تبدأ أول يوليو.. التعليم تعلن ضوابط تحويل الطلاب بين المدارس (مستند)    يواصل الصعود.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024 في المصانع المحلية    حمدي فتحي: هذا قراري بالانضمام لغير الأهلي في مصر.. واللعب الثالثة عصرا يؤثر علينا    مواعيد مباريات الثلاثاء 28 مايو - كأس مصر.. ودوري السلة    NBA - بوسطن يسحق إنديانا ويتأهل للنهائي بلا هزيمة    ضبط 12.5 طن لحوم غير صالحة للاستهلاك بالقاهرة    تقديم الخدمات الطبية والعلاجية ل105 آلاف مواطن بالعيادات الخارجية بمستشفيات المنيا خلال أبريل 2024    28 مايو.. اليوم العالمي لصحة المرأة    نتيجة الصف السادس الابتدائى الترم الثانى.. رابط النتيجة    مقرر «الاستثمار» بالحوار الوطني: نستهدف صياغة مقترحات تدعم وقف الحرب على غزة (تفاصيل)    مهرجان للشيكولاتة في ختام الأسبوع الأول لأنشطة الإجازة الصيفية بمكتبة دمنهور    هل يُغني الحج عن الصلوات الفائتة؟.. دار الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي    وزيرة الهجرة تلتقي أحد رموز الجالية المصرية في سويسرا للاستماع لأفكاره    استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر إطلاق الاحتلال النار على محيط مستشفى كمال عدوان    رسميًا.. النرويج تعلن الاعتراف بدولة فلسطين    عاجل| هيئة شؤون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 22 فلسطينيا بالضفة الغربية    رضا حجازي يبحث مع وفد البنك الدولي التعاون في ملفات تطوير منظومة التعليم    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات المياه والصرف الجاري تنفيذها مع بنك الاستثمار الأوروبي    اقتصادية قناة السويس توقع عقد حق انتفاع لمصنع ملابس بالقنطرة غرب    رسالة من 4 كلمات.. رمضان صبحي يتجاهل أزمة إيقافه بسبب المنشطات    وزارة التعليم العالى تكشف تفاصيل مؤتمر التأهيل الوظيفى لطلاب الجامعات    اليوم تسليم طلاب الثانوية العامة أرقام الجلوس بالمدارس    هيئة الأرصاد: غطاء سحابى يحجب أشعة الشمس وفرص أمطار رعدية بهذه المناطق    توقف حركة قطارات الخط الأول للمترو بسبب عطل مفاجئ بمحطة غمره    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالشرقية    مصرع شخص غرقا فى ترعة بالشرقية    عاشرها 15 يوماً وهي مكبلة.. قصة "رحمة" إحدى ضحايا "سفاح التجمع"    «الإحصاء»: وصول حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى 13.9 مليار دولار في 2023    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    عاجل| وفاة النجم اللبنانى فؤاد شرف الدين    جامعة القاهرة تبحث تعزيز التعاون مع وفد صيني في تعليم اللغة الصينية والعربية    راندا عبد السلام تتألق بالأبيض في أحدث ظهور لها    محافظ أسيوط يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمبادرة حوافز تميز الأداء    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    هل علي ذنب لو حضرت أفراح فيها اغانى؟.. أمين الفتوى يوضح    سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر يهبط ببداية التعاملات    وزير الصحة يبحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون في اللقاحات والأمصال    صحة الإسماعيلية تنظم قافلة طبية في مركز التل الكبير    التفاح والتوت.. أطعمة تحسن من جودة النوم في فصل الصيف    الصين تدعو لوقف الهجمات على السفن المدنية في البحر الأحمر    جيش الاحتلال يقصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان    اليوم.. الإعلان عن الفائزين بجوائز الدولة في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية    «الإفتاء» توضح سنن وأحكام الأضحية.. احرص عليها للفوز بأجرها    حالة الطرق اليوم، أحجام مرورية بالدائري الأوسطي ومحور 26 يوليو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-5-2024    حسن مصطفى: الجيل الحالي للأهلي تفوق علينا    ما هي أعراض التسمم المائي؟.. وهذه الكمية تسبب تورم الدماغ    كوريا الشمالية تطلق صاروخا باتجاه أوكيناوا.. واليابان تحذر مواطنيها    هند البنا: جنود الاحتلال الإسرائيلي يعانون من اضطرابات نفسية بسبب حرب غزة    تحديث أسعار بورصة الدواجن اليوم الثلاثاء 28/5/2024 والكتاكيت في الأسواق المصرية    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28 مايو في محافظات مصر    مدير المستشفى الكويتي برفح: أُجبرنا على الإغلاق بعد مصرع اثنين من العاملين    مصطفى شوبير يُعلن خطوبته    حكام مباريات الثلاثاء في دور ال 32 بكأس مصر    محمود فوزي يرحب بدعوة مدبولي لإشراك الحوار الوطني في ملف الاقتصاد    إستونيا: المجر تعرضت لضغوط كبيرة لتفسير عرقلتها مساعدات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تستعد لإقامة احتفالية بمناسبة عيد دخول السيد المسيح أرض الكنانة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الابتعاد عن الاسلام والشريعه سبب تفجر ثورات العرب
نشر في منصورة نيوز يوم 26 - 09 - 2011

