضد الجيش المصري وهل استهداف الجندي والضابط الذين كانوا يحرسون مقر وزارة الدفاع له علاقة بالجهاد من قريب أو من بعيد؟!
واضاف د.القوصي : ان ما فعلته عدد من القيادات المحسوبة علي التيار السلفي لا علاقة له بالتشريعات الاسلامية من قريب أو بعيد وإنما هي دعوات استهدفوا من خلالها حشد الشباب لتحقيق اكبر ضغط علي المجلس العسكري ولو سمعت لجنة انتخابات الرئاسة بعودة الدكتور حازم صلاح ابواسماعيل للانتخابات هل كان شيوخ السلفية سيستطيعون اقناع الشباب بوقف الجهاد المسلح ضد الجيش المصري وانا لا أعلم كيف أطلق ابوالأشبال وغيره دعوات الجهاد علي اعتصام الشباب امام وزارة الدفاع فالمفهوم الفقهي للجهاد يقول أن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتال الكفار لاعلاء كلمة الله تعالي ولا ينصرف الي غير قتال الكفار الا بقرينة تدل علي المراد ويقول علماء التفسير ان جهاد السيف مقصود به قتال المشركين وأن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع باطلاقه الا علي مجاهدة الكفار بالسيف حتي يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن ؟؟؟؟ صاغرون فهل اعلان الجهاد ضد المجلس العسكري يدخل في أي من التغيرات السابقة الاجابة طبعا لا لأن الجهاد إذا أطلق كما قلنا ينصرف علي قتال الكفار فحسب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال جاء رجل الي رسول الله صلي الله عليه وسلم : لا أجده فهل تستطيع إذا خرج المجاهد ان تدخل مسجدك فتقوم ولاتفتر وتصوم ولاتضطر فقال الرجل ومن يستطيع ذلك.
وينهي د.القوصي حديثه موجها خطابه للدعاة المتشددين ان يتقوا الله في بلدهم بعد أن تسببت نداءاتهم الخاطئة في شحن المصريين بعضهم ضد بعض الأمر الذي يهدد بوقوع مصادمات دامية في الشارع المصري.
الأماكن الحرام
ويقول الدكتور محمد المنسي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة إن ماحدث في ميدان العباسية لابد أن متوقف امامه جميعا لأنه نقلة نوعية خطيرة في مسار الثورة المصرية التي تميزت بسلبيتها بشكل أبهر العالم كله ولكن عودة الخطاب التكفيري من جديد للساحة المصرية لابد أن تتم مواجهته بمنتهي القوي خاصة في ظل انتشار مختلف أنواع الأسلحة في الشارع المصري ولو تركنا تلك المصطلحات الجهادية تطلق يمينا ويساراً دون تفسير وتنفيد واضح لها فسوف تكون العاقبة سيئة للغاية حيث سينجرف الشباب خلف دعوات شيوخهم ولن يمر وقت طويل الا ونفاجأ بجماعات التكفير والهجرة تعود من جديد ولنا في تجربة جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي حاول البعض بعثها في الشارع المصري ابرز دليل علي ذلك ولولا التصدي الحاسم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.