دول "الربيع العربي" على مائدة الثماني الكبار اليوم محيط – زينب مكي صورة تعبيرية للثمانية الكبار يبدو ان القضايا الساخنة ستكون كثيرة على مائدة دول الثماني ، حيث تناقش دول المجموعة ، التي تمثل أكثر الاقتصادات العالمية تقدماً، طائفة من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية والإنمائية خلال مؤتمر قمة يستمر يومين في فرنسا بدءاً من الخميس، لكنها ستركز بوجه خاص على وضع أساس أسلم لنمو الاقتصاد العالمي، في أعقاب الركود الاقتصادي بين عامي 2007-2009. ووفقا لما أعلنت مصادر القمة على مختلف وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة يجتمع قادة كنداوفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابانوروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وممثلون عن الاتحاد الأوروبي في دوفيل (منطقة النورماندي) الفرنسية اليوم لبحث وضع الاقتصاد العالمي وحالة الانتعاش الاقتصادي، والمخاطر التي تواجهه، وتعزيز التجارة وتغيّر المناخ. كما يأتى استخلاص الدروس مما جرى في تونس ومصر وتأسيس شراكة بين دول مجموعة الثماني و" دول الربيع العربي" من أجل مساندة هذه الدول ومساعدتها في تحولاتها نحو الديمقراطية ومواجهة التحديات الناجمة عن هذه التحولات على رأس القضايا المطروحة للنقاش. واعتبرت مصارد القمة أن "الربيع العربي" يحمل آمالا ويطرح أيضا تحديات، مشبهة ما يجري الآن بانهيار جدار برلين حيث أقامت أوروبا الغربية حينها شراكة لمدة عشرين عاما مع دول أوروبا الشرقية. كما يبحث زعماء الثمانى اليوم أن قادة دول المجموعة سيتناولون قضايا ليبيا وسورية واليمن ومسيرة السلام في الشرق الأوسط وإيران ونتائج مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن لاسيما على أفغانستان وباكستان، وكذلك مناقشة أفكار الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي وردت في خطابه حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على موضوع الدعم الدولي لمصر وتونس، وكذلك دعم المؤسسات الدولية لعمليات التحول إلى الديمقراطية، وهو ما سيكون محور المحادثات الثنائية للرئيس أوباما مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشكل خاص. وأضاف المسئولون الأمريكيون أن قمة مجموعة الثماني ستختتم أعمالها بجلستين، حيث سيجتمع قادة مجموعة الثماني مع كبار المسئولين من تسع دول إفريقية هي: مصر، والجزائر، وكوت ديفوار، وإثيوبيا، وغينيا-كوناكري، والنيجر، ونيجيريا، والسنغال وجنوب إفريقيا، مشيرين إلى أن هذا يعد تقليداً تتبعه مجموعة الثماني بإجراء حوار مع إفريقيا حول قضايا التنمية، إضافة إلى القضايا السياسية. ويتضمن جدول أعمال القمة مجموعة من القضايا المهمة مثل الصحة العالمية والطاقة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة وأمن الإنترنت خاصة ما يتعلق بالجرائم الإليكترونية وحقوق الملكية الفكرية، ونزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية والتغيير المناخي والتعليم وحرية التجارة والحفاظ على البيئة والمشاركة مع أفريقيا إلى جانب تطورات أزمة المفاعلات النووية في اليابان وتأثيرها على أوضاعها الاقتصادية. كما تركز المناقشات على سبل تحقيق الامن الغذائي العالمي في ظل الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية، وفي مجال الزراعة ستطالب مصر الدول المتقدمة بتقديم المعونة الفنية والتقنية والخبرة للدول النامية والأفريقية لمساعدتها في زيادة الانتاجية وتطوير البنية الاساسية اللازمة للإنتاج والتسويق والتصدير سواء بين الافارقة بعضهم لبعض أو الي الاسواق الخارجية، وضرورة اعتماد سياسات زراعية تشجع على زيادة معدلات الاستثمار الزراعي، ودعم الاستثمار في البحث العلمي والتعليم المرتبط بالزراعة وتطوير شبكات الري، مع التأكيد على اهمية السياسات الزراعية والتنمية الريفية باعتبارهما عنصران اساسيان من اجل ضمان نمو اقتصادي مستقر. وفى مجال الطاقة، من المقرر أن تدعو مصر لاعتماد خطط طويلة الاجل لتعزيز الاستثمارات في مجال الطاقة ، خاصة فيما يتعلق بتوفير مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وضرورة توفير مصادر الطاقة في الدول الفقيرة وخاصة في القارة الافريقية. وفي مجال الاصلاح المالي، من المقرر أن تدعو مصر الى وضع رؤية الدول النامية في الاعتبار عند مناقشة برامج اصلاح المؤسسات المالية وتعزيز دور صندوق النقد الدولي بالموارد اللازمة لتوسيع امكانات اقراض الدول النامية، باعتبار أن مجموعة الدول الصناعية ليست مجموعة للدول الثماني فحسب، ولكنها تعد محفلا لتبادل وجهات النظر بين الشمال والجنوب وبين الدول المتقدمة والنامية. ومن المقرر يشارك فى اللقاء رئيسي وزراء مصر وتونس، عصام شرف والباجي قائد السبسي، ورئيس البنك الدولي، روبرت زوليك، والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، وممثلين عن صندوق النقد الدولي سيشاركون في إحدى جلسات قمة مجموعة الثماني. ويجتمع قادة مجموعة الثماني مع قادة من تسع دول أفريقية هي الجزائر وساحل العاج ومصر وإثيوبيا وغينيا - كوناكري والنيجر ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا، وسيكون محور هذه الاجتماعات موضوع التنمية، إضافة إلى قضايا سياسية وأمنية. ويذكر أن مجموعة الثماني (G8) تأسست كمجموعة مكوّنة من ست دول في فرنسا عام 1975، ضمت قادة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، وتوسّعت هذه المجموعة على اثر الأزمة النفطية العالمية لعام 1973 التي شلّت تقريباً اقتصادات أكبر الدول عالمياً. وانضمت كندا إلى المجموعة عام 1976، فسمّيت مجموعة السبع (G7)، وانضمت روسيا إليها عام 1997 لتصبح مجموعة الثماني. وتعقد اجتماعات القمة في واحدة من الدول الثماني سنوياً، وتترأس الدولة المضيفة الاجتماع وتضع أجندة اليومين التاليين من المفاوضات، وتعقد اجتماعات قمة منفصلة لوزراء المال ورؤساء المصارف المركزية ووزراء الخارجية ووزراء العدل والبيئة لمجموعة الثماني، ويجتمع وزراء مال دول المجموعة عادة أربع مرات في السنة.