أكد الداعية الدكتور علي خليفة ان «محمد البوعزيزى» التونسي كان هو الشرارة الأولى التى أطلقت الثورات فى الأقطار العربية . والتى عرفت بربيع الثورات العربية وفاجأت هذه الثورات العالم كله حتى أنها فاجأت العالم العربي نفسه.

وأضاف بأن من أسباب هذه الثورات ظهور القمع والاستبداد وتفاقم مشكلة البطالة والأوضاع المعيشية المتردية فى الوطن العربي حيث تجاوز معدل البطالة بين الشباب العربي وفق ما ذكرته منظمة العمل الدولية 23% عام 2010م.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للندوة الشهرية لمجلة «التبيان» التي تصدر عن الجمعية الشرعية في مصر والتي جاءت تحت عنوان: «الثورات العربية.. دروس وآمال» .

وبمشاركة كل من فضيلة الدكتور محمد المختار محمد المهدى الرئيس العام للجمعية الشرعية و عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد عمارة المفكر المعروف و عضو مجمع البحوث الإسلامية و الدكتور محمد مختار جمعة مقرر هيئة علماء الجمعية و الأستاذ بجامعة الأزهر.

وفى مستهل حديثه تناول الدكتور محمد المختار المهدي أبرز الدروس المستفادة من الثورات العربية فأكد أهمية الحفاظ والثبات على أحكام الله مشيراً إلى أن العدوان على أحكام الله وشريعته كان من أهم أسباب اندلاع الثورات العربية .

وأن الاعتداء على شريعة الله عز وجل مآله الذل فى الدنيا والعذاب فى الآخرة {إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَو يُصَلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِم وَأَرْجُلُهُم مِن خِلافٍ أَو يُنفَوْا مِن الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُم خِزْيٌ فِى الدُّنيَا وَلَهُم فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة: 33).

وعلل فضيلته بدء الشرارة الأولى من تونس بأنها البلد العربي الذي اعتدى فيه حكامه على دين الله منذ أن رأسه «بورقيبة» الرئيس التونسي الأسبق، حيث اعتبر رؤساء تونس أن الصيام مضيعة للاقتصاد.

وكان يسجل اسم كل فرد يدخل المسجد للصلاة ومن يعتاد صلاة الفجر يعد فى نظرهم إرهابيّا، بل جعلوا دخول المسجد بالبطاقة ومنعت النساء المسلمات من ارتداء الحجاب، كما منع تعدد الزوجات في الوقت الذي سمحوا فيه بالزنا واعتبروه أمرا عاديا!!

وأشار المهدي إلي أن مصر لم تكن تختلف عن تونس ولهذا انتقلت شرارة الثورة إلى مصر لأنها كانت تسير في نفس الطريق الذي رسمته الأمم المتحدة لتغيير هوية الأمة المسلمة، حيث كانت البداية بتغيير القوانين الخاصة بالمرأة والطفل.

