أعلنت مجلة "فوربس" أن ثروات أغنى 400 شخص في أمريكا انخفضت للمرة الخامسة منذ 27عاما بنحو 300 مليار دولار خلال 12 شهرا الماضية في صورة تعكس تفاقم الأزمة الاقتصادية على ثروات أغنياء العالم لتصل إلى 1.27 تريليون دولار مقابل 1.57 تريليون دولار فيما ارتفعت ثروة مارك زوكربج مؤسس موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي 500 مليون دولار وأوضحت المجلة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية في تقريرها السنوي عن أغنى 400 شخص في أمريكا المعروف باسم "فوربس 400" أن تدهور أسواق المال وانخفاض أسعار العقارات، بالإضافة إلى الطلاق والنصب والاحتيال ادى إلى انخفاض ثروات 314 من أعضاء القائمة وإلى خروج 32 شخصا من القائمة. وكان أكثر المتضررين طبقا لتقرير المجلة هو ووران بافت، ثاني أغنى رجل في أمريكا الذي انخفضت قيمة ثروته الخاصة ب10 مليارات دولار مع انخفاض قيمة أسهمه في شركة "بركشير هاثاواي" الاستثمارية التي يرأسها بنسبة 20% في العام الماضي. وتقدر ثروته الآن ب40 مليار دولار. واحتل المرتبة الأولى للمرة السادسة عشرة في قائمة أغنى أغنياء أمريكا، بيل جيتس الشريك المؤسس لشركة "مايكروسوفت" للإلكترونيات. فقد أدى انخفاض قيمة أسهم شركة "مايكروسوفت" والاستثمارات الخارجية إلى انكماش ثروة جيتس 7 مليارات دولار في 12 شهرا. وأوضحت المجلة أن أغنى 10 أشخاص في أمريكا فقدوا 39.2 مليار دولار في ال12 شهرا الماضية، أي بنسبة 14%، ومن بين الخاسرين كيرك كركوريان الذي فقد 8.2 مليار دولار من ثروته العام الماضي. وأوضحت "فوربس" أن جاك تايلور مؤسس شركة «RENT A CAR» لتأجير السيارات خسر ما يقرب من 7 مليارات دولار في العام. وذكرت المجلة في تقريرها الذي اوردته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن أكبر الرابحين فهو المصرفي آندرو بيل الذي زادت ثروته ثلاث مرات في غضون عام بحيث أصبحت قيمتها 4.5 مليار دولار، عن طريق شراء الأصول والقروض الرخيصة مع انهيار السوق في الخريف الماضي. كما ارتفعت ثروة مارك زوكربغ مؤسس موقع "فيس بوك" بنحو 500 مليون دولار لتصل إلى ملياري دولار وانتقل من المركز 321 إلى المركز 158. وقد أجبر الطلاق أوميد كردستاني المسؤول التنفيذي بموقع "جوجل" على الخروج من القائمة. وفيما يلي قائمة أغنى 10 أشخاص في أمريكا 1 بيل جيتس الشريك المؤسس لشركة "مايكروسوفت" للإلكترونيات 50 مليار دولار 2 ووران بافت، ثاني أغنى رجل في أمريكا 40 مليار دولار 3 لاري إليسون مؤسس شركة "أوراكل" 27 مليار دولار. 4 كريستي والتون 21.5 مليار دولار (وريث سوبر ماركت وول مارت). 5 جيم والتون 19.6 مليار دولار (وريث سوبر ماركت وول مارت). 6 أليس والتون 19.3 مليار دولار (وريث سوبر ماركت وول مارت). 7 روبسون والتون 19 مليار دولار. 8 مايكل بلومبرج 17.5 مليار دولار (إعلام). 9 و10 تشارلز ودافيد كوش 16 مليارا لكل منهما (طاقة). وتجدر الإشارة إلى أن الحد الأدنى لدخول قائمة أغنى 400 شخص انخفض ب350 مليون دولار من 1.3 مليار في العام الماضي إلى 950 مليونا في العام الحالي، مما سمح بدخول 19 شخصية جديدة في القائمة وعودة 19 شخصية أيضا للقائمة. وعلى صعيد متصل فقد كشف التقرير السنوي ل"ميريل لينش" لإدارة الثروات العالمية، وكابجيميني (أحد مزودي تقنيات الاستشارات وخدمات المصادر في العالم), عن تراجع عدد الأثرياء في العالم بنسبة 14.9 %، مقارنة مع عام 2007. وحسب التقرير فان "الأثرياء" هم الأفراد الذين لا تقل قيمة صافي أصولهم عن المليون دولار، باستثناء منازلهم الرئيسية ومقتنياتهم الاستهلاكية، أما "كبار الأثرياء" فهم الأفراد الذين لا تقل قيمة صافي أصولهم عن 30 مليون، باستثناء منازلهم الرئيسية ومقتنياتهم الاستهلاكية. وأوضح التقرير أن ثروات أثرياء العالم تقلصت 19.5 % لتبلغ 32.8 تريليون دولار مقارنة ب40.7 تريليون دولار في 2007 ليفقد الأثرياء 7.9 تريليون خلال الأزمة. كما تراجع عدد أثرياء العالم إلى 8.6 مليون. وقضى هذا التراجع غير المسبوق، كما يصفه التقرير, على المكاسب التي حققتها ثروات أولئك الأثرياء طوال عامي 2006 و2007، وعادت بها إلى مستويات أدنى مما كانت عليه في عام 2005. وانخفض عدد الأثرياء العرب بمعدل 5.9 % ليصل إلى 373.600، فيما انخفضت قيمة ثرواتهم بنسبة 