فقد أغنياء العالم نحو 20 % من اجمالي ثرواتهم خلال عام 2008 جراء الازمة المالية العالمية وما تبعها من تقلبات بالاسواق لتتراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم بنسبة 50% خلال الربع الأول من عام 2009 . وتراجعت القيمة الاجمالية لثروات من تتجاوز أصولهم الصافية مليون دولار - مع استبعاد قيمة المسكن الاساسي والسلع الاستهلاكية - الى 32.8 تريليون دولار أي دون مستويات 2005. كما انخفض عدد الاشخاص الذين يزيد صافي أصولهم على مليون دولار- بحسب تقرير الثروة العالمية السنوي الثالث عشر "لميريل لينش"- الى 14.9 %، في حين تراجع عدد من تفوق ثرواتهم 30 مليون دولار بمقدار الربع، ويبلغ عدد المليونيرات في العالم الآن 6ر8 مليون مليونير. وكبدت الأزمة المالية العالمية كبار الأثرياء خسائر هائلة، حيث بلغت خسائر أغنى 10 أشخاص في العالم 238 مليار دولار وهو ما يتجاوز إجمالي الناتج المحلي لأيرلندا أو إسرائيل، ويصل إجمالي ثروات أعضاء نادي المليارديرات في العالم في 2009 إلى 2.4 تريليون دولار مقابل 4.4 تريليون دولار عام 2008. وكان أكبر الخاسرين عام 2008 الملياردير الهندي أنيل أمباني الذي انخفضت قيمة ثروته من 31.9 مليار دولار إلى 10.1مليار دولار، كما فقد مواطنه إمبراطور الصلب في العالم لاكشيمي ميتال عدة مليارات لتنخفض ثروته من 25.7 مليار دولار إلى 19.3 مليار دولار. ورغم احتفاظ الولاياتالمتحدة بالمركز الأول كموطن لأكبر عدد من المليونيرات في العالم فقد تقدمت الصين عدة مراكز لتحتل المركز الرابع بعد اليابان وألمانيا ومتفوقة على بريطانيا لأول مرة. وتراجع إجمالي ثروات مليونيرات العالم إلى حوالي 8ر32 تريليون دولار. وانخفض عدد الأثرياء الذين يمتلكون ثروة تزيد على 30 مليون دولار بدون حساب قيمة منازلهم وسياراتهم والأصول الثابتة بنسبة 6ر24% إلى 78 ألف مليونير. وفي سياق متصل، كشف تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأربعاء تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم بنسبة 50% خلال الربع الأول من عام 2009 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2008. وارجعت المنظمة هذا الانخفاض - في منتداها الذي عقد بالعاصمة الفرنسية باريس- بشكل رئيسي الى تراجع حجم صفقات الاستحواذ، والاندماج العابرة للحدود، مع احتمال انخفاض حجم هذه الصفقات بنسبة 60% خلال العام ككل إلى 439 مليار دولار مقابل أكثر من تريليون دولار عام 2008 . وفي ظل الخروج كبير للاستثمارات من الاقتصاديات الصاعدة مثل البرازيل، والصين، وإندونيسيا، والهند، توقعت المنظمة تراجع حجم صفقات الاستحواذ والاندماج في الاقتصاديات الصاعدة خلال عام 2009 بأكثر من 80% إلى 21 مليار دولار مقابل 120 مليار دولار عام 2008 . ويشمل تقرير المنظمة عن حركة الاستثمارات الأجنبية المباشرة مجموعة من الدول بينها فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا والولاياتالمتحدة.