فانتشرت مؤتمرات المرأة التي تنادى بالعرى والسفور والشذوذ الجنسي كما رفعوا سن الطفولة إلى 18 عاما، ورغم تصدى علماء الجمعية الشرعية ومواجهة «مجلة التبيان» لهذا القانون بالدراسة والتحليل إلا أن القائمين على مثل هذه القوانين ساروا فى غيهم لتنفيذ مقررات الأمم المتحدة.

القذافي وضرب هوية الامة

ويواصل د. المهدي قائلا : " ومن مصر إلى ليبيا إلى هذا الرجل الذى غير تاريخ الأمة الإسلامية وتلاعب بشرع الله ومنهجه وكتابه فيشير فضيلة الإمام إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب جعل التاريخ الإسلامي يبدأ من الهجرة.

ومنذ تلك اللحظة وتاريخ المسلمين يبدأ بتاريخ هجرة النبى غير أن «القذافى» الرئيس السابق لليبيا جعل التاريخ يبدأ بوفاة رسول الله !.

وألف كتابًا سماه «الكتاب الأخضر» وفرضه على الناس بدلاً من القرآن ونادي بحذف كلمة «قل» من القرآن الكريم لأن هذه الكلمة كانت موجهة إلى النبي والنبي مات فلا داعي لذكرها فى القرآن!!

وادعى لنفسه ألقابًا كنبى الصحراء وملك ملوك إفريقيا وعميد القادة العرب، ومن ثم فإن العدوان على شريعة الله عز وجل وعلى كتابه ومنهجه عجل بما نراه الآن فى ليبيا.

ومن ليبيا إلى اليمن وكانت بداية تغيير شريعة الله مع اليوم الأول الذي يتولى فيه الرئيس علي عبد الله صالح الحكم والذي قال وهو يناقش الدستور والقانون المطبق فى اليمن اكتبوا ما شئتم إن في مصر مادة تقول إن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ومع ذلك لا تطبق فاكتبوا ما شئتم ونحن لن نطبق».

ولفت إلي أن هذا العدوان على الشريعة كان أيضاً فى سوريا والتى ارتكبت فيها جرائم ضد الشريعة فمعظم القادة السوريين ينتمون إلى الباطنية والعلوية وهذه الفرق معروف موقفها من العقيدة وموقفها من الإسلام.

كما أن مواقف الأسد الأب ومحاربته تطبيق الشريعة الإسلامية وارتكابه جرائم ضد الإسلاميين فى حماة، وتركه الجولان فى يد الاحتلال الإسرائيلي.. كلها حقائق معلومة عن هذا النظام.

عاقبةالانسلاخ من الشريعة

وأشار د. المهدي إلي أن هذه هى النتيجة الطبيعية والحتمية لكل من أراد الانسلاخ عن بعض أحكام الشريعة وهذا ما حذر الله عز وجل نبيه منه .

فقال: {وَأَن احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِع أَهْوَاءَهُم وَاحْذَرْهُم أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَم أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِم وَإِنَّ كَثِيراً مِن النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} (المائدة: 49).

ومن الدرس الأول إلى الدرس الثاني وهو عاقبة الظلم فيشير فضيلة الدكتور إلي أن الظلم مهما بدا مهيمنًا ومسيطرًا فإن جوفه خواء وأن الحق إذا تمسك به أهله يتحقق قوله تعالى: {بَل نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (الأنبياء: 18).

ويرى فضيلته أن الثورة المصرية لم تكن نتيجة شباب عُزَّل بل إن هؤلاء الشباب كانوا سببًا فقط، وأن الفضل يجب أن ينسب لصاحبه وهو إرادة الله عز وجل التى تحكمت وأنزلت الرعب فى قلوب هؤلاء الظلمة والطواغيت ولولا ذلك ما نجحت الثورة.

