ازداد عدد الاثرياء في العالم بنحو كبير العام الماضي رغم ان العالم واجه اسوأ ركود منذ عقود بسبب الازمة المالية العالمية. واظهر احدث تقرير بشأن الثروة العالمية أعدته "ميريل لينش" وشركة "كابجيميني" الامريكية المتخصصة في رصد الثروات في العالم ان تعافي سوق الاسهم ساعد في نمو طبقة اثرياء العالم بنحو 17% ليرتفع الي عشرة ملايين ثري في حين زادت ثرواتهم الاجمالية 19% الي 39 تريليون دولار ليعوضوا تقريبا كل خسائرهم بسبب الازمة المالية وتحديدا خلال الاشهر الثلاثة الاولي من العام الجاري. وقالت "مريل لينش" ان قيم الاسهم ارتفعت بواقع النصف في حين عوضت صناديق التحوط اغلب الخسائر التي منيت بها في 2008 في عام شهد انفاقا حكوميا تحفيزيا وتخفيفا للسياسات النقدية. الا انها شددت علي ان ثقة المستثمرين في اسواق الاسهم ما زالت مهتزة بصورة كبيرة ومازالت في حاجة الي وقت لاستعادتها مرة اخري. وكانت اسرع وتيرة لنمو الثروات في الهند والصين والبرازيل والتي كانت بين الاسواق الاكثر تضررا في 2008. وزادت الثروات في امريكا الجنوبية ومنطقة اسيا والمحيط الهادي الي مستويات قياسية. وزادت طبقة المليونيرات في آسيا الي ثلاثة ملايين لتعادل اوروبا للمرة الاولي مصحوبة بنمو اقتصادي بنسبة 5.4%. وارتفعت القيمة الاجمالية لثروات مليونيرات اسيا 31% الي 7.9 تريليون دولار متجاوزة نظيرتها الاوروبية البالغة 5.9 تريليون دولار. وفي امريكا الشمالية اتسعت طبقة الاثرياء 17% وثرواتهم 18% الي 7.10 تريليون دولار. وضمت الولاياتالمتحدة اغلب المليونيرات في 2009 87.2 مليون شخص تلتها اليابان بعدد 65.1 مليون والمانيا بعدد 861 الفا والصين 477 الفا. وشهدت سويسرا اعلي كثافة في المليونيرات بلغت حوالي 35 لكل 1000 من البالغين. واظهر التقرير ان الاثرياء حصلوا علي دعم جيد من امتلاكهم لنطاق واسع من الاستثمارات من السلع الاولية الي العقارات. وعلي الصعيد العربي والشرق الاوسط ارتفع عدد اصحاب الملايين في الشرق الاوسط بنسبة 1.7% ليعود الي مستويات العام 2007 الي قبل الازمة الاقتصادية العالمية فيما بلغ مجموع ثروات مليونيرات المنطقة 1500 مليار دولار. واشار تقرير الثروة العالمي السنوي الي ان عدد اصحاب الملايين ازداد في السعودية والبحرين لكنه تراجع بقوة في الامارات خصوصا بسبب ازمة دبي بحسب تقرير الثروة العالمي السنوي. وقال التقرير ان اصحاب الملايين في الشرق الاوسط فئة صغيرة من اصحاب الملايين في العالم الذين بلغ عددهم في نهاية عام 2009 عشرة ملايين شخص مع ثروات مجمعة كانت تقدر بنحو 39 الف مليار دولار. وفي نهاية عام 2009 كان يعيش في السعودية 104 الاف و 700 مليونير اي اكثر بنحو 3.14% من عام 2008 الا ان عدد المليونيرات انخفض بنسبة 8.18% في الامارات الي 54 الفا و 500 مليونير وبررت التقارير ذلك بعدة عوامل منها انخفاض اسعار العقارات العام الماضي بنسبة 3.43% وتراجع الصادرات بنسبة 27% من 2.239 مليار دولار عام 2008 الي 7.174 مليار دولار العام الماضي، بالاضافة الي تراجع التعاقدات المرتبطة بالناتج المحلي الاجمالي الحقيقي بنسبة 7.2% وتملك دول الشرق الاوسط 75% من الاحتياطات المثبتة من النفط العالمي واقل من نصف احتياطات الغاز العودة الي اعلي.