16.2 % لتصل إلى 1.4 تريليون دولار في نهاية العام الماضي 2008. وفي الإمارات انخفض عدد الأثرياء بنسبة 12.7 % في عام 2008، مقارنة مع العام الذي سبقه، ليصل عددهم إلى 67100 ثري مقارنة بحوالي 76900 ثري في 2007, إلا إن عدد الوافدين الجدد إلى القائمة نما بحوالي 0.5 %. وتراجع عدد الأثرياء في السعودية بنسبة أقل 10.9 % ليصل إلى 90 ألف مقارنة ب 101 ألف ثري عام 2007. ويرجع التقرير تراجع عدد الأثرياء إلى تراجع القيمة السوقية لسوق الأسهم السعودية بنسبة 53.4 % العام الماضي، وانخفاض أسعار البترول، علاوة على التراجع القوي في أسعار العقارات في الخليج. وكشف التقرير عن تراجع عدد الأثرياء في البحرين 5000 في عام 2008 بنسبة أقل 19.5 % من عام 2007. ويرجع التقرير هذا الانخفاض في عدد الأثرياء في دول الخليج إلى انخفاض إجمالي رسملة الأسواق، والتراجع الحاد في القيم الرأسمالية والإيجارية للعقارات الخليجية. ورغم هذا التراجع، لاحظ رئيس دائرة الشرق الأوسط لادارة الثروات في "ميريل لينش" أمير صدر، أن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية والعالم بدأت "تستقر". وتوقع أن تصل ثروات الأثرياء العرب إلى 48.5 تريليون في 2013، ورجح ارتفاع صافي قيمة أصولهم بمعدل 8.1 في المئة سنوياً. ويشير التقرير أيضا إلى أن ثروات كبار أثرياء العالم عانت من خسائر مالية أكبر بكثير مما عانت منها ثروات الأثرياء مجتمعين، حيث تزامن تراجع أعداد كبار الأثرياء مع تراجع حجم ثرواتهم بنسبة 23.9 %. وقد توقعت دراسة عودة ثروات العالم "المفقودة" خلال 6 سنوات لتعود لمستواها في عام 2007 عندما سجلت 108.5 تريليونات دولار. وأظهرت دراسة التي أجرتها المجموعة الاستشارية في بوسطن، أنه في أمريكا الشمالية كانت الولاياتالمتحدة الأكثر تضررا، إذ انخفض حجم الثروات لدى الشركات المتخصصة في إدارتها بنسبة 21.8% إلى 29.3 تريليون دولار، ويرجع ذلك بصفة أساسية للخسائر التي مُنيت بها الاستثمارات في الأسهم في عام 2008. كما أضيرت بشدة مراكز إدارة الثروة الخارجية مثل سويسرا ومنطقة الكاريبي حيث تراجع حجم الأصول من 7.3 تريليونات دولار في 2007 إلى 6.7 تريليونات في 2008 بانخفاض بنسبة 8%. وقال بروس هولي الشريك والعضو المنتدب في مكتب المجموعة في نيويورك، إن التراجع "قوّض الثقة على نحو لم نشهده منذ فترة طويلة". وتوقعت الدراسة ،التي أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) مقتطفات منها، ألا تعود الأصول التي تديرها الشركات المتخصصة في هذا المجال لمستواها في عام 2007 أي عند 108.5 تريليونات دولار حتى عام 2013. وفي أوروبا سجلت الأصول التي تديرها شركات متخصصة زيادة طفيفة وبلغ حجمها 32.7 تريليون دولار لتصبح أغنى منطقة في العالم متفوقة على أمريكا الشمالية، غير أن إجمالي حجم الثروة في المنطقة انخفض 5.8%. وكانت أمريكا اللاتينية المنطقة الوحيدة التي سجلت زيادة في الأصول التي تديرها شركات المتخصصة وارتفعت 3% من 2.4 تريليون دولار في عام 2007 إلى 2.5 تريليون في 2008، كما أضر التراجع الاقتصادي بشدة بمليونيرات قاموا باستثمارات تنطوي على مخاطرة خلال فترة الازدهار الاقتصادي. كما كشفت الدراسة أن عدد المليونيرات في العالم انكمش بنسبة 17.8%، إلى تسعة ملايين، وكانت أوروبا والولاياتالمتحدة الأكثر تأثرا في هذا الصدد، إذ انخفض عدد المليونيرات بنسبة 22%، ولا يزال هناك 3.9 مليون مليونير في الولاياتالمتحدة وهو أعلى رقم في العالم، كما ويوجد في سنغافورة أعلى كثافة للمليونيرات عند 8.5% من السكان، وفي سويسرا تصل النسبة إلى 6.6 والكويت 5.1 والإمارات 4.5 والولاياتالمتحدة 3.5%. وفي استراليا أظهرت إحصائية حديثة أنه منذ اندلاع الأزمة العالمية خسرت الأسر الأسترالية 36% من ثرواتها المالية البالغة نهاية مارس الماضي حوالي 787 مليار دولار أسترالي ما يعادل 786مليار دولار نهاية شهر مارس ، منخفضة من 1246 مليار دولار في سبتمبر عام 2007. وتدهورت الثروة المالية للأسرة وفقا لتقدير الحسابات المالية الاسترالية التي أشارت إليها وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) من 159 ألف دولار إلى 98 ألف دولار ما يعد أقل نسبة سجلت من أكثر من 3 سنوات، كذلك انزلق متوسط ثروة الفرد من 58.9 ألف دولار إلى 36.2 ألف دولار.