واكد أن نصر الله للثورة المصرية لم يأت اعتباطًا، ولكن كان نتيجة تغيير دينىّ حدث فى المجتمع، فبعد أن ضيق هذا النظام على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الدعوة الصحيحة لدين الله عز وجل أخرج من هذه الظلمات نورًا فى نفوس الكثير من شبابنا وشيوخنا.

فكان التغيير فى الداخل وجاء التغيير فى الخارج تطبيقا لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم} (الرعد: 11).

ويرى فضيلته أن التغيير لم يحدث كاملا وإنما حدث جزئيًا والتغيير الكامل إنما يحتاج إلى أن نكون مع معية الله وكتابه وسنة نبيه .

القرآن فوق الدستور

مؤكدًا أنه إذا كانت هناك مواد فوق الدستور وهذا ما نادى به البعض مؤخرًا فإن هذه المواد يجب أن تكون آيات القرآن الكريم، لأن الدساتير تضعها الشعوب والشعوب جزء من خلق الله أما كلام الله فهو كلام رب البشر وهو وحده فوق أى دستور:

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُم الْخِيَرَةُ مِن أَمْرِهِم وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} (الأحزاب: 36).

ويؤكد فضيلته أنه حتى تتحقق الآمال المعقودة على الثورة فيجب الحفاظ عليها من انقضاض رموز الفساد والظلم لأن من باشر الظلم لا ينتظر منه إصلاح فلا يسند إليهم أى عمل إصلاحى، ولخص القرآن الكريم ذلك فى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (يونس: 81)

وبالتالى ينبغى أن نبدأ عهد جديد بأياد نظيفة متوضئة تحمل هم الأمة وهم هويتها وقيمها وأخلاقها ودينها لتتسلم الراية وتحقق ما أراده الله لهذه الأمة من خيرية.

ومن جانبه يري المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد عمارة ان سنة الله تعالى فى التغيير والتداول، {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (آل عمران: 140).

مشيرًا إلى أن كثيرًا من الذين لا يؤمنون بسنن الله سبحانه وتعالى كانوا يتصورون أن هذا النظام نظام مؤبد وكأنهم يريدون معاندة سنة الله تعالى فى التداول والتغيير.

ويرى الدكتور عمارة أن سنة الله فى التداول ليست مجرد كلام يسمع ويردد فقط ولكنها حقيقة ينبغى أن يعيها الإنسان جيدًا.

لأن الإيمان بهذه السنة الكونية يمنح الأمل ويزيل الخوف والهزيمة النفسية، بل ويجعل الإنسان متطلعًا إلى تغيير وتبديل الواقع السيئ وإلى العمل والسعى لهذا التغيير.

وهذا ما يعبرعنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم} (الرعد: 11) وهذا يؤكد أن التغيير حتمى وسنة من سنن الله التى لا تبديل لها ولا تغيير، ومن ثم ينبغى دفع عجلة التغيير والمساعدة فى إقامة هذه السنة.

ويشير الدكتور عمارة فى هذا الصدد إلى موقف الرئيس المخلوع حسنى مبارك حين زُورت الانتخابات الأخيرة فى مصر وحجبت المعارضة وأعلنوا أنهم سينشئون برلمانا موازيا فى هذا الوقت .

خرج حسنى مبارك وهو يحتفل بهذا التزوير ويلوح بيده وهو على المنصة ويقول فى سخرية «خليهم يتسلوا» ثم قارن الدكتور عمارة بين هذا الموقف للرئيس المخلوع وبين موقفه وهو فى قفص الاتهام حين يقول للقاضي : «أفندم أنا موجود»!!

واشار إلي أن الشورى هى الدرس الثانى من دروس الثورات العربية وأنه لا شرعية لحكم لا يقوم على الشورى، فمع أن النبى هو المعصوم والملهم فقد كان أكثر الناس مشاورة لأصحابه كما يروى أبو هريرة .

وكان يقول لأبى بكر وعمر: «لو اجتمعتما فى مشورة ما خالفتكما»، فكان هذا النبى العظيم رئيس الدولة وقائد الحكومة يخضع للأغلبية ولا يعين أميرًا للجيش إلا بالشورى فيقول فى الحديث «لو كنت مؤمرًا أحدًا دون مشورة المؤمنين لأمرّت ابن أم عبد»، أى عبد الله بن مسعود.

