تونس: بدأت محافظات الجنوب التونسي تعاني من بوادر ازمة وقود حادة نتيجة التداعيات المباشرة للحرب الدائرة في ليبيا على تونس والتي قد تتحول الى ازمة اقتصادية وتجارية واجتماعية يصعب التكهن بنتائجها في هذه المناطق الحدودية مع ليبيا. وأكد مصدر وثيق الاطلاع في الهلال الاحمر التونسي بمحافظة تطاوين المجاورة لليبيا في تصريح هاتفي لوكالة الانباء الكويتية "كونا" أن هذه الازمة التي قد تتسبب في شل الحركة الاقتصادية والتجارية تتفاقم على خلفية نفاذ البنزين في محطات الوقود بالمحافظة بسبب توقف قطاع النفط في ليبيا وتهريب اكثر من ثلاثة ملايين لتر من الوقود من تونس الى داخل ليبيا حتى الان من جانب عناصر الطرفين المتحاربين. وأضاف أن هذا الوضع ادى في المقابل الى ازدهار السوق السوداء في قطاع توزيع الوقود في محافظات الجنوب التونسي لاسيما تطاوين ومدنين وقابس، حيث اصبح اصحاب السيارات يلجؤون الى التزود من المهربين للبنزين المشكوك احيانا في جودته. وأوضح نفس المصدر أن أزمة النقص في التزود بالوقود ازدادت حدة نتيجة دخول اكثر من 30 الف سيارة ذات الاستهلاك المرتفع للبنزين لعائلات ليبية لجات الى المناطق الحدودية التونسية واستقرت بها بسبب الحرب الدائرة في ليبيا. وعلى صعيد اخر حذر العديد من المراقبين بالمناطق الحدودية التونسية المجاورة لليبيا من ان استمرار ازمة التزود بالوقود سيكون له تداعيات خطيرة ايضا على قطاع النقل والتزود بالمواد الغذائية لاسيما وان بوادر ازمة حادة بدات تلوح في الافق في هذا القطاع نتيجة لجوء عشرات الالاف من الليبيين غيرهم واستقرارهم بالجنوب التونسي.