برنانكي يتوقع استمرارية الانتعاش المعتدل للاقتصاد الأمريكي محيط خاص توقع بن برنانكى رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي أن يظل الانتعاش الاقتصادي في الولاياتالمتحدة "معتدلا" وذلك في ضوء المستويات المرتفعة لمعدلات البطالة وضعف حركة الإنفاق على الإنشاءات سواء في المشروعات السكنية أو غيرها. وقال برنانكى في شهادته اليوم أمام الكونجرس إن البيانات الاقتصادية الواردة تشير إلى أن تنامي مستويات الاستهلاك الفردي على السلع النهائية سيكون كفيلا لضمان استمرار الانتعاش الاقتصادي بوتيرة معتدلة خلال الشهور القادمة. غير أنه تطرق في شهادته التي أوردت مقتطفات منها شبكة "بلومبرج" إلى وجود قيود تعوق وتيرة التعافي الاقتصادي متمثلة في ضعف حركة الإنشاءات والظروف المالية غير الجيدة على مستوى العديد من الحكومات الفيدرالية. وتبحث البنوك المركزية الفيدرالية على مستوى الولاياتالأمريكية حاليا كيفية بدء وقف إجراءات التحفيز المالي والموعد المناسب لذلك خاصة في ضوء مؤشرات الانتعاش الاقتصادي الراهن بعد فترة الركود التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي في العام الماضي اعتبرت الأصعب منذ مرحلة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. وقد أكد رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في شهادته للشهر الحالي أمام الكونجرس أن حدوث المزيد من الانتعاش الاقتصادي سيعتمد على استمرارية نمو الطلب والاستهلاك على السلع النهائية مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مستويات المخزون من البضائع أصبحت متماشية بصورة أفضل مع حركة المبيعات في الأسواق. وأضاف أن حركة الإنفاق الاستهلاكي يستلزم دعمها من خلال ضمان حدوث تحسن تدريجي في أعداد الوظائف الجديدة المطروحة في سوق العمل ومستويات الأجور بجانب انتعاش مستويات دخل الأسر فضلا عن تحسن فرص الائتمان. وأشار في شهادته أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة بالكونجرس إلى أن الأمر ما زال يتطلب المزيد من الوقت لاستعادة الوظائف التي فقدتها أسواق العمل الأمريكية خلال العامين الماضيين بسبب الأزمة الاقتصادية والتي تقدر بنحو 8.5 مليون وظيفة. وتشير الإحصائيات إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد واصل انتعاشه على مدى الأربع فترات الربع سنوية الأخيرة في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء نمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل يتراوح ما بين 2.8 % و 3.5 % خلال 2010. وقد كشفت اليوم بيانات جديدة لوزارة التجارة الأمريكية عن استمرارية التحسن في أداء الاقتصاد الأمريكي حيث سجلت مبيعات التجزئة في شهر مارس نموا ب1.6 % متجاوزا التوقعات السابقة في الوقت الذي اعتبر فيه أكبر ارتفاع في المبيعات بالأسواق منذ 4 أشهر، كما أظهرت بيانات أخرى أن معدل التضخم ما زال تحت السيطرة حيث سجلت أسعار المستهلكين ارتفاعا طفيفا لم يتجاوز 0.1%. من جهة متصلة أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أمس أن العجز التجاري الأمريكي ارتفع إلى 39.7 مليار دولار في شهر فبراير الماضي إلا أن العجز الثنائي الأمريكي مع الصين تراجع إلى أدنى مستوى في عام تقريبا. وذكر التقرير الحكومي الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية أن الطلب الأمريكي الأقوى أدى إلى زيادة الاستيراد بنسبة 1.7 % في فبراير بحيث وصل إلى 182.9 مليار دولار فيما سجلت الصادرات 143.2 مليار دولار وهو الأداء الأفضل منذ بدء الأزمة المالية العالمية في أكتوبر 2008. وأشارت وزارة التجارة إلى أن الاستيراد من الصين انخفض بنسبة 7.2% في فبراير بحيث وصل إلى 23.4 مليار دولار وهو المستوى الأدنى منذ مايو 2009.