ويشدد الدكتور عمارة فى هذا الصدد على أن الحكم الذى لا يقوم على الشورى ليس حكمًا شرعيًا على الإطلاق فالنبى كان معصومًا فيما يبلغ عن الله أما فى إدارته للدولة وفى اجتهاداته فكان يخضع لشورى المؤمنين ولأغلبيتهم.

ونفي د. عمارة تماما ما جاء على لسان بعض العلماء من تحريم الثورة بزعم أنها خروج على الحاكم مؤكدًا أن هؤلاء الحكام ليسوا حكامًا شرعيين ولم يأتوا بإرادة الشعب ولم يحكموا بشرع الله والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنْكُم} (النساء: 59).

فجاء مصطلح (أولى الأمر) كما يشير الدكتور عمارة فى مرتين فقط فى القرآن الكريم وجاء بصيغة الجمع ولم يأت مصطلح «ولى الأمر» وهذا يعنى أن القيادة جماعية، كما أن لفظ (منكم) يعبر عن شرعية الأمة وعن هوية الأمة وكيانها.

ومن ثم فإن أى حاكم ليس من الأمة ولا يمثل هوية الأمة ولم يأت بالشورى والتى هى العقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم فلا شرعية له وفى تاريخنا الإسلامى والسياسى يسمى حاكما متغلبا أو «حكومات التغلب» وهى حكومات لا شرعية لها.

ولذلك أجمع العلماء كما يقول المفسر ابن عطية وكما نقل عنه القرطبى: «إن الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام ومن لا يستشر أهل العلم والدين فعزله واجب وهذا مما لا خلاف فيه».

الثورات العربية ليست خروجا

وفند مزاعم العلماء الذين حرموا الثورة واعتبروها خروجا على الحاكم، مؤكدًا أنهم لم يفهموا كلمة (الخروج) فالخروج هو ما يكون مسلحا ويسمى الخوارج بالخوارج لأن خروجهم كان مسلحا أما الثورات السلمية كما حدث فى الدول العربية .

فهذه لا تعد خروجا على الحاكم حتى ولو كان حاكما شرعيا وذلك لأن أبا بكر الصديق الخليفة الأول قال فى خطبته الأولى قال: «أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم».

وفى هذا الإطار أكد الدكتور عمارة ضرورة الاستفادة من درس الشورى فى المستقبل لأننا نريد دولة شورية، السلطة فيها للأمة والسيادة فيها للشريعة، ولا سلطان فوق سلطان الأمة إلا سيادة الشريعة الإسلامية.

ونبه إلي أن كسر حاجز الخوف يعتبر من أهم دروس الثورات التي يعيشها العالم العربي وان هذا يحتاج إلى دراسات وأبحاث فى الدين والتاريخ .

لأنه ثبت باليقين أن كل الانتصارات تعلقت بكسر حاجز الخوف وكانت معية الله سبحانه وتعالى مع موسى وهارون هى التي كسرت حاجز الخوف عندهما من جبروت وطغيان فرعون.

وأضاف الدكتور عمارة فيما يتعلق بقضية الشهداء أن الحياة الآخرة عند الشهداء هى الحياة الحقيقية لذلك تهون عليهم الدنيا ويكسرون حاجز الخوف الذى يفتح أمامهم أبواب الفرج والنعيم، فما سمى الشهيد بهذا الاسم إلا لأنه يشهد موقعه فى الجنة لحظة نزول أول قطرة دم منه.

الآمال المعلقة على الثورات

وطالب الدكتور عمارة بالحرية باعتبارها من أبرز الآمال المعلقة على الثورات العربية مؤكدًا أن الإسلام والإسلاميين هم أول من يضار من الاستبداد، مطالبًا ترك المجال لجميع الجماعات- حتى وإن كانت جماعات شاردة - للمشاركة فى المجتمع.

