الأزمة بخرت 8 تريليونات دولار من ثروات الأغنياء محيط - السيد حامد الأزمة المالية العالمية لم تستثني أحدا, طالت الدول المتقدمة والنامية, طالت الشركات الكبيرة والصغيرة, أصابت الفقراء والأغنياء بخسائر فادحة, حيث انخفض عدد وثروات أثرياء وكبار أثرياء العالم إلى ما دون مستويات 2005. وفي هذا الصدد كشف التقرير السنوي ل"ميريل لينش" لإدارة الثروات العالمية، وكابجيميني (أحد مزودي تقنيات الاستشارات وخدمات المصادر في العالم), عن تراجع عدد الأثرياء في العالم بنسبة 14.9 %، مقارنة مع عام 2007. وحسب التقرير فان "الأثرياء" هم الأفراد الذين لا تقل قيمة صافي أصولهم عن المليون دولار، باستثناء منازلهم الرئيسية ومقتنياتهم الاستهلاكية، أما "كبار الأثرياء" فهم الأفراد الذين لا تقل قيمة صافي أصولهم عن 30 مليون، باستثناء منازلهم الرئيسية ومقتنياتهم الاستهلاكية. تبخر 7.9 تريليون دولار وأوضح التقرير أن ثروات أثرياء العالم تقلصت 19.5 % لتبلغ 32.8 تريليون دولار مقارنة ب40.7 تريليون دولار في 2007 ليفقد الأثرياء 7.9 تريليون خلال الأزمة. كما تراجع عدد أثرياء العالم إلى 8.6 مليون. وقضى هذا التراجع غير المسبوق، كما يصفه التقرير, على المكاسب التي حققتها ثروات أولئك الأثرياء طوال عامي 2006 و2007، وعادت بها إلى مستويات أدنى مما كانت عليه في عام 2005. أثرياء الإمارات انخفض عدد الأثرياء العرب بمعدل 5.9 % ليصل إلى 373.600، فيما انخفضت قيمة ثرواتهم بنسبة 16.2 % لتصل إلى 1.4 تريليون دولار في نهاية العام الماضي 2008. وفي الإمارات انخفض عدد الأثرياء بنسبة 12.7 % في عام 2008، مقارنة مع العام الذي سبقه، ليصل عددهم إلى 67100 ثري مقارنة بحوالي 76900 ثري في 2007, إلا إن عدد الوافدين الجدد إلى القائمة نما بحوالي 0.5 %. أثرياء السعودية تراجع عدد الأثرياء في السعودية بنسبة أقل 10.9 % ليصل إلى 90 ألف مقارنة ب 101 ألف ثري عام 2007. ويرجع التقرير تراجع عدد الأثرياء إلى تراجع القيمة السوقية لسوق الأسهم السعودية بنسبة 53.4 % العام الماضي، وانخفاض أسعار البترول، علاوة على التراجع القوي في أسعار العقارات في الخليج. في البحرين وكشف التقرير عن تراجع عدد الأثرياء في البحرين 5000 في عام 2008 بنسبة أقل 19.5 % من عام 2007. ويرجع التقرير هذا الانخفاض في عدد الأثرياء في دول الخليج إلى انخفاض إجمالي رسملة الأسواق، والتراجع الحاد في القيم الرأسمالية والإيجارية للعقارات الخليجية. ورغم هذا التراجع، لاحظ رئيس دائرة الشرق الأوسط لادارة الثروات في "ميريل لينش" أمير صدر، أن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية والعالم بدأت "تستقر". وتوقع أن تصل ثروات الأثرياء العرب إلى 48.5 تريليون في 2013، ورجح ارتفاع صافي قيمة أصولهم بمعدل 8.1 في المئة سنوياً. كبار الأثرياء ويشير التقرير أيضا إلى أن ثروات كبار أثرياء العالم عانت من خسائر مالية أكبر بكثير مما عانت منها ثروات الأثرياء مجتمعين، حيث تزامن تراجع أعداد كبار الأثرياء مع تراجع حجم ثرواتهم بنسبة 23.9 %. أماكن تمركز الأثرياء وتوقف التقرير عند مناطق تمركز الأثرياء الجغرافية، ويشير إلى أن هذه المناطق لا تزال ثابتة، ولكنها بدأت تتغير، فالغالبية العظمى من الأثرياء تعيش حتى الآن في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، وكان نحو 54 % منهم يعيشون في أمريكا واليابانوألمانيا في عام 2008. وتحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الأولي كموطن لأثرياء العالم, رغم تراجع عددهم بنسبة 18.5 %، حيث لا يزال يعيش بها نحو 2.5 مليون ثري يشكلون 28.7 % من أثرياء العالم. وتفاوت معدل انخفاض عدد الأثرياء في الدول الأخري, وبلغ 12.6 % في فرنسا. 2.7 % فقط في ألمانيا, 9.9 % في اليابان (موطن أكبر عدد من أثرياء منطقة آسيا حوض المحيط الهادي), وسجل عدد أثرياء هونج كونج أكبر تراجع على مستوى العالم بنسبة بلغت 61.3 %، لينخفض إلى 37.000 فقط. توقعات بالنمو رغم خسارة أثرياء العالم 7.9 تريليون دولار في 2008 إلا أن تقرير ميريل لينش يتوقع عودة الثروات الخاصة في العالم إلى النمو بمعدل سنوي 8.1 % مع انتعاش الاقتصاد العالمي، لتبلغ 48.5 تريليون دولار بحلول عام 2013. ويتوقع التقرير أن تتصدر أمريكا الشمالية وآسيا المحيط الهادي- هذا النمو، بحيث تتجاوز حصة المنطقة الأخيرة حصة أمريكا الشمالية في عام 2013. الاستثمار في النقد وتوقع التقرير أن يتجه الأثرياء في العالم إلى الاستثمار في النقد والعائدات الثابتة والاقتصادات المحلية، بعد أن قلَّص أثرياء العالم انكشاف محافظهم الاستثمارية على الأسهم في عام 2008، واتجهوا إلى الأصول الأكثر أمانا وبساطة، حيث زادوا حصة الأدوات الاستثمارية ثابتة العائدات والنقد والأصول السائلة من تلك المحافظ. كما خصصوا مبالغ أكبر بقليل للأصول العقارية، التي ارتفعت حصتها في المحفظة الإجمالية لأثرياء العالم إلى 18 % عام 2008، بنسبة زيادة 4% مقارنة مع عام 2007.