ويكون الاحتكام فى النهاية إلى صندوق الانتخابات فلا عزل ولا إقصاء بل يجب أن تتفتح كل أزهار الحرية بشرط أن يكون الحكم هو صندوق الاقتراع، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد مواطن حر فى وطن غير حر.

ويعد الدكتور عمارة العدالة الاجتماعية من الآمال المنشودة وينادى بتطبيق نظرية الاستخلاف وهى فلسفة الإسلام فى الأموال فالمال الحقيقى هو مال الله سبحانه وتعالى

: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم وَأَنْفَقُوا لَهُم أَجْرٌ كَبِيرٌ} (الحديد: 7)، وحذر د. عمارة من محاولة تطبيق الرأسمالية أو الشيوعية، هذه الرأسمالية المتوحشة التى أدخلت الغرب فى نفق مظلم.

وطالب د. عمارة بأن يكون فقه التدرج حاضرًا فى أذهان الدعاة والعلماء، فالتشريع الإسلامي جاء بالتدريج وتم تطبيقه أيضاً بالتدريج.

وأكد انه قبل تطبيق الشريعة فإنه ينبغي إعداد القاضى الذى سيحكم بالشريعة والمشرِّع الذى يقنن الشريعة والمحامى الذى سيترافع بالشريعة والمواطن الذى سيتقبل تطبيق الشريعة، ولا ينبغى تعجل البعض على التطبيق فتكون فتنة.

كما حذر منها خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز حين حدث تراجع عن الشورى والعدل بعد الخلافة الراشدة، فجاء عمر بن عبد العزيز كل يوم يحيى سنة ويميت بدعة فتعجب ابنه قائلاً: لماذا لا تحمل الناس على الحق دفعة واحدة؟!

فيقول له هذا الحكيم: «إنى أخشى أن أحمل الناس على الحق دفعة واحدة فيتركوه دفعة واحدة فتكون فتنة».

وبدأ الدكتور محمد مختار جمعة كلمته بتحية إعزاز وتقدير لدماء إخواننا وأبنائنا الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم رخيصة فى سبيل دينهم وعزتهم وكرامتهم والذين ضربوا نموذجا راقيا لرفض الذل والهوان مستشهدًا بقول الشاعر محمد مهدى الجواهرى حين قال:

يوم الشهيد تحية وسلام
بك والنضال تؤرخ الأيام
بك يبعث الجيل المحتم بعثه
وبك القيامة للطغاة تقام
سيحاسبون فإن عرتهم سكتة
من خيفة فستنطق الآثام

واتفق الدكتور مختار جمعة مع الدكتور عمارة حين قال لا يوجد إنسان حر فى وطن غير حر فأوضح أنه ما دام الأجنبي موجودًا فلا عزة لأمة فى وطن مستباح .

ومن الدروس والآمال يقول الدكتور مختار جمعة أن الطغاة طبع على قلوبهم فهم لا يفهمون! فبعد الثورة التونسية خرج أركان النظام المصرى السابق يقولون مصر ليست تونس مصر دولة أمنية يستعان بخبرتها الأمنية فى الشرق والغرب.

وسقطت مصر وجاء القذافى وابنه يؤكدان ما ردده أركان نظامنا ويقولان ليبيا ليست كمصر وتونس، ليبيا دولة قبلية ونظام قبلى وستحرق الأخضر واليابس ونحن لم نستخدم القوة بعد.

ثم الآن بشار الأسد يقول سوريا ليست كمصر وليبيا، نحن دولة ممانعة ودولة مقاومة ونسوا عقبى الظالمين وعقبى الطغاة.

عاقبة الظالمين

ثم يتحدث الدكتور مختار جمعة عن عاقبة الظالمين وكيف كان هلاكهم كما جاء فى النص القرآنى فيؤكد أنه لا يمكن إسقاط عاقبة الكافرين على عاقبة الظالمين الذين ينطقون بكلمة التوحيد حتى وإن كان التوحيد لسانيّا أو شكليّا أو ظاهريّا.

فكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فأمره مفوض إلى الله تعالى ثم فى النهاية وبعد الحديث عن فرعون قال: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا �


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.